الأمراض والحرارة وقلة الإنتاج ترفع أسعار البيض في إدلب

10 يونيو 2024
أسعار البيض تشق على سكان إدلب - فيسبوك
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفاع أسعار البيض في إدلب بسبب تقلبات الطقس وانتشار الأمراض بين الدجاج، مما أثر على الإنتاج وزاد الضغط المالي على العائلات الفقيرة التي تعتمد على البيض كمصدر أساسي للغذاء.
- الوضع الاقتصادي الصعب يجبر العائلات مثل عائلة عماد الطه وقمر دخان، التي تعيل أبنائها الخمسة، على مواجهة صعوبات في توفير الطعام بسبب الارتفاع المستمر في أسعار البيض والمواد الغذائية.
- صاحب مدجنة، سعيد دياب، يعزو ارتفاع الأسعار إلى الأمراض وتقلبات الطقس، مشيرًا إلى أن السوق يخضع لقوانين العرض والطلب وأن المربين يواجهون خسائر فادحة، مما يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية للسكان.

ارتفعت أسعار البيض في إدلب مؤخراً، بالتزامن مع تقلبات الطقس وكثرة الأمراض التي أصابت الدجاج، ما أفضى إلى قلة الإنتاج، في الوقت الذي يعتبر فيه البيض الوجبة الرئيسية للعائلات الفقيرة في ظل الغلاء وقلة الدخل.

ووصل سعر البيضة الواحدة بالمفرق إلى ثلاث ليرات تركية بعد أن كان ليرتين، فيما وصل سعر الطبق الذي يضم 30 بيضة ويزن كيلوغرامين إلى 80 ليرة تركية، أي ما يعادل دولارين ونصف دولار، بعد أن كان يباع بـ60 ليرة تركية، أي أقل من دولارين قبل شهر واحد. وبلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل كل دولار واحد 32.5 للمبيع و32 للشراء، وفق تسعيرة "اتحاد الصرافين" في إدلب المعتمدة في المنطقة.

وقال عماد الطه، وهو نازح مقيم في مخيمات حزرة شمال إدلب، إنه يعتمد على البيض بشكل أساسي نظرا لفوائده ورخص ثمنه مقارنة مع بقية الوجبات الأخرى، وكثيراً ما كان يشتري طبقاً من البيض يكفي بضعة أيام، أما اليوم، ومع ارتفاع أسعارها، أصبح يشتريه بالمفرق وبعدد قليل ومحدود. واعتبر الطه أن أسعار البيض مرتفعة مقارنة مع دخله اليومي القليل الذي لا يتجاوز 100 ليرة تركية في اليوم، مقابل عمله في البناء، وهي لا تكاد تكفي لتغطية الجزء اليسير من الاحتياجات.

أما قمر دخان النازحة المقيمة في مدينة الدانا شمال إدلب والمعيلة الوحيدة لأبنائها الخمسة بعد وفاة زوجها، فقالت إنها لا تعتمد في إطعام أولادها على الطبخ اليومي لما يكلفها من أموال، فأي وجبة ممكن إعدادها من الأرز والخضار واللحم ستكلف أكثر من 200 ليرة تركية، وهو "ما لا يمكن أن أتمكن من توفيره بشكل دوري ما عدا يوماً واحداً في الأسبوع، بينما أعتمد على البيض بشكل أساسي، عبر القلي والسلق والعجة معظم الأيام".

وأضافت أن "أسعار البيض في السابق كانت مقبولة أما اليوم فهي مرتفعة مقارنة مع أوضاعنا المادية الصعبة، فعملي في أحد المحال التجارية لبيع الألبسة النسائية مقابل خمسين دولاراً أميركياً لا يحقق لنا الحد الأدنى من المعيشة، والموزعة بين إيجار المنزل والطعام والتعليم والأدوية وغيرها". وأشارت إلى ارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية بشكل يومي ليطاول البيض أيضا، السلعة الأرخص في السابق، حتى أصبح الفقير لا يعرف ما الذي يأكله وكيف له أن يؤمن قوت أطفاله الجياع، وفق قولها.

سعيد دياب، صاحب إحدى المداجن، أرجع أسباب ارتفاع أسعار البيض إلى كثرة الأمراض التي أصابت الدجاج ( البياض) هذا الموسم وأسفرت عن نفوق أعداد كبيرة من الدجاج المنتج للبيض، وهو ما أدى إلى انخفاض المنتج في الأسواق، ومن ثم ارتفاع أسعاره بشكل تلقائي. وأشار دياب إلى تقلبات الطقس الفجائية الماضية والانتقال من البرد إلى الحر الشديد وتفاوت الحرارة الكبير بين الليل والنهار، وكل ذلك أثر بشكل سلبي على إنتاج البيض، فالدجاجة التي كانت تبيض كل يوم راحت تبيض كل يومين أو ثلاثة.

وأوضح لـ"العربي الجديد" أن أسعار البيض تخضع للعرض والطلب، "فكثرة العرض وقلة الطلب أحيانا تجبرنا على البيع بأقل من سعر التكلفة، و تكبدنا خسائر فادحة، وعادة ما تكون تكلفة الطرد المؤلف من 12 طبقاً من البيض 26 دولاراً أميركياً، فنبيعه بثلثي التكلفة".

وذكر أنهم يعوضون بعض الخسائر حين يزداد الطلب على المنتج في بعض الفترات من السنة، وبالمجمل هم لا يبيعون بأرباح كبيرة وإنما بأرباح مقبولة مقارنة بما يتطلبه الإنتاج من أدوية وأعلاف وتأمين ظروف ملائمة لإنتاج البيض، عدا الوقت والجهد المبذول وتغطية أجور العمال والنقل، وهو ما دفع بعض المربين للعزوف عن المهنة بسبب الخسائر الكبيرة في بعض الأحيان وغلاء تكاليف الإنتاج.

وتأرجحت أسعار الدجاج الحي كما البيض خلال الفترة الماضية، ووصل سعر الطن من الفروج إلى 2000 دولار أميركي في مارس/آذار الماضي، وانخفض بعد ذلك بمقدار 700 دولار للطن الواحد، ووصل سعر الطن إلى 1400 دولار أميركي، ليعاود الارتفاع اليوم إلى 1600 دولار أميركي.

المساهمون