تعرض عملاق مبيعات التجزئة أمازون لإضرابات في مواقع مختلفة في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، حيث طالب العمال بأجور أعلى وظروف عمل أفضل، وذلك بالتزامن مع عطلة عيد الشكر التي تسبق ما يطلق عليه يوم "الجمعة السوداء"، والمعروف بإقبال المستهلكين على الشراء فيه، في أغلب البلدان.
وحذر الاتحاد العالمي لعمال أمازون من أن الشركة ستواجه إضرابات واحتجاجات في أكثر من 30 دولة حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، كجزء من حملة "اجعل أمازون تدفع".
وقالت كريستي هوفمان الأمين العام للاتحاد العالمي إن العمال يعرفون أنه لا يهم البلد الذي يتواجدون فيه، أو المسمى الوظيفي الخاص بهم، "فنحن جميعاً متحدون في النضال من أجل زيادة الأجور، ووضع حد للحصص غير المعقولة، وإسماع الصوت في العمل". وأردف هوفمان أن العمال في البلدان المختلفة سيقفون مع كافة العمال في جميع أنحاء العالم من أجل جعل أمازون تدفع.
ويقام "البلاك فرايداي"، أو يوم "الجمعة السوداء"، في اليوم التالي لعطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، ويتم تقليده بشكل متزايد في أوروبا وخارجها، حيث تقدم المتاجر تخفيضات كبيرة لبدء التسوق لموسم تقديم هدايا العطلة.
وقال ستيوارت ريتشاردز، المتحدث باسم اتحاد التجارة العام ببريطانيا GMB، إن أكثر من 1000 عامل أضربوا عن العمل في مركز أمازون في كوفنتري بإنجلترا، والذي يوظف 2300 شخص، ويزود مستودعات أخرى بالإمدادات.
وفي ألمانيا، بدأ الإضراب الصناعي الذي دعت إليه "يونيون فيردي" ليلة الجمعة، ما أثر على خمسة من أصل 20 موقعًا لوجستيًا لعملاق التجارة الإلكترونية الأميركي في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وعلى الجانب الآخر أكدت إدارة شركة أمازون أن الإضرابات العمالية التي اجتاحت المملكة المتحدة وألمانيا لن تؤثر على العملاء.
وقال روبرتو برامبيلا من نقابة "فيلكامز سيغيل" إن العمال في مركز أمازون في بياتشينزا، بالقرب من ميلانو، انضموا إلى الإضراب بمعدل "مشاركة مرتفع للغاية".
وقالت صوفي لوند ييتس، كبيرة محللي الأسهم في هارغريفز لانسداون إن "المزاج العام توتر بالنسبة لشركة أمازون خلال هذا الوقت المهم، حيث يمكن أن يهدد الإجراء العمالي بشأن الأجور والظروف من قبل موظفي المستودعات الأداء". وأضافت أن هذا "سيكون أمراً يراقبه المستثمرون عن كثب.
وفي بريطانيا، قال اتحاد "جي بي أم" إن أمازون رفضت التحدث مع العمال. وقال ريتشاردز إن الضغط الذي مارسه أعضاء الاتحاد العام للتجارة على الشركة أدى إلى قيام أمازون بعرض زيادات في الأجور في جميع المجالات، لكن ما يقدمونه لا يزال أقل بكثير مما يريده العمال.
ويطلب العمال أن ترتفع أجورهم من 12 جنيهًا إسترلينيًا (15 دولارًا) في الساعة إلى 15 جنيهًا إسترلينيًا في الساعة حالياً. وقال متحدث باسم أمازون في المملكة المتحدة إن الشركة تراجع رواتبها بانتظام لضمان تقديم أجور ومزايا تنافسية.
وأكد ريتشاردز أن الأجر الأساسي في المملكة المتحدة سيرتفع إلى ما بين 12.30 جنيهًا إسترلينيًا و13 جنيهًا إسترلينيًا في الساعة اعتبارًا من أبريل/نيسان، بزيادة قدرها 20% على مدار عامين، و50% منذ عام 2018.
وفي ألمانيا، قالت أمازون إن العمال حصلوا بالفعل على "أجور عادلة ومزايا إضافية جيدة"، وأكدت أن الأجر الأساسي هو 14 يورو (15.30 دولارًا) وأكثر في الساعة، وهو أعلى من الحد الأدنى للأجور في ألمانيا البالغ 12 يورو.
لكن "يونيون فيردي" تضغط من أجل أن تعترف الشركة بالاتفاقات الجماعية الإقليمية لقطاع البيع بالتجزئة.
وفي إيطاليا، اشتكت النقابة من الزيادات "غير المقبولة" في الأجور، فضلاً عن فشل أمازون في زيادة مبلغ قسائم الوجبات وعدم الاهتمام بالقضايا الصحية، من بين أشياء أخرى.
وقالت أماندا غيرنغ، المسؤولة بالاتحاد "سيشكل اليوم نقطة تحول في تاريخ أمازون". وأضافت إنه مع تصاعد الإضراب، وانضمام العمال من أوروبا والولايات المتحدة، "سيتم تحفيز عمال أمازون في جميع أنحاء العالم للقتال لإجبار الشركة على تغيير أساليبها".
(فرانس برس)