- مجموعة بريكس، بقيادة روسيا، تعمل على إنشاء عملة احتياطية دولية جديدة مدعومة بالذهب لتقليل الاعتماد على الدولار، في ظل العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا.
- الصين تسعى لتقليل اعتمادها على الدولار، مع التركيز على تسوية معاملات النفط والغاز باليوان، وقد وقعت "غازبروم" الروسية اتفاقًا لتحويل مدفوعات الغاز للصين إلى اليوان والروبل، مما يعكس جهودًا لتقليل الاعتماد على الدولار واليورو.
تحولت دعوات الابتعاد عن الدولار إلى هاجس حقيقي لدى الخبراء، فيما نقلت مصادر لوكالة "بلومبيرغ" أن المستشارين الاقتصاديين للرئيس السابق دونالد ترامب يدرسون الآليات التي يمكن اعتمادها لوقف ابتعاد الدول عن الدولار، ومنها فرض العقوبات.
وتلفت الوكالة إلى أن العقوبات المقترحة على الابتعاد عن الدولار تطاول الأعداء وكذلك أصدقاء الولايات المتحدة الأميركية الذين يتجهون لإجراء اتفاقيات تجارية بالعملات الأخرى غير الدولار. وبالطبع أول المستهدفين هي مجموعة بريكس التي تقود الحملة الدولية للابتعاد عن الدولار.
ومنتصف الشهر الماضي، حصل المرشحان الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على ما يكفي من المندوبين لكي يضمنا ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وخلال قمة البريكس لعام 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الكتلة تعمل على إنشاء "عملة احتياطية دولية". ومن المتوقع أن تكون عملة البريكس مدعومة بالذهب، وهذا سيكون بمثابة عودة تاريخية لمعيار الذهب وتحقيق الاستقرار للعملة الجديدة.
وقد اكتسب رد الفعل العنيف ضد هيمنة الدولار في النظام المالي العالمي زخمًا في عام 2022، وفق "بلومبيرغ"، عندما قادت الولايات المتحدة الجهود الرامية إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، وتم تقييد وصول البنك المركزي الروسي والمسؤولين الحكوميين ونحو 2500 شخص آخر إلى الدولار.
وقع الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع على إجراء للاستيلاء على الأصول الروسية بالدولار للمساعدة في إعادة إعمار أوكرانيا. ويتخوف المشروعون الجمهوريون من أن هذا الإجراء سيزيد المخاوف على موقع الدولار في النظام النقدي الدولي.
ومنذ عام 2009، انتهجت بكين سياسة جديدة تسعى من خلالها إلى تقليل اعتمادها على الدولار في معاملاتها التجارية، مع تسوية أكبر قدر من بضائعها في الأسواق الخارجية من خلال عملتها المحلية، إضافة إلى الدخول في خطوط ائتمان متبادلة مع العديد من المصارف المركزية حول العالم.
الصين تقود حملة الابتعاد عن الدولار
وتركز الصين على تسوية معاملات النفط والغاز باليوان منذ سنوات، في محاولة لترسيخ مكانة عملتها دوليا وكبح سيطرة الدولار تجاريا. وسبق ذلك تخلي الصين عن التعامل بالدولار مع روسيا وباكستان ودول أُخرى.
وفي سبتمبر/ أيلول 2022، وقعت شركة "غازبروم" الروسية اتفاقا لبدء تحويل مدفوعات إمدادات الغاز الروسية للصين إلى اليوان والروبل بدلا من الدولار، في خطوة تُعد أيضا جزءا من خطة روسية لتقليل اعتمادها على الدولار واليورو والعملات الصعبة الأخرى في نظامها المصرفي وفي التجارة، وهو دافع سرعته موسكو منذ أن تعرضت لعقوبات مالية واقتصادية، وباتت تسعى لاستخدام اليوان للحصول على ضمان مالي من الصين.
وقال ترامب في مقابلة أجريت معه في 11 مارس/آذار على قناة سي إن بي سي: "أكره عندما تتخلى الدول عن الدولار. لن أسمح للدول بالتخلي عن الدولار لأنه عندما نفقد هذا المعيار، سيكون ذلك بمثابة خسارة حرب ثورية. سيكون ذلك بمثابة ضربة لبلدنا".
وكان الدولار هو الملك في التجارة العالمية لعقود من الزمن، وفق "سي أن بي سي"، ليس فقط لأن الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم، ولكن أيضا لأن النفط، وهو السلعة الأساسية التي تحتاجها جميع الاقتصادات الكبيرة والصغيرة، يتم تسعيرها بالدولار.
ولكن منذ أن شرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في رحلة قوية من رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم المحلي، رفعت العديد من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة لوقف تدفقات رأس المال إلى الخارج والانخفاض الحاد في قيمة عملاتها.
وقال سيدريك شهاب، من شركة فيتش سوليوشنز: "من خلال تنويع احتياطيات ممتلكاتهم إلى محفظة متعددة العملات، ربما يمكنهم تقليل الضغط على قطاعاتهم الخارجية".
ولا يزال الدولار مهيمنًا في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية على الرغم من انخفاض حصته في احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية من أكثر من 70% في عام 1999، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.
وشكل الدولار 58.36% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية في الربع الرابع من العام الماضي، وفقًا لبيانات تكوين العملات لاحتياطيات النقد الأجنبي التابع لصندوق النقد الدولي.
وبالمقارنة، يأتي اليورو في المرتبة الثانية بفارق كبير، حيث يمثل حوالي 20.5% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، بينما يمثل اليوان الصيني 2.7% فقط في الفترة نفسها.