يعتزم الاتحاد الأوروبي الإعلان عن فتح تحقيق في دعم الصين شركات صناعة الصلب، في إجراء إضافي للخطوات التي جرى اتخاذها أخيراً لكبح التمدد التجاري الصيني الواسع في القارة العجوز.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير، أمس الثلاثاء، إن هذه الخطوة تأتي في إطار تطوير جبهة مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية ضد بكين.
ووافقت بروكسل على الانضمام إلى جهود واشنطن لحماية الصناعات من المنافسة الرخيصة، بحسب ما قاله مسؤولان مطلعان على هذه الخطوة للصحيفة البريطانية.
وقال المسؤولون إن واشنطن طلبت من بروكسل التحرك ضد منتجي الصلب الصينيين مقابل تجنب إعادة فرض الرسوم الجمركية على الصلب في الاتحاد الأوروبي التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.
واتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات انتقامية بفرض رسوم على المنتجات الأميركية مثل أصناف من الخمور والدراجات النارية هارلي ديفيدسون، لكن الجانبين علقا الإجراءات في العام 2021 حيث تعاونا في مبادرة الصلب المستدام المصممة للحد من الواردات الصينية. وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنهم يتفهمون حاجة الرئيس جو بايدن إلى حماية وظائف عمال الصلب في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وأوهايو لمنع ترامب من الفوز في انتخابات العودة العام المقبل.
وستكون خطوة الاتحاد الأوروبي هي القضية الثانية ضد الصين خلال أسابيع، بعدما أعلنت إجراء تحقيق في السيارات الكهربائية صينية الصنع. وتدرس بروكسل أيضاً إجراء تحقيق في قطاع توربينات الرياح. ومن الممكن أن تؤدي هذه التحقيقات، التي من المتوقع أن تستمر لمدة تصل إلى عام، إلى فرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية.
وقال مسؤولون إنه من المتوقع أن تعلن بروكسل وواشنطن في اجتماعهما المقرر في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري عن ترتيب عالمي بشأن الصلب والألومنيوم المستدامين للحد من صادرات المعادن الصينية التي تغمر السوق العالمية وتضغط على المنتجين في الولايات المتحدة وأوروبا. وسيكون التحالف مفتوحاً أمام دول أخرى مثل المملكة المتحدة واليابان إذا وافقت على تنفيذ التعريفات الجمركية على الصين أيضاً.
وتظهر الأرقام الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تتخذ من باريس مقراً لها، أن الطاقة العالمية لصناعة الصلب وصلت إلى مستويات قياسية عام 2022. وقد بلغت القدرة الفائضة مستويات قياسية أيضا، مع استخدام 75% فقط. وشكلت الصين ربع الزيادة في القدرة الإنتاجية، كما أنها تفتتح مصانع في أماكن أخرى في آسيا.
وفرضت بروكسل بالفعل رسوم مكافحة الإغراق على حوالي 10 فئات من واردات الصلب الصينية، والتي تغطي حوالي نصف المنتجات الواردة. كما حددت حصصاً للعديد من منتجات الصلب الواردة. لكن صناعة الصلب في الاتحاد الأوروبي قالت إن هذه الإجراءات غير فعالة.
وقال أكسل إيجيرت، المدير العام لاتحاد الصلب الأوروبي إن "أدوات الدفاع التجارية التقليدية غير قادرة على معالجة هذا الأمر، لقد استخدمناها لمدة 50 عاماً ولم تنجح.. تتم تغذية الطاقة الفائضة العالمية من قبل الحكومات.. نحن بحاجة إلى أداة جديدة".