البنك الدولي يوافق على تمويل مشاريع في تركيا بـ 910 ملايين دولار

09 ديسمبر 2024
التمويل لدعم توسيع استخدام السكك الحديدية الكهربائية، إسطنبول في 1 يناير 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت سيبل كولاكسيز من البنك الدولي أن زيادة تمويل المشاريع في تركيا تعكس الثقة في سياساتها الاقتصادية، مع تخصيص 910 ملايين دولار لمشاريع السكك الحديدية وإدارة الطوارئ الصحية.
- تناولت كولاكسيز تأثير السياسات العالمية، مشيرة إلى محادثات محتملة بين تركيا والولايات المتحدة لتعزيز التجارة، مع التركيز على تحسين جودة المنتجات المصدرة وزيادة القيمة المضافة.
- أشارت كولاكسيز إلى أن تخفيف السياسات النقدية قد يزيد الاستثمارات الأجنبية في تركيا، مؤكدة على ضرورة استغلال الإمكانيات غير المستغلة لتحقيق التنمية الاقتصادية.

قالت كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي سيبل كولاكسيز إن زيادة عدد موافقات البنك لتمويل مشاريع في تركيا تعد مؤشراً واضحاً على زيادة ثقته بسياسات أنقرة الاقتصادية. وأضافت كولاكسيز، في مقابلة مع وكالة الأناضول اليوم الاثنين، أن مجلس المديرين التنفيذيين للبنك وافق على تمويل بقيمة إجمالية 910 ملايين دولار، لدعم جهود تركيا في توسيع استخدام السكك الحديدية الكهربائية وتحسين قدراتها في إدارة حالات الطوارئ الصحية العامة.

وأوضحت أن البنك لا ينظر إلى هذه المشاريع في تركيا من منظور هندسي فقط، بل يتبنى نهجاً متعدد الأبعاد، ويضم بين كوادره خبراء من مجالات مختلفة مثل الهندسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، كل منهم يساهم بشكل فعال في إثراء المشاريع الخدمية لصالح السكان. وحول أهمية مشروع تطوير السكك الحديدية، قالت كولاكسيز إن "نفع هذا المشروع لا يقتصر على تركيا فحسب، بل يمتد ليشمل الدول المجاورة أيضاً".

وأكدت أن "الزيادة في عدد موافقات البنك الدولي على مشاريع في تركيا تعكس زيادة الثقة في السياسات الاقتصادية التي تنتهجها أنقرة". وتابعت أن "هذا المشروع (تطوير السكك الحديدية) الذي حصل على تمويل حديث هو مثال على ذلك، ونحن على أعتاب مشاريع جديدة في الفترة المقبلة".

محور للنمو الاقتصادي

وبخصوص تأثير السياسات العالمية، قالت كولاكسيز إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يبدأ ولايته في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، يركّز على السياسات التجارية. وأضافت أن تركيا قد تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتقييم مجالات التعاون الممكنة بينهما، والبلدين يعملان لتحقيق أهداف تجارية مشتركة. وزادت بأن ترامب يركز على الاقتصاد القائم على الاتفاقيات، ويمكن لقادة البلدين التفاوض على طاولة واحدة والوصول إلى اتفاقيات مفيدة للطرفين.

وأردفت: كما أن لدى ترامب نظرة أقرب إلى رجال الأعمال في تقييمه لهذه الأمور، وقد يركز على ملء الفراغ الذي سيتركه تخلي الصين عن بعض القطاعات. لدينا هدف كبير في التجارة بين تركيا والولايات المتحدة وتوجد جهود كبيرة من مؤسسات عديدة لتحقيقه. وأفادت  كولاكسيز بأن أرقام التجارة بين البلدين على مدى الـ40 عاماً الماضية تُظهر نمواً سريعاً في الصادرات والواردات، لكن تنوع المنتجات ما زال محدوداً، مشددة على أن تركيا لديها القدرة على أن تكون محوراً للنمو الاقتصادي في المنطقة.

وتابعت: تركيا تركز على تحسين جودة المنتجات التي تصدرها إلى الولايات المتحدة بدلاً من تنويعها. هل هذا أمر سلبي؟ لا أعتقد ذلك. واستطردت: بل يعني أننا أصبحنا أكثر كفاءة وتنافسية في الصناعات التقليدية. لكن كي تدخل (صادرات) تركيا في مجموعة الدول ذات الدخل المرتفع، يجب أن تركز على إنتاج وتصدير منتجات ذات قيمة مضافة عالية.

رؤوس الأموال الأجنبية

وحول تأثير السياسات النقدية العالمية، قالت كولاكسيز إن السياسات النقدية المتشددة بدأت التراجع تدريجياً، وخفض أسعار الفائدة أصبح أمراً متوقعاً في دول عديدة، مما يمهد الطريق لزيادة الاستثمارات العالمية والنمو الاقتصادي. وأضافت: "نأمل أن يؤدي هذا إلى تدفق أسرع لرؤوس الأموال الأجنبية إلى تركيا". وتابعت: حتى في أصعب الأوقات، سجلت تركيا نمواً بنسبة 3 % وحققت في السابق نمواً 8 %، وهو مستوى سريع للغاية. بالنظر إلى الوضع العالمي، حيث سجلت دول أخرى نمواً 1% أو حتى انكماشاً، فإن 3 % في تركيا تُعد إنجازاً".

وشددت كولاكسيز على أن تركيا تتمتع بإمكانات اقتصادية مهمة، لكن يجب الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية غير المستغلة، للوصول بتركيا إلى مجموعة الدول ذات الدخل المرتفع. وختمت قائلة: "بالنظر إلى الأرقام، نرى أن تركيا لديها إمكانيات لتكون محوراً للنمو الاقتصادي في المنطقة. لديها موارد بشرية وقوى عاملة قادرة على تحقيق التنمية داخلياً وإقليمياً من خلال التعاون مع الدول المجاورة".

(الأناضول)

المساهمون