- زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق وتحسن العلاقات بين البلدين يعززان التوقعات بعودة الرحلات التركية، حيث زار وفد تركي مطاري دمشق وحلب لتقييم جاهزيتهما.
- تعرض مطار دمشق الدولي للقصف الإسرائيلي، مما أدى لتوقفه مؤقتاً، ورغم ذلك عادت بعض الرحلات الدولية، وتخطط شركات الطيران السورية لتوسيع وجهاتها رغم التحديات.
بعد استئناف رحلاته الداخلية، الأربعاء الماضي، برحلة جوية ذهاباً وإياباً بين مطاري دمشق الدولي وحلب، بدأ التحضير من إدارة مطار دمشق الدولي لاستقبال الرحلات الخارجية إلى مطاري سورية الرئيسين، في العاصمة دمشق وفي مدينة حلب شمالي غرب سورية، تمهيداً لعودة الرحلات الدولية تدريجياً، والتي يتوقع أن تكون الرحلات الجوية التركية في مقدمتها. وأوقفت معظم شركات الطيران العالمية عملياتها في سورية، منذ اندلاع الثورة عام 2011، مع بقاء الطيران مقصوراً على الرحلات الداخلية والخاصة في سورية، قبل أن تعاد خلال العامين الأخيرين مع بعض الدول، ومنها السعودية.
ونظراً لـ"طيب العلاقات" الذي أكدته زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لدمشق اليوم، وللجوار الجغرافي ووجود أكثر من 2 مليون سوري بتركيا، يتطلع معظمهم للعودة، تبقى العين على عودة الرحلات الجوية التركية بين المدن التركية، خاصة القريبة من سورية، هاتاي وعنتاب، إضافة لإسطنبول، والمطارات الرئيسية في سورية.
الرحلات الجوية التركية للمطارات السورية قبل نهاية العام
ونقلت مصادر تركية أنباءً عن اعتزام الخطوط التركية إعادة تسيير الرحلات الجوية التركية إلى مطاري دمشق وحلب، حيث تباينت المصادر حول أول رحلة من إسطنبول إلى دمشق. ففي حين نقلت مصادر أن جدولة أول رحلة طيران من مطار إسطنبول إلى مطار دمشق الدولي ستكون يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قالت مصادر أخرى إن الرحلة الأولى ستكون ليلة رأس السنة، 31 ديسمبر الجاري، بعد توقف استمر لأكثر من 13 عامًا.
وكان وفد تركي قد أجرى زيارة تفقدية لمطاري دمشق وحلب، بهدف تقييم جاهزية المرافق والبنية التحتية لاستقبال الرحلات الجوية التركية من مختلف الشركات، بعد تصريحات مدير مطار دمشق الدولي، أنيس فلوح، عن تلافي الأضرار وتجهيز متطلبات الوصول والإقلاع للطائرات القادمة والمغادرة.
وكان فلوح قد أعلن عن استئناف العمل في مطار دمشق الدولي بعد توقف بدأ مع سقوط النظام وهروب بشار الأسد إلى روسيا، عبر مطار حميميم العسكري القريب من مدينة جبلة الساحلية غربي سورية، فيما هرب بعض المسؤولين عبر مطار دمشق الدولي ليل الثامن من الشهر الجاري.
بدوره، يقول وزير النقل في الحكومة السورية الانتقالية بهاء الدين شرم إن مطار دمشق الدولي يستعد لاستقبال الرحلات الجوية، بعد عودة العاملين في مطار دمشق إلى العمل. وفي المقابل، أعلنت إدارة مطار حلب الدولي، ثاني أكبر مطار في سورية، انتهاء أعمالها ووضع اللمسات الأخيرة لتجهيز المطار أمام حركة التجارة والمسافرين، بعد أن استكمل العاملون أعمالهم بترميم المطار وتأهيله، إضافة إلى تأمينه، وبعد استبدال الأجهزة التي جرى الاستيلاء عليها من المجموعات الكردية المسلحة.
وتأتي العودة التدريجية للرحلات الخارجية المتوقعة الأسبوع المقبل بعد تجربة الرحلة الداخلية الأربعاء الماضي، وذلك بعد أن أصدرت إدارة مطار دمشق سابقاً إشعار "نوتام" المعني بسلامة الرحلات الجوية للطيارين، ألغت خلاله جميع الرحلات الجوية حتى تاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وأصدر مطار حلب الدولي إشعاراً مماثلاً حتى مساء يوم الـ17 من الشهر ذاته، لتعود الرحلات الداخلية بعد انتهاء تعليق الرحلات.
وخرج مطار دمشق الدولي من الخدمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد تعرضه للقصف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في تعطيل حركة الطيران بشكل كامل. وشهد المطار توقفاً في عملياته لعدة أشهر، بينما كان يجري العمل على إصلاح الأضرار التي لحقت ببنيته التحتية. وتسبب توقف المطارات الرئيسية في سورية خلال أكثر من عقد من الزمن، نتيجة للحرب التي مزقت البلاد منذ عام 2011، في فقدان عديد من الروابط الجوية مع العالم. ووفقاً لموقع "بلين سبوترز" لتتبع الطائرات، فإن أسطول الخطوط الجوية السورية يضم 12 طائرة، منها 8 من نوع إيرباص "إيه 320/20"، التي كانت تحلق إلى وجهات قريبة مثل بغداد، ودبي، وبيروت.
وتعاني منظومة الطيران السوري من قدم طائراتها، إذ يبلغ عمرها التشغيلي 24 عاماً، كما تأثرت الخطوط الجوية السورية بالعقوبات الأميركية والأوروبية التي منعت تحديث الأسطول، أو فتح خطوط جديدة. ويعتبر مطار دمشق الدولي، الذي يبعد عن العاصمة لجهة الشرق نحو 25 كيلومترا، أكبر مطارات سورية المدنية وثاني مطار تأسس بسورية نهاية عام 1969 بعد مطار المزة، الذي اختص بالطيران العسكري، وتعرض خلال الأسبوع الجاري لغارات عدة من إسرائيل. ولم يتعرض مطار دمشق لأي عمليات قصف وتهديم خلال سيطرة المعارضة على العاصمة السورية، المقر الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية، وأجنحة الشام الخاصة.
وتعرض مطار دمشق الدولي وما حوله، مرات عدة، خلال العامين الأخيرين، لقصف الطائرات والصواريخ الإسرائيلية، إذ خرج عن الخدمة لمدة 12 يوماً في يونيو/ حزيران عام 2022، قبل أن يعود في الـ22 من الشهر ذاته. وخرج أيضاً لساعات عن العمل، جراء قصف إسرائيلي آخر في 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، قبل أن يعود بعد سبعة أيام من الشهر نفسه. وخرج مطار دمشق عن العمل والخدمة مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي بسبب القصف الإسرائيلي، ليعود للعمل في الـ26 من الشهر نفسه، لكن طيران الاحتلال الإسرائيلي عاود قصفه بنفس اليوم ليخرج عن الخدمة حتى 27 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.
وتعرضت المناطق المحيطة بمطار دمشق الدولي، العام الجاري، للقصف الإسرائيلي عدة مرات، من دون أن يخرج المطار عن الخدمة، بل شهد العام الجاري عودة رحلات بين دمشق ودول عربية وأوروبية، كانت متوقفة منذ عشر سنوات، كما حدث بين مطار دمشق الدولي ومطارات المملكة العربية السعودية. وأعلنت مؤسسة الخطوط الجوية السورية "حكومية" في يوليو/تموز الماضي عن إعادة تشغيل رحلاتها الجوية بين مطاري دمشق وجدة في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد 8 سنوات من الانقطاع، وبمعدل رحلتين أسبوعياً، حسب تصريح سابق لمدير المؤسسة حاتم قباس.
كما أعلنت شركة "أجنحة الشام" الخاصة والتابعة لرجال أعمال مقربين من النظام السوري المخلوع، بدء تسيير رحلات جوية جديدة تربط مطار دمشق الدولي بمطاري إسطنبول والقاهرة، مع محطة توقف في مطار الكويت. وقالت الشركة خلال بيانات سابقة، إن هذه الرحلات ستكون متاحة اعتباراً من الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بمعدل رحلتين أسبوعياً، كل ثلاثاء وجمعة، قبل أن تأتي التبدلات الأسبوع الجاري، وتسيطر المعارضة على المطارات وعموم الأراضي السورية، وتبدأ حياة جديدة للاقتصاد والأسواق والمطارات في سورية.