- تسببت الاضطرابات في منشآت الغاز بماليزيا وأستراليا وزيادة الطلب في جنوب شرق آسيا في شح الإمدادات، مما دفع الدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية لإعادة ملء مخزوناتها استعدادًا للصيف.
- توقعات بأن تشهد الصين، أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال، زيادة قياسية في الواردات بنسبة تتراوح بين 9% و12%، في ظل تزايد الطلب الآسيوي وتأثير العقوبات الأوروبية على الغاز الروسي الذي قد يقلل الإمدادات المتجهة إلى الهند والصين.
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث واصل مستوردو المنطقة اقتناص الشحنات للتسليم خلال أشهر الصيف، وسط توقعات بأن يرفع الحر الطلب على الإمدادات لزيادة إنتاج الكهرباء اللازمة لتشغيل مكيفات الهواء. وبلغ سعر الوقود الذي ينظر إليه بوصفه معياراً رئيسياً في شمال آسيا إلى حوالي 11.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (وحدة قياس دولية)، وفقاً لمتداولين مطلعين على الأمر. وصعدت الأسعار بأكثر من 10% الأسبوع الماضي.
كما أن تحركات المستوردين الآسيويين مثل اليابان وكوريا الجنوبية لإعادة ملء مخزونات الغاز قبل حلول فصل الصيف تؤدي إلى تفاقم شح الإمدادات الناجم عن الاضطرابات في منشآت ماليزيا وأستراليا. وأدت موجة الحر التي ضربت جنوب شرق آسيا إلى تعزيز الطلب على الغاز الطبيعي المسال، حتى إن المستوردين في الهند أقبلوا على شراء الشحنات رغم أن الغاز يساهم بدور صغير فقط في مزيج الطاقة بالبلاد.
ولم يتضح بعد إلى متى ستستمر فورة الشراء، خاصة أن قفزة الأسعار تعني أن البدائل أصبحت أكثر فعالية الآن من حيث التكلفة في الأسواق الناشئة، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركة، لافتاً إلى أنه يمكن أن تختار الشركات الصينية الغاز المحلي الأرخص، في حين يفضل المصنعون في الهند المنتجات النفطية عوضاً عن الغاز الطبيعي المسال.
وقد تشهد الصين، أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم، عاماً قياسياً آخر للواردات، وفقاً لما نقلت نشرة "أويل برايس" الأميركية المتخصصة في الطاقة، عن شركة بتروتشاينا، أكبر شركة للنفط والغاز في الدولة. وتوقعت شركة الطاقة الحكومية الكبرى زيادة سنوية في الواردات تتراوح بين 9% و12%. وفي الربع الأول وحده، استوردت الصين 20 مليون طن من الوقود فائق التبريد.
كما لفتت بلومبيرغ إلى أن تزايد الطلب على الغاز في آسيا، ولا سيما من جانب الصين، يأتي في وقت يمكن أن تحد العقوبات الأوروبية على الغاز الروسي من الإمدادات، إذ تجعل من الصعب على شركة "نوفاتك" الروسية إرسال شحنات إلى هناك، وهذا، وفقاً للمحللين، يعني بقاء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الروسي في أوروبا، وتقليل الذهاب إلى الهند والصين.