تخطى مشروع إنجاز الطريق الصحراوي الرابط بين مدينتي تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية آخر محطة تقنية قبل أن يدخل مرحلة الإنجاز، حيث صادق مجلس الوزراء الجزائري، مساء أمس الأحد، على مذكرة تفاهم بين الجزائر وموريتانيا لبدء إنجاز هذا الطريق الحيوي.
ووافق مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم التي كان قد وقعها وزير الأشغال العمومية الجزائري كمال ناصري، والوزير الموريتاني للتجهيز والنقل محمدو أحمدو أمحيميد، في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى الجزائر مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي. ويتزامن البدء في مد الطريق مع إنجاز معبرين عند نقطة التقاء الحدود بين البلدين في منطقة تندوف جنوبي الجزائر.
وسيتكفل تحالف يضم عشر شركات جزائرية بإنجاز الطريق على مسافة 775 كيلومترا، أبرزها عملاق الأشغال الكبرى في الجزائر "كوسيدار"، وسيتابع مكتب خبرة ودراسات جزائري عمليات مراقبة تنفيذ المشروع.
ويسمح الاتفاق للجزائر باستغلال وتسيير الطريق مدة عشر سنوات قابلة للتجديد، بما فيها محطات الخدمات والوقود التي سيتم إنجازها على طول الطريق من قبل شركة "نفطال" الحكومية العاملة في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الوقود، بهدف تزويد المركبات وشاحنات نقل السلع والبضائع بالوقود.
وكانت "نفطال" قد وقعت، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقاً مع شركة الأشغال العمومية الجزائرية، لإنجاز محطات وقود كبرى على طول الطريق بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية.
وتولي الجزائر وموريتانيا أهمية كبرى لإنجاز الطريق لأهميته الاقتصادية، حيث ستتكفل الجزائر بتمويل إنجازه والبحث عن دعم من المؤسسات المالية الأفريقية، ما سيفتح آفاقا كبيرة للدولة في الانفتاح على الأسواق الأفريقية.
وإضافة إلى إنجاز الطريق البري، سيتم، في 22 فبراير/شباط الجاري، إطلاق خط بحري بين الجزائر وموريتانيا، جرى الاتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني إلى الجزائر مطلع الشهر الماضي، ما سيسهم في زيادة نقل السلع والبضائع بين البلدين ورفع الصادرات الجزائرية ضمن منطقة التبادل الحر الأفريقية. كما سيجرى دعم التعاون في مجال النقل بخط نقل جوي من الجزائر نحو كل من العاصمتين الموريتانية نواكشوط والسنغالية دكار.