الخرطوم تعلن تراجع التضخم والواقع المعيشي يعاكس الأرقام

15 سبتمبر 2021
تصاعد في أسعار السلع الأساسية (Getty)
+ الخط -

أعلن الجهاز المركزي السوداني للإحصاء عن تراجع معدل التضخم بمعدل 35,22 نقطة في أغسطس/ آب الى 387.56%، مقارنة بمعدله في يوليو/ تموز الماضي عند 422.78 %، إلا أن الواقع المعيشي يتناقض مع الإعلان الرسمي. 
وأرجع الجهاز التراجع في معدل قياس التضخم الشهري للشهر المنصرم إلى تراجع أسعار مجموعة الأغذية والمشروبات، والسلع المستوردة في سلة المستهلك. فيما شكك عدد من المحللين الاقتصاديين في صحة أرقام التضخم.
وبرر مدير الدائرة الاقتصادية بالجهاز المركزي للإحصاء العالم عبد الغني في تصريحات محلية التراجع في التضخم بإحجام المواطنين عن شراء السلع بسبب الغلاء واستقرار سعر الصرف ومضي بعض السلع نحو التراجع في الأسعار.
وأكدت متابعات "العربي الجديد" بأسواق الخرطوم استمرار حالة الركود الشرائي للسلع الاستهلاكية من قبل المواطنين وتراجع طرح السلع والبضائع من قبل التجار بسبب ارتفاع الأسعار.
وقال المحلل الأكاديمي البروفيسور عصام الدين بوب لـ"العربي الجديد" إن مستوى التضخم لم ينخفض لانتفاء مبررات ذلك، إذ لم تحدث أي زيادة في الإنتاج ولا انخفاض في أسعار المحروقات ولا السلع الضرورية ولا الخدمات الحكومية، بل هناك زيادات في كل شيء حتى في رسوم المخالفات المرورية لـ 10 أضعاف، ما فاقم من معاناة المواطنين المعيشية.

وأشار إلى أن انخفاض التضخم بواقع 35 نقطة يعتبر اعترافاً ضمنياً من الحكومة بتجاوز معدلات التضخم الحقيقية نسبة الـ 500%. وقال: "القصد من الإعلان عن خفض التضخم تزييف الحقائق لامتصاص غضب المواطنين من تردي الأوضاع الاقتصادية والغلاء المعيشي وتراجع قدرتهم على شراء السلع الضرورية".

ونفى حدوث أي تراجع في مجموعة الأغذية والمشروبات وفق ما أكد تقرير التضخم الشهري للجهاز المركزي للإحصاء، مبيناً وجود زيادة يومية في كافة السلع الاستهلاكية الضرورية خاصة الألبان واللحوم والخبز والزيوت والسكر والدقيق.
وقال المحلل الأكاديمي بجامعة المغتربين محمد الناير لـ"العربي الجديد" إن الواقع المعيشي للمواطنين والارتفاع العام في كافة السلع والخدمات يؤكدان عدم تراجع معدلات التضخم للمستوى المذكور، رغم أن التقرير صادر عن جهة رسمية حكومية ولا نريد التشكيك في دقة وسلامة أرقامها.
واستنكر الناير إشارة التقرير إلى تراجع مجموعة الأغذية والتي قال إنها زادت للضعف خلال أغسطس/ آب الماضي، مبيناً حدوث تراجع في التضخم المستورد نتيجة للإحجام عن الاستيراد بسبب ارتفاع الدولار الجمركي.

المساهمون