يتجه الدولار الأميركي لتحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الخامسة على التوالي، فيما يتجه الذهب للانخفاض للأسبوع الثاني بعد الارتفاع المفاجئ لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة.
في التفاصيل، ارتفع الدولار اليوم ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الخامسة على التوالي، إذ يقيم المتعاملون أحدث البيانات الاقتصادية ووسط توقعات قوية بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في يونيو/حزيران، في حين استقر الين حول المستوى المهم معنوياً عند 150 يناً للدولار، وفقاً لبيانات "رويترز".
وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة رئيسية 0.13% إلى 104.4 اليوم الجمعة، بعد أن انخفض 0.4% أمس الخميس. ويتجه المؤشر لتحقيق مكاسب أسبوعية بواقع 0.3%. وتراجع الدولار أمس الخميس بعد بيانات أميركية متباينة، إذ انخفضت مبيعات التجزئة أكثر من المتوقع في يناير/كانون الثاني في حين سلط تقرير منفصل الضوء على قوة سوق العمل.
وبددت سلسلة من البيانات الأميركية القوية أي توقعات باقية بشأن تخفيضات مبكرة وعميقة في أسعار الفائدة من البنك المركزي الأميركي، ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي يتوقع المتعاملون الآن بنسبة 80% خفض أسعار الفائدة في يونيو/ حزيران بعد أن كانت الأسواق تتوقع أن يتجه المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة بداية من مارس/آذار.
ويتوقع المتعاملون الآن تخفيضات بمقدار 94 نقطة أساس هذا العام، وهو أقرب إلى توقعات مجلس الاحتياطي الاتحادي بخفض 75 نقطة أساس، وأقل بشكل كبير من التخفيضات البالغة 160 نقطة أساس التي كانت تدور حولها التوقعات في نهاية 2023.
وتراجع الين الياباني 0.22% إلى 150.26 للدولار، ويحوم حول مستوى 150، وهو المستوى الذي يضع السوق في حالة تأهب لتدخل محتمل من جانب اليابان. وخسر الين، الذي يتأثر بشدة بأسعار الفائدة الأميركية، ستة% مقابل الدولار هذا العام مع تراجع المتعاملين عن توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية.
وفي الوقت نفسه، انخفض اليورو 0.11% إلى 1.0761 دولار، متجها إلى انخفاض طفيف خلال الأسبوع وبالقرب من أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر عند 1.0695 دولار الذي لامسه في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.2582 دولار بانخفاض 0.15% خلال اليوم وفي طريقه لخسارة بواقع 0.4% للأسبوع. وتراجع الدولار الأسترالي 0.08% إلى 0.65195 دولار أميركي، في حين فقد الدولار النيوزيلندي 0.16% متراجعا إلى 0.60965 دولار أميركي.
ثاني انخفاض أسبوعي للذهب
في سوق المعادن الثمينة، يتجه الذهب للانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي اليوم، بعد الارتفاع غير المتوقع في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة مما دفع المتداولين إلى إعادة حساب توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة. ومع هذا، عوضت السبائك بعض الخسائر بعد انخفاض الإنفاق الاستهلاكي.
وبحلول الساعة 4:27 بتوقيت غرينتش، استقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 2003.4 دولارات، وخسر ما يزيد عن 1% خلال الأسبوع حتى الآن. وبلغت العقود الأميركية الآجلة 2015.3 دولاراً.
وأظهرت بيانات هذا الأسبوع أن ضغوط التضخم ظلت كما هي مع ارتفاع أسعار الواردات الأميركية ليناير/كانون الثاني بأكبر وتيرة في نحو عامين وزيادة أسعار المستهلكين بأكثر من المتوقع في الشهر الماضي، فيما تترقب الأسواق الآن تقريرا آخر عن التضخم، وهو مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، المقرر صدوره في الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش.
وعوّض المعدن بعض خسائره هذا الأسبوع وارتفع نحو 0.6% أمس الخميس، بعد أن شهدت مبيعات التجزئة الأميركية أكبر انخفاض على أساس شهري منذ فبراير/شباط 2023.
وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، نزل البلاتين في المعاملات الفورية 0.7% إلى 892.04 دولاراً للأوقية، وهبط البلاديوم 1.5% إلى 938.55 دولارًا فيما ارتفعت الفضة 0.1% إلى 22.93 دولاراً.
هبوط خام برنت
في سوق الطاقة، تباينت أسعار النفط في تعاملات الأسواق الآسيوية المبكرة، اليوم الجمعة، مع تقييم المستثمرين لتوقعات بتباطؤ الطلب وبيانات ضعيفة لمبيعات التجزئة الأميركية أنعشت الآمال حيال خفض أسعار الفائدة الأميركية.
وهبطت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.1% إلى 82.75 دولاراً، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتاً واحداً إلى 78.04 دولاراً.
وارتفع الخامان القياسيان أكثر من 1% أمس الخميس، إذ عزز انخفاض أكبر من المتوقع في مبيعات التجزئة الأميركية الآمال بأن البنك المركزي الأميركي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، وهو ما قد يكون إيجابيا للطلب على النفط، وفقاً لوكالة "قنا".
وأظهر تقرير لوزارة التجارة الأميركية أن مبيعات التجزئة هبطت بنسبة 0.8% الشهر الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ فبراير 2023.
وذكر التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية أنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بـ1.22 مليون برميل يوميا هذا العام، بانخفاض طفيف عن تقديرات الشهر الماضي، بينما تمسكت أوبك بتوقعات أعلى للنمو عند 2.25 مليون برميل يوميا.
أعلى مستوى لمؤشر نيكاي الياباني في 34 عاماً
وفي سوق الأسهم، ارتفع المؤشر نيكاي الياباني إلى أعلى مستوى له في 34 عاما اليوم، وأصبح على أعتاب تجاوز أعلى مستوى له على الإطلاق والذي بلغه في ذروة الفقاعة الاقتصادية في اليابان خلال الثمانينيات.
وحطم المؤشر أعلى مستوى لعصر ما بعد الفقاعة الاقتصادية والذي كان يبلغ 38188.74 نقطة مما يضعه على الطريق لتجاوز أعلى مستوى على الإطلاق عند 38957.44 نقطة الذي سجله في ديسمبر/كانون الأول 1989.
وارتفع نيكاي 0.86% إلى 38487.24 نقطة عند الإغلاق ليصعد المؤشر 14% منذ بداية هذا العام، بينما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.27% إلى 2624.73 نقطة عند الإغلاق. وتلقت البورصة اليابانية دعما من ارتفاع وول ستريت الليلة الماضية لترتفع الأسهم ذات الثقل على المؤشر نيكاي.