قال دارين وودز، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، أمس السبت، إن الدول بحاجة للتركيز على تقليل الانبعاثات، بعيداً عن الدعوات إلى الالتزام الجماعي بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري.
وأضاف خلال مقابلة مع "سي أن بي سي" الاقتصادية، على هامش مؤتمر قمة المناخ "كوب 28"، أن بعض الأطراف ترى أن نجاح المؤتمر مرهون فقط بالاتفاق على التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، الذي يشكل حرقُه المحرك الرئيسي لأزمة المناخ. وأضاف "أعتقد أن ما يجب على المجتمع التركيز عليه هو المشكلة الحقيقية هنا، وهي الانبعاثات".
وأشار وودز إلى أن التحدي هنا هو القضاء على الانبعاثات. وقال "كيف نفعل ذلك سوف يعتمد على التطورات التكنولوجية، وماهية الظروف المتاحة، ومصدر أو مكان صدور تلك الانبعاثات".
ونفى الرئيس التنفيذي وجود حل واحد مناسب لكل الأطراف، قائلا إنه لا يوجد هناك "مقاس واحد يناسب الجميع". وأشار إلى أن عملية التغيير التدريجي والخروج من نظام الطاقة الحالي وبدء شيء جديد تماماً "ستكون عملية طويلة، وستكون مكلفة للغاية".
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، صاحبة القيمة السوقية الأعلى بين شركات إنتاج الغاز والنفط غير المملوكة للحكومات، والتي تتجاوز قيمتها 350 مليار دولار، "بدلاً من ذلك، يتعين علينا أن ننظر إلى كيفية الانتقال مما نحن فيه اليوم إلى مستقبل ذي انبعاثات أقل، وهذا ينطوي على تغييرات تدريجية في بعض المجالات. ومن المؤكد أنها تنطوي على طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، ولكنها تنطوي أيضاً على إزالة الكربون مما لدينا حالياً"، بحسب تعبيره.
وقال وودز إن هناك خيارات حالياً للبدء في خفض كثافة الكربون للتكنولوجيات الحالية "بتكلفة أقل بكثير".
وأضاف "أبقِ عقلك منفتحاً على مجموعة متنوعة من الحلول المختلفة، وتأكد من أن العمل الذي يقوم به الجميع يركز على مجالات القوة التي يمكننا تحقيق أكبر قدر من التخفيض فيها بشكل أسرع".
وعلى صلة بالأمر، توقع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان استمرار زيادة الطلب على الهيدروكربونات كمواد خام، كاشفاً أن المملكة تجري تقييماً لإنتاج مواد بتروكيماوية ذات انبعاثات كربونية منخفضة مثل اليوريا النظيفة.
وتوقع في كلمة، اليوم الأحد، خلال الجلسة التمهيدية للدورة الـ17 من مؤتمر "جيبكا" السنوي، الذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، نمو قطاع البتروكيماويات عالمياً بنسبة تزيد عن 50%، إلى ما يقرب من 1.2 تريليون طن سنوياً بحلول عام 2040، ما يعني قفزةً كبيرة بالطلب على المواد الكيميائية البترولية الأساسية، مثل "الإيثيلين" و"البروبيلين" بنسبة تزيد عن 60%.
وأكد الوزير السعودي أن "البتروكيماويات موجودة لتبقى، وسيستمر قطاع الهيدروكربونات بتحقيق الدخل، وتوليد الأموال للمستثمرين، لذا أود أن أطلب من أصدقائنا الذين يتحدثون عن التحول الطاقي أن يتعايشوا مع المعطيات التي بين أيديهم، والحقائق الماثلة أمامهم اليوم، ولعقودٍ قادمة".
وأشار إلى أن "البتروكيماويات ومشتقاتها تشكّل حوالي 50% من مكوّنات سياراتنا، بما في ذلك السيارات الكهربائية" مضيفاً "مرّةً أخرى، لا يوجد مهرب" من البتروكيماويات.