- منتدى التنمية الصيني يواجه تحديات اقتصادية، بما في ذلك تباطؤ النمو، مع توقعات بحضور قوي للوفد الأمريكي يضم أكثر من 34 من كبار المسؤولين التنفيذيين.
- اللقاءات تهدف إلى تخفيف التوترات الثنائية وتحسين الوصول إلى السوق الصينية، رغم المخاوف المتزايدة حول الأمن القومي والتهديدات الغربية المتصورة.
يخطط الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاء مجموعة من رؤساء الشركات الأميركية الأسبوع المقبل، بعد انتهاء منتدى ترعاه الحكومة، في الوقت الذي تكثّف فيه بكين جهودها لاستعادة ثقة تلك الشركات، بالتزامن مع هجرة رأس المال الأجنبي من البلاد.
وقالت وسائل إعلام إن الاجتماع سيعقد يوم الأربعاء القادم. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إنه من المتوقع أن يشارك فيه الرئيس التنفيذي لشركة "تشب" للتأمين، إيفان غرينبيرغ، إلى جانب ستيفن أورلينز، رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، وكريغ ألين، رئيس مجلس الأعمال الأميركي الصيني. ولا تزال قائمة المشاركين قيد الاكتمال، لكن البعض يرى أن بكين يمكن أن تلغي الاجتماع في اللحظة الأخيرة، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
ويتوجه المسؤولون التنفيذيون الأميركيون إلى العاصمة الصينية في نهاية هذا الأسبوع لحضور منتدى التنمية الصيني، وهو تجمع سنوي يجتمع فيه قادة الأعمال من مختلف أنحاء العالم مع صناع السياسة الصينيين. ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الذي يستمر ليومين يوم الأحد. وستشمل المواضيع المقرر مناقشتها النمو الاقتصادي في الصين، والذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، وفقاً لمسودة جدول الأعمال التي نقلت عنها صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويأتي منتدى هذا العام في الوقت الذي يواجه فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم رياحاً معاكسة، تشمل تباطؤ الاقتصاد، وضعف الاستهلاك، وتراجع استثمارات القطاع الخاص في الصين. وتسعى الشركات الأجنبية أيضاً إلى الحصول على تطمينات من بكين بشأن التدخلات الحكومية، والمخاطر التشغيلية المتزايدة.
وبعد مشاركة محدودة في منتدى العام الماضي، يعود الرؤساء التنفيذيون الأميركيون إلى المشاركة بقوة هذا العام. ووفقاً لمسودة قائمة المندوبين التي جرى توزيعها على الحضور، ستشكل الولايات المتحدة أكبر وفد أعمال في اجتماع هذا الشهر، حيث من المتوقع أن يحضر 34 من بين أكثر من 85 من كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الأميركية متعددة الجنسيات.
وفي شهر مارس/آذار الماضي، حضر 23 فقط من قادة الأعمال من الشركات الأميركية، حيث فضل أغلبهم الابتعاد عن التوترات السياسية بين البلدين، التي ربما تكون حالياً عند أعلى مستوياتها منذ عقود.
وفي أوائل عام 2023، أسقطت القوات الجوية الأميركية ما قالت إنه بالون مراقبة صيني قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية، وكانت واشنطن تكثف الضغط وقتها بشأن تطبيق الفيديو القصير الشهير "تيك توك TikTok".
ومن بين الحاضرين المتوقعين من الرؤساء التنفيذيين هذا العام تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، وستيفن شوارزمان من بلاكستون، وكين جريفين من صندوق التحوط سيتاديل، ونويل كوين من بنك إتش إس بي سي. ومن بين كبار القادة الآخرين الحاضرين هذا العام الرؤساء التنفيذيون لصناعة الرقائق، مثل سانجاي ميهروترا من شركة "مايكرون تكنولوجي Micron Technology"، وليزا سو من شركة AMD، ودارين وودز المدير التنفيذي لشركة الطاقة إكسون موبيل.
ويخطط أيضاً كبار المديرين التنفيذيين من شركة الأغذية الأميركية كارجيل، وشركتي الأدوية بريستول مايرز سكويب وفايزر للقدوم، فيما سيكون الرؤساء التنفيذيون لاكسمان ناراسيمهان من ستاربكس، وديرك فان دي بوت من شركة الوجبات الخفيفة مونديليز إنترناشيونال وإنريكي لوريس من إتش بي حاضرين لأول مرة في المنتدى.
وكان شي قد سافر إلى الولايات المتحدة لعقد أول لقاء مباشر له مع الرئيس جو بايدن منذ عام. ويبني اللقاء المخطط له لرؤساء الشركات مع الرئيس الصيني بعد المنتدى على عشاء استضافته اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية ومجلس الأعمال الأميركي الصيني لشي في سان فرانسيسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وفي عشاء نوفمبر/ تشرين الثاني، دفع المشاركون 40 ألف دولار لكل منهم مقابل الحصول على مقعد على طاولة شي، وسعى الزعيم الصيني إلى الاستعانة بالشركات الأميركية في تخفيف التوترات الثنائية بين البلدين، لكنه لم يقدم أي طمأنينة للمسؤولين التنفيذيين الذين أزعجهم تركيز بكين المتزايد على الأمن القومي والتهديدات الغربية المتصورة.
وقال كين جاريت، كبير المستشارين في شركة استشارات الأعمال ألبرايت ستونبريدج غروب في شنغهاي، إن الشركات من المرجح أن تؤكد للرئيس شي تأثير التوترات بين الولايات المتحدة والصين على التجارة، وتعرب عن أملها في أن تظل العلاقات مستقرة. وأضاف أن المسؤولين التنفيذيين قد يثيرون أيضاً قضايا مثل قواعد نقل البيانات، والحواجز المتبقية أمام الوصول إلى الأسواق الصينية، والمشتريات الحكومية والإعانات.
وقبل عشاء سان فرانسيسكو في نوفمبر، كان آخر اجتماع معلن بين الزعيم الصيني ومجموعة من المديرين التنفيذيين الأميركيين البارزين في يونيو/حزيران 2018، عندما طلب شي من قادة الأعمال في بكين المساعدة في مكافحة الإرهاب والسياسات الحمائية، ووعد بفتح السوق الصينية بشكل أكبر أمام المستثمرين الأجانب.