قلص الروبل الروسي خسائره في التعاملات الصباحية، اليوم الثلاثاء، بعد هبوط عاصف تعرض له، أمس الاثنين، أمام الدولار الأميركي، مسجلا أدنى مستوى له في نحو 16 شهراً.
وارتفعت العملة الروسية بنسبة 5.46% في افتتاح التداولات في بورصة موسكو، لتصل إلى 92.6 روبلا للدولار، وزادت بنسبة 3.18% أمام العملة الأوروبية الموحدة لتصل إلى 103.75 روبلات لليورو، وفق وكالة تاس.
وأمس الاثنين اقترب الدولار من مستوى 103 روبلات، وهو أعلى مستوى منذ فبراير/شباط من العام الماضي 2022، ما دعا البنك المركزي الروسي إلى الإعلان عن عقد اجتماع طارئ، أمس، لدعم العملة الوطنية، الأمر الذي منح الروبل دفعة لتقليص خسائره.
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 3.5% دفعة واحدة، بعد الاجتماع، في خطوة تهدف لمحاربة التضخم ودعم الروبل، وفق وكالة أسوشييتد برس.
وفي مقال رأي، ألقى المستشار الاقتصادي للرئيس فلاديمير بوتين، مكسيم أوريشكين، أمس الاثنين، باللوم في ضعف الروبل على "السياسة النقدية الفضفاضة"، مضيفا أن البنك المركزي لديه "جميع الأدوات اللازمة" لتحقيق الاستقرار في الوضع وأنه يتوقع العودة الى الوضع الطبيعي قريباً.
انخفضت عائدات روسيا من النفط والغاز بأكثر من الربع خلال يونيو/ حزيران الماضي
ومن خلال زيادة تكاليف الاقتراض يسعى البنك المركزي إلى مكافحة ارتفاع الأسعار، مع زيادة الواردات والصادرات الروسية، خاصة النفط والغاز الطبيعي، في ظل زيادة الإنفاق الدفاعي وفرض العقوبات الغربية.
كان البنك رفع سعر الفائدة بنسبة 1% في يوليو/تموز الماضي، قائلا إنه من المتوقع أن يستمر التضخم في الارتفاع، وإن انخفاض الروبل يزيد من المخاطر.
وحتى مع الارتفاع المسجل اليوم للعملة الروسية فإنها قد خسرت نحو 30% من قيمتها منذ بداية العام الجاري، حيث أغلقت تداولات عام 2022 عند نحو 71 روبلاً للدولار.
وجرى تسجيل أدنى مستوى تاريخي للروبل أمام الدولار في 10 مارس/ آذار 2022، حين بلغ سعر صرف الدولار 121.5 روبلاً. وقال دميتري بابين، الخبير في شركة "بي كا إس عالم الاستثمار"، إن "انعدام التوازن بين الطلب على العملة الأجنبية وعرضها يواصل الضغط على الروبل"، موضحاً أن تراجع عوائد التصدير أسفر عن النقص في تدفق العملة إلى السوق الداخلية.
وأضاف بابين في تقرير على موقع الشركة الإلكتروني، أن الاستيراد يبقى عند مستويات عالية نسبياً، وهو ما يدعم الطلب المرتفع على العملة الأجنبية، بالإضافة إلى إخراج روس وأجانب أموالهم إلى الخارج بعد بيعهم أصولهم في روسيا.
وكان نائب رئيسة المصرف المركزي الروسي أليكسي زابوتكين قد شدد، في مؤتمر صحافي عقد يوم الجمعة الماضي حول الاتجاهات الرئيسية للسياسة النقدية والائتمانية للدولة، على أن ديناميكية عمليات التصدير والاستيراد جاءت عاملاً حاسماً لتراجع العملة الروسية.
وأشار زابوتكين حينها إلى أن قيمة الصادرات الروسية حالياً أقل بمقدار الثلث تقريباً مقارنة مع النصف الثاني من العام الماضي، بينما ازدادت قيمة الواردات، لافتاً إلى أن رواية تراجع الروبل على أثر انسحاب رؤوس الأموال لا أساس لها من الصحة.
وانخفضت عائدات روسيا من النفط والغاز بأكثر من الربع خلال يونيو/ حزيران الماضي، وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة المالية أوردتها وكالة بلومبيرغ.
وأشارت الوزارة إلى أن دخل الميزانية من ضرائب النفط والغاز تراجع بنسبة 26% في يونيو/ حزيران مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022 إلى ما يقرب من 529 مليار روبل (5.84 مليارات دولار).
وتراجعت عائدات ضرائب الغاز بنسبة 54% إلى 125.7 مليار روبل، فيما انخفضت عائدات النفط الخام والمنتجات البترولية، التي تمثل أكثر من 76% من عائدات الهيدروكربونات، بما يقرب من العُشر إلى 402.8 مليار روبل، وفقاً لحسابات وكالة بلومبرغ الأميركية.