السكر في مصر يرتفع 25%: هل يدفعه موسم حلوى عيد المولد للتصاعد أكثر؟

27 اغسطس 2021
توقع ‏ارتفاعات أخرى مع دخول موسم إنتاج ‏حلوى عيد المولد النبوي الشريف (فرانس برس)
+ الخط -

أكد عدد من المعنيين بتجارة وصناعة السكر في مصر، ارتفاع ‏الأسعار خلال الأسابيع القليلة الماضية بمعدلات وصلت على ‏مستوى التجزئة إلى 25%، إذ زادت الأسعار من 8 ‏جنيهات إلى 10 جنيهات للكيلو، متوقعين ‏ارتفاعات أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، مع دخول موسم إنتاج ‏حلوى عيد المولد النبوي الشريف.‏

وحذر عدد من المراقبين من أن مواصلة ارتفاع الأسعار ستؤدي إلى إقدام بعض ‏التجار والمصنعين على اتباع سياسة التخزين، وهو ما ينذر ‏بحدوث أزمة سلعية كالتي حدثت في أواخر 2016 وبداية 2017، ‏من اختفاء السكر من المحلات التجارية.

ويصف مصدر مسؤول بالغرفة التجارية بالقاهرة، ما يتم تداوله  ‏في وسائل الإعلام حول ارتفاع أسعار السكر بمعدلات تفوق ‏‏1000 جنيه في كل طن بـ"الإشاعات"، مشيرا إلى أن الزيادات ‏الأخيرة لا تتعدى 500 جنيه في كل طن، بواقع 50 قرشا في كل ‏كيلو (الجنيه 100 قرش).‏

ونفى في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، مفضلًا عدم نشر هويته، حدوث أي أزمات خاصة بسلعة ‏السكر، نتيجة وجود فائض في الإنتاج لدى الشركات، كما أن ‏المخزون الاستراتيجي المتوفر لدى وزارة التموين يكفي لمدة ‏‏9 أشهر، وهو ما يغطي 80% من جملة الاستهلاك في ‏مصر.‏

وتؤكد مسؤولة مبيعات بإحدى شركات تعبئة السكر بالقليوبية (‏شمال القاهرة) ارتفاع سعر طن السكر خلال الأسابيع القليلة ‏الماضية من 7500 جنيه إلى 8500 جنيه (قبل تعبئته)، وهو ما ‏أدى إلى زيادته في محلات التجزئة من 8 إلى 10 جنيهات (25%)، لافتة إلى أن أسباب الارتفاع المتداولة في الأسواق ‏بين صغار التجار، ترجع لتخزين كميات كبيرة من السكر من قبل ‏كبار التجار بهدف رفع السعر مع دخول موسم حلوى المولد ‏النبوي.‏

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويوضح أحد أصحاب مصانع الحلويات الشهيرة بالقاهرة، أنه لا ‏توجد علاقة بين ارتفاع الأسعار وموسم حلوى المولد النبوي، من ‏منطلق أن الموسم يتكرر كل عام، ولم تحدث أية زيادات وأرجع في تصريحات خاصة ارتفاع الأسعار إلى جشع التجار، عن طريق تخزينهم  للسكر قبل موسم المولد النبوي الشريف بنحو ‏3 أشهر، بهدف رفع سعره على شركات الحلويات‎.

ويتفق صاحب مصنع للحلويات بطنطا مع الرأي السابق، نافيًا ‏علاقة موسم إنتاج حلوى المولد بارتفاع الأسعار، مدللًا على أن ‏استهلاك المصانع من السكر خلال الموسم تراجع لأكثر من ‏النصف، نتيجة تراجع الإقبال على شراء حلوى المولد، بسبب ‏تداعيات كورونا، وضعف القوى الشرائية بشكل عام، بالإضافة ‏إلى أن هناك أكثر من 20 مصنعًا للحلويات توقفت عن الإنتاج ‏تمامًا بعد وقف الاحتفالات بمولد السيد البدوي.‏

وعزا زيادة أسعار السكر في الأسواق إلى ارتفاع أسعار شركة ‏النيل للسكر المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، من 7500 ‏جنيه للطن إلى 9350 جنيها (24%).‏

وبحسب بيانات ‏مجلس ‏المحاصيل السكرية، التابع لوزارة ‏الزراعة،‏ تقدر ‏المساحة المنزرعة بقصب السكر بنحو 340 ألف ‏فدان، تنتج حوالي ‏‏900 ألف طن من السكر، في حين تمت زراعة ‏‏640 ألف فدان بنجر لإنتاج 1.8 ‏مليون طن سكر، إضافة إلى ‏‏300 ألف طن من سكر الفركتوز ‏المستخرج من حبوب الذرة.‏

وكشفت البيانات أن إجمالي الإنتاج المحلي وصل إلى 3 ملايين طن سكر ‏هذا العام ، فيما يصل الاستهلاك إلى حوالي 3.2 ملايين طن سكر، إذ يتم ‏تعويض هذا الفارق عن طريق الاستيراد والذي تم حظره منذ مارس/‏آذار2020.

وتستحوذ الحكومة عبر شركاتها التابعة للشركة القابضة ‏للصناعات الغذائية، على حوالي 65% من إنتاج السكر ‏الذي يوزع محليًا، فيما تبلغ حصة القطاع الخاص نحو 35%.

المساهمون