السيسي: جميع شركات الدولة مطروحة للقطاع الخاص.. ومن يتقاضى أقل من 10 آلاف جنيه لا يستطيع العيش
وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحكومة بعقد مؤتمر اقتصادي كل عام، وتنفيذ مخرجات المؤتمر الاقتصادي الذي تنتهي فعالياته اليوم، مثمناً حالة الحوار التي شهدها المؤتمر، والمناقشات التي جرت في جلساته على مدار ثلاثة أيام في فندق "الماسة" التابع للجيش بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وقال السيسي، في الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي، الثلاثاء: "لم نجر هذ الحوار من أجل استهلاك وقتكم وجهدكم، والأمر ينتهي إلى لا شيء. الحديث الذي قيل من الجميع محترم ومقدّر، وملتزمون بتنفيذ التوصيات التي تم التوافق عليها في المؤتمر، والحكومة في حاجة إلى استمرار منصة الحوار هذه في حال واجهتها مشاكل في تنفيذ التوصيات".
وأضاف: "عند المشاركة في المؤتمرات واللقاءات المختلفة لا أتحدث باعتباري رئيساً لمصر، وهذا الحديث ليس الهدف منه دغدغة مشاعر الناس. أنا لا أعتبر نفسي رئيساً لمصر هنا، وإنما إنسان طُلب منه التدخل لحماية وطنه. والله والله أنا صادق، وأدبيات الرئيس تختلف عن أدبيات المواطن، لأن أنا مش عاوز أعيش وخلاص زي أي مواطن، ولكن ببني دولة".
وتابع السيسي: "عندما أطلقنا فكرة الحوار في إبريل/نيسان الماضي، قلت إننا بحاجة للتحدث مع بعضنا البعض، خصوصاً مع الظروف والتحديات الموجودة في العالم حولنا. وكل الموضوعات التي تناولها المؤتمر مرتبطة بالاقتصاد، ولكن في مصر لا نسمح بتنفيذ كل ما نتمناه بغض النظر عن صحته"، على حد تعبيره.
وأكمل: "الواقع الذي نسير فيه حالياً قد تغير، ومرور 7 سنوات ليس كثيراً في مسيرة دولة. وأنا تحركت وقتها (انقلاب 3 يوليو/تموز 2013) بالشكل الذي يرضي ربنا خلال تلك المرحلة، بطريقة أمينة ومخلصة وشريفة، وليس بطريقة خائنة كما يتصوّر البعض".
وواصل السيسي: "كرم الله على مصر فوق الخيال، وعندما وقعت الأحداث، وأصدرنا بيان 3 يوليو (الانقلاب) كنت حريصاً على تماسك الدولة ومجتمعها، بما فيها هذا الفصيل، لأجل خاطر مصر. وحين كنت وزيراً للدفاع كانوا يقولون لي في الحكومة نحن نريد الحفاظ عليك لأنك الأيقونة، وأنت البطل". مضيفاً: "طيب هو البطل خلاص بقى ولا إيه؟ أنا ضهري ربنا، واللي يقدر على ربنا يتفضل".
واستطرد: "أقول للمسؤولين الحاضرين اكرهوا الفقر، ولا تكرهوا الفقير، وأقول إن أي شخص يتقاضى أقل من 10 آلاف جنيه في الشهر لا يستطيع العيش. لكن لا أستطيع أن أوفر لكل الناس هذا المرتب، لأن هناك مشروعات في الدولة نعمل على إنجازها. غيري أكل وشرب وتركها على الحديدة (في إشارة خفية إلى الرئيس المخلوع الراحل محمد حسني مبارك)، والإصلاح الاقتصادي الحقيقي بات أكبر من أي رئيس".
الإعلام وخدمة الرئيس
وأضاف السيسي: "بعد ما مسكت الحكم بعدة أشهر بعض الإعلاميين تحدثوا عن السجادة الحمراء التي مشينا عليها بالسيارات. صدقوني أنتم لا تعرفون السياق الإعلامي المطلوب لإدارة الدولة في هذه المرحلة لمدة 20 سنة، السياق الإعلامي ليس خدمة الرئيس، ولكن يجب أن يكون في خدمة الفكرة".
وحذر مما أسماه "خطورة الترويج للأفكار السلبية في الإعلام، مثل الحديث عن ارتفاع سعر عبوة البيض"، قائلاً: "عندما يتكلم أحد في الإعلام، ويقول كرتونة البيض زادت 10 جنيهات، فهل أنت تساعدنا هكذا في مسارنا؟ الأدبيات التي تعملون بها قد لا تتوافق مع واقعنا يا جماعة، نحن محتاجين الحشد للاتجاه الخاص بنا".
خصخصة المستشفيات
وأضاف: "من يقول لي أنت تهتم بالإسمنت والحديد، وليس بالبشر. طب شوفوا أضفنا كام جامعة في السنوات الأخيرة، ثم يُقال إن الجامعات الأهلية الجديدة مخصصة للأغنياء. وأنا أقول للجميع كل المستشفيات في مصر متاحة للقطاع الخاص، بما فيها المملوكة لوزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي، حتى تُدار بكفاءة مقابل مبلغ مُحدد تتقاضاه الدولة منها سنوياً، بهدف تحسين الخدمة الطبية للمواطنين"، من دون التطرق إلى تداعيات ارتفاع أسعارها على المواطن البسيط.
وادعى السيسي، قائلاً: "الناس في أوروبا ترفع أسعار الكهرباء، وأنا عندي 17 مليون مشترك ما زالوا يتمتعون بأسعار كهرباء أقل من نصف ثمنها، ولو أقدر سأساعد الكل، والدول المحترمة والقادرة تدفع 10 آلاف دولار للطالب في السنة، ما يعني احتياجنا إلى 250 مليار دولار من أجل تطوير منظومة التعليم. طب لو حولتهم إلى الجنيه (العملة المحلية)، وأقول إن الموازنة لا تستطيع تخصيص 250 مليار جنيه للتعليم".
الخطاب الديني
وعرج السيسي في حديثه، قائلاً: "تحدثت أكثر من مرة عن أهمية تصويب وإصلاح الخطاب الديني، ارتباطاً بالمتغيرات الحاصلة في المنطقة حولنا، والفهم والممارسات في بلادنا. نحن نحتاج إلى إعادة فهم لأمور الدين بعيداً عن الثوابت، وعندما تحدثت عن عدم وقوع الطلاق إلا بوثيقة مكتوبة، قيل لي إن إحدى المؤسسات (الأزهر) رفضت تنفيذ ذلك الأمر، حتى لا يقال إنها تدعم السلطة".
وأضاف: "أطالب المؤسسات الدينية في مصر بتكثيف جهودها لدعم مسار الحكومة، الذي هو توكيل من الشعب لإدارة شؤونه لفترة زمنية محددة، بما فيهم أنا. جميع مؤسسات الدولة يجب أن تساعدنا في كل إجراء".وواصل مزاعمه: "الحكومة تقوم بجهد جبار، وأي موضوع لا ينتهي أدخل الجيش فيه. هل لأنني من الجيش؟ لا والله، أنا أسجل لكم وللتاريخ. ما عمله الجيش من بعد ما أخذ طعنة النكسة (1967)، أنه وعى الدرس والعوز والحاجة، والأمن القومي المصري مرتبط بالجيش، ومُعلق في رقبته".
شركات الجيش
وقال السيسي: "أقول لكل الناس إن جميع شركات الدولة مطروحة للقطاع الخاص، بما فيها شركات الجيش، وهذه فرصة للكل، نحن نريد القطاع الخاص معنا في جميع المشروعات، لأننا نحتاج مثلاً 150 مليار جنيه من أجل استصلاح وزراعة مليون فدان".
وختم بقوله: "من أطلقوا مظاهرات لمدة عامين ونصف العام بداية من 2011، وخربوا البلد كل يوم، كان عمرهم 20 سنة في 2011، والآن وصلوا 31 سنة. وأقول لهم أريد مصر كلها كالعاصمة الإدارية الجديدة، والشعب مفروض لا يأكل ولا يشرب ولا ينام حتى تكون مصر كذلك".