الشركات الألمانية تخشى خسارة السوق الصينية: تدني الأسعار وتراجع الطلب والرسوم الأوروبية

17 يونيو 2024
سيارة بي إم دبليو الكهربائية في معرض ناننينغ في الصين / 16 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الشركات الألمانية صعوبات في الصين بسبب تدني الأسعار وتراجع الطلب، مع تأثير سلبي للرسوم الجمركية الأوروبية المشددة على السيارات الكهربائية الصينية، مما يعقد الوضع لألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في منطقة اليورو.
- الضغط على الأسعار والطلب الضعيف يشكلان أكبر التحديات لـ 61% من الشركات الألمانية في الصين، في ظل تباطؤ اقتصادي ينعكس سلبًا على نفقات الاستهلاك ويحد من أرباح الشركات.
- المفوضية الأوروبية تفرض رسومًا جمركية تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية، مما يثير تحفظات ألمانيا خوفًا من تدابير انتقامية صينية ضد شركاتها الكبرى، في وقت تعتبر فيه الصين الشريك التجاري الأول لألمانيا.

يطرح تدني الأسعار وتراجع الطلب في الصين صعوبات على الشركات الألمانية وفق ما ورد الاثنين في تقرير لغرفة التجارة الألمانية اعتبر أن الرسوم الجمركية الأوروبية المشددة على السيارات الكهربائية الصينية تعطي نتيجة عكسية. وتشكّل الصين سوقاً مهمة لألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في منطقة اليورو، وتحقّق شركات السيارات الألمانية حصة كبيرة من عائداتها في هذا البلد. وقالت 61 % من الشركات الألمانية الـ186 التي استجوبتها غرفة التجارة إن "الضغط على الأسعار" هو أكبر مشكلة تواجهها في الصين. وذكرت الشركات بعدها في طليعة مخاوفها الطلب الضعيف الناجم عن تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم (51 %) والخلافات الجيوسياسية (37 %). وتمثل شركات السيارات 21 % من الشركات المستطلَعة.

والصين هي السوق الأول للسيارات في العالم والأكثر تطوراً في ما يخص السيارات الكهربائية. ونشأت عشرات الشركات المحلية للسيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة في الصين، مدعومة بمساعدات من الدولة. غير أن التباطؤ الاقتصادي الذي ينعكس سلباً على نفقات الاستهلاك في الصين، أثار في الأشهر الماضية حرب أسعار بين الشركات، ما حدّ من أرباحها.

الشركات الألمانية تفضل التنافسية بدلاً من الرسوم

واعتبر المسؤول في غرفة التجارة الألمانية ماكسيميليان بوتيك الجمعة، أن "الضغط على الأسعار هو بالتأكيد نتيجة فائض في القدرات الإنتاجية، لكن الشركات تدرك أنه لا يمكنها الاستمرار في هذه المرحلة إلا إذا أصبحت أكثر تنافسية". وباتت الشركات الأجنبية التي تجد صعوبة في التكيف مع وتيرة تطور قطاع السيارات الكهربائية في الصين، تواجه منافسة داخل بلدها من السيارات الصينية.

وإزاء هذا الوضع، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستفرض اعتباراً من 4 تموز/يوليو زيادة تصل إلى 38 % في الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، لاتهام بكين بتقديم دعم بصورة غير قانونية لشركات السيارات الصينية. وتبدي ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في منطقة اليورو، تحفظات على هذه التدابير، خوفاً من اتخاذ الصين تدابير بحق شركاتها الكبرى لصنع السيارات التي تصدر إلى الصين، مثل فولكسفاغن ومرسيدس بنز وبي إم دبليو.

وظلت الصين عام 2023 الشريك التجاري الأول لألمانيا للعام الثامن على التوالي، متقدمة بقليل على الولايات المتحدة. ورأى بوتيك أن "الرسوم الجمركية التي طرحها الاتحاد الأوروبي لن تزيد التنافسية". وتابع "نفضل من ثم الاستثمار في التنافسية... بدل أن نحاول حماية صناعة السيارات" مشيراً إلى أن شركات السيارات الألمانية "تعوّل" على السوق الصينية. وفي وسط هذا التوتر التجاري، يزور وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الصين في نهاية الأسبوع.

(فرانس برس)

المساهمون