الشركات الروسية تتجه نحو الاكتتاب العام في ظل التحديات الاقتصادية

في عام 2024، شهدت روسيا طرح 14 شركة للاكتتاب العام، وهو أعلى رقم يُسجَّل منذ 17 عامًا، حين طُرحَت 18 من الشركات الروسية للاكتتاب في عام 2007، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية اليوم الخميس. وقال خبراء روس إن سبب زيادة عدد الشركات التي تلجأ إلى الاكتتاب العام، ارتفاع سعر الفائدة الرئيسي، ما جعل الحصول على القروض أمرًا صعبًا.

وكانت أكثر القطاعات نشاطًا في الاكتتابات، تكنولوجيا المعلومات، والقطاع الاستهلاكي، والصناعات الدوائية. ومع ذلك، واجه المستثمرون صعوبة في تحقيق أرباح من هذه الاكتتابات، حيث انخفضت أسعار الأسهم بشكل عام مع تراجع السوق. 

وفي العام الجاري، نفذت 14 شركة الاكتتاب العام، حيث أُدرِجَت 13 منها في بورصة موسكو وواحدة في بورصة سانت بطرسبرغ. ويمثل هذا زيادة تقارب الضعف مقارنة بعام 2023، حيث طُرحت ثماني شركات فقط. ويُعتبر رقم عام 2024 رقمًا قياسيًا منذ بداية الأزمة المالية العالمية، وفقاً لبيانات الخدمة الصحفية للبورصة. 

ودخل مطورو البرمجيات Diasoft وArenadata Group، وMTS Bank، وشركة تصنيع الأدوية Ozon Pharmaceuticals، وخدمة تأجير السيارات Delimobil ضمن الأسهم المتعامل عليها في بورصة موسكو، فيما أُدرجت شركة Element المصنعة للرقائق في بورصة سانت بطرسبرغ. ووفقاً للبورصة، كان ربع الشركات التي تدخل سوق الأوراق المالية في عام 2024 من قطاع تكنولوجيا المعلومات. 

الشركات الروسية والمستثمرين 

وعلى الرغم من العدد الكبير من الاكتتابات، لم تكن النتائج مشجعة بالنسبة إلى المستثمرين. وعلى سبيل المثال، شهدت أسهم "Diasoft" زيادة كبيرة في البداية، لكنها انخفضت بنسبة 35% بحلول نهاية العام، وكانت أسهم شركة "Seimer" الأكثر تضررًا، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 43%، حسبما أوضحت ناتاليا مليلتشاكوفا، المحللة الروسية لصحيفة "إزفيستيا". وتعكس هذه الانخفاضات الاتجاه العام للسوق، حيث انخفض مؤشر بورصة موسكو بنسبة 11% خلال العام، ليصل إلى 2747 نقطة، قبل أيام قليلة من نهاية العام.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

الاقتصاد الروسي.. هل تكون 2025 سنة الآلام؟

ومع ذلك، أشارت المحللة مليلتشاكوفا إلى أن معظم الشركات الروسية التي طرحت للاكتتاب العام حققت نتائج مالية جيدة، رغم تراجع أسعار أسهمها. وأشارت إلى أنه "من بين الاكتتابات الناجحة، ارتفعت أسهم "Renadata" بنسبة 28%". ووفقاً لمليلتشاكوفا، كان من الممكن أن يحقق المستثمرون الأفراد أرباحًا جيدة إذا اشتروا الأسهم عند الطرح، وباعوها في جلسات التداول الأولى.

أسباب زيادة الاكتتابات 

وأوضح المحلل المالي أندريه ستراتشوك لصحيفة "إزفيستيا" أن الشركات أصبحت أكثر ميلًا للخروج إلى الاكتتاب العام بسبب ارتفاع تكاليف التمويل. ومع ارتفاع سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي بلغ 21%، أصبح من الصعب على الشركات الروسية الحصول على قروض بأسعار معقولة. وأشار أندريه بيتروف، مدير العلاقات مع العملاء في "BCS World of Investments"، في حديثه للصحيفة الروسية، إلى أن الشركات تلجأ إلى الاكتتاب بسبب إغلاق الأسواق الأجنبية أمام رأس المال، ما يحدّ من خيارات التمويل المتاحة لها داخل البلاد. 

وتدعم السلطات الروسية سوق الأوراق المالية. وفي فبراير/شباط، كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولين تسريع إطلاق نظام خاص للاكتتاب العام لأسهم الشركات الروسية عالية التقنية في القطاعات ذات الأولوية، بهدف مضاعفة قيمة سوق الأسهم بحلول عام 2030 لتصل إلى 66% من الناتج المحلي الإجمالي. وصرحت إلفيرا نابيولينا، رئيسة البنك المركزي الروسي، خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع السياسة النقدية في 20 ديسمبر/كانون الأول، بأنها ترى إمكانيات كبيرة لنمو سوق الأسهم من خلال الاكتتابات العامة.

وكان يتوقع سابقًا من قبل وزارة المالية أن تخرج حوالى 20 شركة سنويًا للاكتتاب العام بين عامي 2025 و2030. ومع ذلك، أكدت إدارة بورصة موسكو لـ "إزفيستيا" أن عدد الاكتتابات العامة الأولية في العام المقبل يعتمد على كيفية تخطيط الشركات لنشاطها، حيث تسعى البورصة لدعم الشركات خلال كل مرحلة من مراحل إعدادها للاكتتاب العام.