العراق يدرس حذف الأصفار من الدينار

22 سبتمبر 2024
مبنى البنك المركزي العراقي في بغداد، 25 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن البنك المركزي العراقي عن تقليل اعتماده على الدولار في المعاملات التجارية، مع استمرار دراسة مشروع حذف الأصفار من الدينار لتبسيط التعاملات المالية.
- استجاب البنك للتحديات الاقتصادية العالمية عبر تعديل السياسات النقدية وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي والذهب لتعزيز الاستقرار المالي.
- تغطي احتياطيات البنك المركزي العراقي 83.62% من عرض النقد، مما يعزز قدرته على مواجهة الأزمات الاقتصادية، وسط توقعات بأزمة موازنة في 2025 بسبب انخفاض أسعار النفط.

أكد البنك المركزي في العراق اليوم تخفيض اعتماده على الدولار في المعاملات التجارية، لافتاً إلى أن مشروع حذف الأصفار من الدينار يحظى بمراجعة ودراسة مستمرة.

وتحذف الدول الأصفار من العملة لإعادة تقويم العملة الوطنية وتبسيط التعاملات المالية، ويحدث هذا عن طريق إزالة عدد محدد من الأصفار من القيمة الاسمية للعملة ما يجعلها تظهر أقل تضخما وأكثر استقرارا. وتصدر البنوك المركزية في هذه الدول عادة عملة جديدة، تساوي في قيمتها مائة ألف أو مليون من العملة القديمة، على أن يتم تدريجياً سحب العملة القديمة من الأسواق، بعد فترة يسمح فيها بالتعامل بالعملتين جنباً إلى جنب. ومن أشهر الدول التي نفذت هذه العملية، أكثر من مرة، بنجاح كانت تركيا ويوغوسلافيا السابقة.

واعتبر علي محسن العلاق محافظ البنك المركزي في العراق في تصريحات له أن البنك استجاب للتحديات الاقتصادية العالمية مثل ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام من خلال تعديل بعض السياسات النقدية بما يتماشى مع الوضع الدولي ولتعزيز الثقة في الدينار العراقي ومنع الانخفاض الحاد في قيمته. وأشار العلاق إلى أن المركزي العراقي رفع حيازاته من احتياطيات النقد الأجنبي والذهب لتعزيز الوضع المالي والاستقرار للبلاد، من أجل تعزيز قدرته على مواجهة الأزمات الاقتصادية المحتملة.

ووفقا لأحدث البيانات، فإن الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي العراقي تغطي ما نسبته 83.62% من عرض النقد بمفهومه الواسع أي بما يغطي تكلفة استيراد 15 شهرا، في حين أن النسبة المعيارية العالمية هي 20% تغطي استيراد 6 أشهر.

وتعتبر احتياطيات النقد الأجنبي أداة تستخدمها كافة البنوك المركزية للمحافظة على استقرار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، فضلا عن الحد من التعرض للأزمات الخارجية عن طريق الحفاظ على السيولة بالعملة الأجنبية لامتصاص الصدمات في أوقات الأزمات.

وتتعرض العملة العراقية لضغوط كبيرة، تسببت في تراجع سعرها أمام الدولار خلال الفترة الماضية، وكان من بينها تزايد عجز الموازنة العراقية. وقبل أسبوعين، قال مظهر صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن العراق سيواجه أزمة في الموازنة في عام 2025 بسبب انخفاض أسعار النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد. وقال صالح في مقابلة مع وكالة رويترز: "لا نتوقع مشكلات كبيرة في عام 2024، لكننا نحتاج إلى انضباط مالي أكثر صرامة في عام 2025".

(قنا، العربي الجديد)

المساهمون