استمع إلى الملخص
- ارتفعت معدلات البطالة إلى 88.79% وتأثرت الأوضاع الاقتصادية سلبًا بانخفاض المساعدات الإنسانية وزيادة أسعار المواد الأساسية بنسب تتراوح بين 12 و38%، مما يضطر الأسر لاتباع خطط تقشف قاسية.
- تأثرت المنطقة بشكل كبير بالزلزال في فبراير 2023، مما زاد من تدهور الوضع الاقتصادي، وأدى إلى ارتفاع نسبة انعدام الأمن الغذائي من 89.3% إلى 96.4% بين سكان المخيمات، مع تأكيد السكان على صعوبة توفير الاحتياجات الأساسية.
وصل الفقر في مناطق شمال غرب سورية إلى مستويات قياسية، وفق ما كشفه فريق "منسقو استجابة سورية" في تقرير حديث، وهي المناطق التي يعتمد السكان فيها على الليرة التركية بديلا عن العملة السورية التي واجهت عدة انهيارات متتالية دفعتهم للتخلي عنها.
الفريق في تقريره الصادر الأسبوع الماضي تحت عنوان "مؤشرات الحدود الاقتصادية للسكان"، كشف أنّ حدّ الفقر المعترف به في الوقت الحالي بلغ 10 آلاف و378 ليرة تركية (323 دولارا)، بينما بلغ حد الفقر المدقع قيمة 8 آلاف و984 ليرة (279 دولارا).
نسبة الفقر تتجاوز 91 بالمائة
أما الزيادة في حد الفقر فقد بلغت 6 بالمائة، وفق التقرير، ما يرفع نسبة العائلات الواقعة تحت خط الفقرة إلى 91.16 بالمائة من سكان المنطقة، وارتفعت نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع إلى 40.90 بالمائة.
في المقابل، ارتفعت معدلات البطالة خلال شهر مايو/ أيار بمقدار 0.05 بالمائة، ووصلت نسبة البطالة العامة إلى 88.79 بالمائة وسيطا، حسب التقرير الذي شمل عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة. وانعكس الانخفاض في كمية المساعدات الإنسانية سلبا أيضا، على واقع السكان في المنطقة وفق التقرير، كما أدى بقاء سعر الصرف في مستويات مرتفعة إلى زيادة في أسعار أغلب المواد في السوق المحلية، وتراوحت نسبة الارتفاع في الأسعار بين 12 و38 بالمائة لمختلف المواد. أما الحدود الدنيا للأجور فلا تزال تتراوح بين 90 و145 ليرة تركية لليوم الواحد.
ويرى السكان في المنطقة أن من بين أسباب تردي الواقع الاقتصادي، الانخفاض الكبير بين مستويات الاستجابة الإنسانية، خاصة مع انخفاض كميات المساعدات التي كانت تمنح للنازحين في مخيمات المنطقة، الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص، ويتوزعون على أكثر من 1800 مخيم، وفق أرقام صادرة عن فريق "منسقو الاستجابة". كما أثر زلزال السادس من فبراير/ شباط 2023 على عجلة الاقتصاد في المنطقة.
غلاء الأسعار يرهق الأسر
بدوره، يقول محمد الحمصي وهو من سكان مخيمات منطقة دير حسان بريف إدلب لـ"العربي الجديد" إن غلاء الأسعار في الوقت الحالي يتطلب عمل اثنين من أفراد الأسرة لسد الحاجة اليومية من الغذاء والماء والخدمات. أضاف: "أسعار الخبز ارتفعت بشكل كبير عن العام الماضي، تبعها ارتفاع في أسعار المواد الغذائية كافة في المنطقة".
انخفاض كميات المساعدات التي كانت تمنح للنازحين في مخيمات المنطقة
ولفت إلى أن يومية العامل تبلغ 100 ليرة تركية (3.1 دولارات). وتسير معظم العوائل في المنطقة وفق خطة تقشف قاسية، حيث أفاد الخمسيني بلال خضر المقيم في منطقة عفرين "العربي الجديد" بأن العائلة متوسط دخلها بحدود 6 آلاف ليرة تركية (186 دولارا) شهريا.
ويؤكد خضر أنهم يسعون لتوفير الحدود الدنيا الممكنة من متطلبات الحياة. يشار إلى أن نسبة سكان المخيمات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي ارتفعت من 89.3 بالمائة إلى 96.4 بالمائة، وهذا أيضا وضع معظم العوائل في المخيمات في ظروف اقتصادية قاسية. أيضا تأثر باقي السكان في المنطقة بالتضخم الذي طاول الليرة التركية خلال الفترة الماضية.