على الرغم من تداعيات جائحة كورونا في الكويت وتأثيرها الكبير على الحياة المعيشية والأوضاع الاجتماعية، أقبل المواطنون والمقيمون في الكويت على شراء هدايا عيد الحب أو ما يسمى بـ"الفلانتاين"، حيث بلغ إجمالي الإنفاق على مبيعات الهدايا والورود في هذا اليوم ما يقرب من 20 مليون دولار، وكانت نسبة 95% من الإنفاق للمواطنين، وفقا لما أظهرته بيانات اطلع عليها "العربي الجديد"، صادرة عن شبكة الخدمات المصرفية الآلية.
وشهد عيد الحب هذا العام إقبالا كبيرا فاق التوقعات. فبحسب البيانات، بلغت نسبة الزيادة في الإنفاق على أساس سنوي 25%، فيما بلغ إجمالي مبيعات هدايا الفلانتاين والورود في عام 2020 نحو 15 مليون دولار.
وأوضحت البيانات أن الارتفاع الكبير كان في مبيعات الزهور أكثر من الهدايا الأخرى، فقد بلغت نسبة مبيعات الورود خلال عيد الحب ما يقرب من 13 مليون دولار، لافتة إلى أن فئة الشباب كانت الأكثر إقبالا على شراء الهدايا والزهور، كما كان المواطنون أكثر إقبالا من الوافدين.
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت عبد الله الهاجري، لـ"العربي الجديد"، إن حجم الإقبال هذا العام على شراء الهدايا في عيد الحب ربما كان سببه حاجة الشعب الكويتي والوافدين إلى التغيير، خصوصا في ظل الإحباط المتواصل بسبب استمرار جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة على الاقتصاد والصحة النفسية.
وأشار الهاجري إلى أن إغلاق المطار ومنع المواطنين والمقيمين من السفر، كان أحد الأسباب التي دفعت الشباب إلى قضاء يوم الفلانتاين في الكويت وشراء الهدايا والورود من الأسواق المحلية بدلا من التوجه إلى العديد من المدن، مثل دبي ولندن وإسطنبول، حيث يحرص العديد من الشباب على السفر في مثل هذه المناسبات.
وأضاف الهاجري أنه من حسن حظ محال الهدايا والزهور أنه لم يتم إصدار قرار بإغلاقها مثل العديد من الأنشطة التي شملها قرار الحكومة الكويتية بالإغلاق، مثل صالونات الحلاقة والأندية الصحية والأندية الرياضية وغيرها من الأنشطة.
وفي وقت سابق، قرر مجلس الوزراء الكويتي اتخاذ عدد من القرارات لمواجهة الموجة الجديدة من تفشي فيروس كورونا، حيث جرى تعليق رحلات الطيران وإغلاق العديد من الأنشطة التجارية، الأمر الذي أغضب الآلاف من أصحاب الأعمال الذين طالبوا الحكومة الكويتية بإعادة النظر في القرارات الأخيرة أو بتعويضهم ماديا.
من ناحيته، قال يوسف ناصر، وهو مواطن كويتي يمتلك متجرا للورود والزهور في منطقة الشويخ التجارية، إن المبيعات هذا العام من الورود كانت غير متوقعة، مشيرا إلى أنه فوجئ بحجم الإقبال هذا العام، معبرا عن أمله في أن تشهد المناسبات والأعياد المقبلة الإقبال نفسه لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدها بسبب الإجراءات الاحترازية والإغلاق الذي فرضته الحكومة.
وأضاف ناصر، خلال حديثه لمراسل "العربي الجديد" في الكويت، أنه يستورد الزهور من دول عدة، مثل بلجيكا وهولندا وفرنسا، بالإضافة إلى دول شرق أفريقيا ودول أميركا الجنوبية، مؤكدا أن الإقبال الأكبر كان على زهور "الجوري" و"الروز".
بدوره، أكد الباحث الاقتصادي الكويتي عادل الفهيد أن غياب المناسبات الاجتماعية بسبب جائحة كورونا كان السبب لاستغلال المناسبة وزيادة الإنفاق، خصوصا في ظل غياب العديد من أوجه الإنفاق الأخرى، مشيرا إلى أن الإقبال هذا العام ربما لن يتكرر مرة أخرى.
وأوضح الفهيد أنه ينبغي على الحكومة دعم كافة الأنشطة التجارية، بما فيها متاجر الهدايا والزهور، من أجل تعويض الخسائر التي تكبدتها خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
على جانب آخر، قال نواف عيسى، وهو شريك في أحد متاجر الهدايا في منطقة العاصمة الكويتية، لمراسل "العربي الجديد"، إن الإقبال على الهدايا كان أكثر من المعتاد، مشيرا إلى المخاوف بشأن التهديدات الحكومية بفرض الحظر الجزئي أو الشامل خلال الفترة المقبلة.