تراجع سعر صرف الليرة السورية، اليوم الأحد، إلى أدنى مستوى على الإطلاق، بعد تسجيل الدولار 7200 ليرة سورية، واليورو 7750 ليرة، ما فاقم معاناة المواطنين في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.
ويقول المحلل السوري علي الشامي من دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن سعر دولار الحوالات المصرفية الخارجية عبر الشركات العالمية "بات سعراً قياسياً أو نقطة مقاومة" لن تتحسن الليرة إلى ما دونه، لأن اعتراف المصرف المركزي بهذا السعر، وهو أقل من السعر الحقيقي وسعر السوق، فرض سعراً جديداً وزاد من العوامل النفسية للمكتنزين والتنبؤ بزيادة تهاوي سعر الليرة.
ويشير المحلل السوري، عبر اتصال هاتفي، إلى استمرار الطلب على الدولار في السوق السوداء "من التجار والصناعيين" لتسديد ثمن المستوردات، بواقع انسحاب المصرف المركزي من تمويل التجارة، كما زاد الطلب من مكتنزي الليرة على ضوء المؤشرات في زيادة التهاوي، مشيراً إلى "فقدان الليرة جميع عوامل الاستقرار، من تجارة خارجية واحتياطي أجنبي بالمصرف المركزي وعائدات سياحة، وزيادة الحاجة للعملات الأجنبية للاستيراد، وخاصة القمح والنفط، بعد إلزام النظام بعض رجال الأعمال باستيراد حاجة السوق".
وجاء "التعويم الجزئي" لليرة السورية، الخميس، بعد تعويم أسعار السلع والمنتجات الأسبوع الماضي، وترك تسعيرها للتجار وفق سعر الدولار بالسوق وفواتير الاستيراد، ما زاد من توقعات السوريين بتعويم العملة السورية، الأمر الذي سيودي بالليرة إلى مزيد من التراجع، نظراً "لأن سعرها ممسوك أمنياً ورسمياً"، كما يقول المتخصص فراس شعبو لـ"العربي الجديد".
ويضيف أستاذ المالية شعبو أن "تعويم الليرة سيضر بالمستهلكين خلال الفترة الأولى"، لكنه سيكون في صالح "الشعب السوري" بعد تسعير الليرة بسعرها الحقيقي، وفق العرض والطلب، وتوقف المضاربات التي يقودها المصرف المركزي وبعض رجال الأعمال الذين يدورون بفلك النظام.
ويستدرك أستاذ المالية بجامعة باشاك شهير بإسطنبول: "لا بد من إعادة النظر بالرواتب والأجور، لأن تعويم الليرة من دون زيادة الرواتب سيحول جميع السوريين إلى فقراء"، مذكراً بأن "إنفاق الأسرة يزيد عن 3.5 ملايين ليرة، في حين لا يزيد الدخل عن 100 ألف ليرة سورية شهرياً".
وكان نظام بشار الأسد قد عدل من سعر الليرة الرسمي أمام الدولار مطلع العام الجديد، حين رفع سعر صرف الدولار الرسمي في نشرات المصارف والصرافة، والبدل العسكري، وسعر الحوالات، ليبلغ سعر صرف الدولار الرسمي 3000 ليرة سورية، بدلاً من 2500 ليرة سورية.
وهوت العملة السورية، التي لم يزد سعر صرف الدولار عن 50 ليرة مطلع الثورة عام 2011، إلى مستوى قياسي، مطلع العام الجاري، بعد تسجيل الدولار نحو 6850 ليرة، لتقترب خسائر قيمة الليرة من 50% خلال عام 2022 الذي دخلته العملة السورية بنحو 3500 ليرة للدولار الواحد.