استمع إلى الملخص
- **تأثير التفتيش على الصادرات:** أدى التشديد في التفتيش إلى تأخير عبور الشاحنات، مما يفسد الفواكه أو يضاعف تكاليف التبريد، مما يضعف القدرة التنافسية في الأسواق الخارجية.
- **تراجع الصادرات:** تراجعت صادرات الفواكه والخضروات من نحو 50 شاحنة إلى 20 شاحنة يومياً، مما أدى إلى انخفاض الأسعار في الأسواق المحلية السورية.
تكشف مصادر خاصة في دمشق، لـ"العربي الجديد" أن مسؤولين سوريين "تقدموا بشكايات لاتحاد غرف التجارة ووزارة الاقتصاد" جراء ما وصفوه بـ"عرقلة إدخال شاحنات الخضر والفواكه، عبر الأردن، إلى دول الخليج العربي".
وتضيف المصادر التي رفضت ذكر اسمها، أن استمرار تهريب المخدرات من سورية ولبنان، عبر الفواكه والخضر والسلع الغذائية، دفع الجمارك الأردنية إلى التشدد بالتفتيش، الأمر الذي قد يطيل فترة عبور الشاحنات إلى مدة تصل إلى أسبوع، ما يفسد الفواكه جراء الحر الشديد أو يضاعف سعرها بسبب استمرار تبريدها وهي محملة بالسيارات.
وكان عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في سوق الهال، محمد العقاد، قد اعترف أخيراً، بما وصفه "التضييق" خلال تفتيش السيارات والشاحنات على الحدود مع الأردن "معبر نصيب"، ما يؤدي إلى تلف الخضر والفواكه ويضعف قدرتها على المنافسة في الأسواق الخارجية خاصة الخليجية، كون طريق الشحن إلى الخليج يمر حصراً عبر الأردن، موضحاً أن السيارات التي تخرج من سوق الهال تتجه نحو دول الخليج والعراق فقط حالياً.
ويضيف العقاد خلال تصريحات صحافية أن صادرات سورية من الخضراوات والفواكه ازدادت عن الفترة السابقة بنسبة جيدة مع بدء موسم إنتاج الفاكهة الصيفية، متابعاً: لا نستطيع إعطاء نسبة عن إنتاج الفاكهة لهذا العام حتى الآن.
ولفت إلى أن ما بين 15 و20 براداً محملة بالمشمش والكرز والدراق والبطيخ الأحمر تذهب يومياً إلى دول الخليج والعراق وهذا العدد مرشح للزيادة خلال الأيام المقبلة نظراً إلى الإنتاج الوفير والكميات الكبيرة في حال مشكلة عبور الشاحنات عبر الأردن.
ويصف العامل بالقطاع التجاري في محافظة درعا، محمد الفاعوري، الشاحنات المتوقفة عند معبر نصيب، بالطابور الطويل، ما يضاعف المصاريف جراء احتساب أجور الشحن اليومية واستخدام المكيفات داخل شاحنات التصدير "ليتر المازوت 15 ألف ليرة" أو يغيّر من المنتج المستهدف تصديره "فاكهة ليس لها عمر طويل".
مخاوف الأردن
ويضيف الفاعوري خلال اتصال مع "العربي الجديد" أن ثقة دول الجوار، والأردن تحديداً، قد تبددت بعد كشف عشرات حالات تهريب المخدرات "حبوب كبتاغون" داخل شحنات المواد الغذائية والخضر والفواكه والمخللات وحتى في شاحنات الحجارة، الأمر الذي فرض تفتيشاً دقيقاً وأحياناً، بحالات الشك، يتم إفراغ الحمولة أو إدخال الصادرات السورية عبر سيارات شحن أردنية أو خليجية.
وحول حجم صادرات الخضر والفواكه، يشير الفاعوري إلى أن الموسم الجاري في سورية هذا العام وفير كما أن ارتفاع درجات الحرارة سرّع في نضج الفواكه، ولكن، جراء إعاقة التصدير، تراجعت صادرات الفواكه والخضروات من نحو 50 شاحنة إلى نحو 20 شاحنة يومياً، كما انعكس الأمر أخيراً إيجاباً على المستهلك، إذ تراجعت الأسعار إلى الأدنى منذ سنوات "بندورة، خيار، بطيخ، مشمش، كرز، دراق، خوخ".
وأضاف الفاعوري: "تصوروا سعر كيلوغرام الكرز في أسواق دمشق حالياً نحو 4 آلاف ليرة في حين كان 12 ألف ليرة العام الماضي بسبب عرقلة الصادرات".