سيكون على الحكومة المقبلة في المغرب أن تراقب النشرات الجوية في الأيام القادمة، التي يمكن أن تحفزها على نوع من السخاء في توقعاتها في ما يتصل بالنمو الاقتصادي أو تخفّض منها، بما سيكون لذلك من تداعيات على السنة الأولى من عمرها.
وينتظر أن تتضح خلال الأيام المقبلة معالم الحكومة، التي سيشكلها رئيس الحكومة المكلف، عزيز أخنوش، خاصة بعدما أعلن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي جاء ثانيا في نتائج الانتخابات التشريعية، عن اعتزامه المشاركة في الحكومة المقبلة.
وسيتزامن الإعلان عن تشكيل الحكومة المقبلة، إذا سارت المشاورات بطريقة سلسة، مع الاستعداد للموسم الزراعي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث سيراقب المهنيون والمسؤولون النشرات الجوية، علها تبشر بتساقطات مطرية.
وتساهم الزراعة بنسبة 15% في الناتج الإجمالي المحلي، وتوفر حوالي 40% من فرص العمل.
وتجلت أهمية الزراعة في العام الحالي، حيث تترقب الحكومة تحقيق معدل نمو اقتصادي في حدود 5.6%. ويرتقب أن تتحمل الحكومة المقبلة، مسؤولية تنفيذ الخطة الزراعية في نسختها الثانية، حيث تراهن تلك الخطة على رفع الناتج الإجمالي الزراعي إلى ما بين 20 و25 مليار دولار في أفق 2030.
وينتظر أن يبدأ الموسم الزراعي الشهر المقبل، حيث يفترض أن تكون الحكومة الجديدة تشكلت، في ظل تطلع كبير لتساقط الأمطار من قبل المزارعين، بعد انخفاض مخزون المياه في السدود إلى 39.1% يوم الجمعة الماضي.
ويعتبر المزارع عبد الله البشعيري أن التساقطات المطرية المأمولة في أكتوبر/ تشرين الأول وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني ستكون حاسمة في تحفيز المزارعين على الإقبال على الزراعة، خاصة بالنسبة للحبوب.
كما يقول ياسين أزكاغ، الفني في قطاع الزراعة، إن تساقط الأمطار سيكون حاسماً لتوقعات الحكومة في سنتها الأولى. وتبعث السدود برسائل مقلقة مع بداية الموسم الزراعي، حيث وصل مخزون المياه إلى حوالي 6.29 مليارات متر مكعب، حتى 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، مقابل 6.11 مليارات متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يمثل 39.1% من إجمالي المخزون.
ولدى المغرب 145 سداً يمكن أن تستوعب 18.7 مليار متر مكعب، بينما هناك 15 سدا في طور البناء، حيث يمكن أن تستقبل 3.4 مليارات متر مكعب من المياه. ولا يكتفي المغرب بمياه السدود من أجل توفير مياه السقي، فقد انخرط في تحلية مياه البحر وإعادة تدوير المياه.
وتوقع البنك الدولي في تقرير حديث أن يشهد المغرب انخفاضا في متوسط تساقط الأمطار سنوياً، ما ينعكس على المتوفر من المياه، مرجحا تراجع المحاصيل في أفق 2050 و2100 بين 30% و50%.