داهمت قوات النظام السوري منزل أحد المدنيين في محافظة حمص وسط البلاد، بحثاً عن كميات من القمح تقول إنّه لم يسلمها للسلطات، فيما حذرت الأمم المتحدة ومنظمة إغاثة ألمانية من أنّ سورية مهددة بتفاقم أزمة الجوع، بسبب تراجع إنتاج محصول القمح هذا العام.
وذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام أنّ قيادة منطقة "تلدو" داهمت منزل أحد المدنيين في قرية السمعليل بريف حمص الشمالي، وضبطت كمية تبلغ 1037 كيلوغراماً من القمح المحلي، لم يقم بتسليمها لشركة "السورية للحبوب" إضافة لتصرفه بكمية 1054 كيلوغراماً من خلال بيعها لشخص آخر.
وأضافت أنّه تم تنظيم ضبط تمويني بحقه لمتابعة التحقيق من قبل الأفرع الأمنية بتهمة الاتجار والتصرف بالقمح وعدم تسليمه للمؤسسة السورية للحبوب، إضافة لمصادرة الكمية التي تم ضبطها وتسليمها إلى فرع المؤسسة في حمص.
ويجبر النظام المزارعين على بيع مادة القمح لمراكز الحبوب التابعة له، بدلاً من بيعه في مزاد الحبوب، أو التصرف بها وفق رغبة المزارع.
ويبلغ سعر الكيلوغرام في مزاد الحبوب 900 ليرة (الدولار بـ3200 ليرة في السوق السوداء، وبـ704 ليرات بالسعر الرسمي) بينما يبلغ سعر الكيلوغرام بحسب مراكز الحبوب التابعة للنظام 750 ليرة.
أما "الإدارة الذاتية" التي تسيطر على شرق البلاد، حيث معظم إنتاج القمح، فقد حددت السعر في 19 مايو/ أيار الماضي بـ 1150 ليرة للكيلوغرام الواحد. ويتنافس النظام السوري و"الإدارة الذاتية" الكردية على استقطاب الفلاحين لبيعهم مادة القمح.
وتعتبر زراعة القمح والقطن من أهم الزراعات في سورية، إلا أنها تدهورت في السنوات الأخيرة جراء عمليات النظام العسكرية وحرق المحاصيل عبر قصفها.
ويرى متابعون أنّ موسم القمح سيكون الأسوأ منذ عشر سنوات، إن لم يتم إيجاد حلول لتخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج، خاصة المشتقات النفطية والأسمدة، فضلاً عن طرح أسعار للشراء تمكن المزارعين من إبقاء الإنتاج في البلاد.
الأمم المتحدة حذرت من أنّ سورية مهددة بتفاقم أزمة الجوع، بسبب تدني محصول القمح هذا الموسم
وكانت الأمم المتحدة حذرت، أمس السبت، من أنّ سورية مهددة بتفاقم أزمة الجوع، بسبب تدني محصول القمح هذا الموسم، مشيرة إلى أنّ الجفاف المستمر منذ شهر يهدد بتفاقم أزمة الجوع في البلد الذي تمزقه الحرب، نظراً لقلة القمح بسبب ضعف المحصول.
كما حذرت منظمة الإغاثة الألمانية "فيلت هانغرهيلفه" (Welthungerhilfe) المعنية بتقديم المساعدات الغذائية، من أنّ عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية سيتزايد بشكل كبير.
وتأتي هذه التحذيرات، قبيل نهاية موعد التفويض الأممي لآلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية في يوليو/ تموز المقبل وسط تهديدات روسيا بعرقلة تمديد تلك الآلية.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإنّ نحو 90% من السوريين يعيشون "تحت خط الفقر" في ظلّ ارتفاع متواصل في أعداد المحتاجين.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنّ 12.4 مليون شخص في سورية يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام، في زيادة كبيرة مقلقة.