الهند تتفوق على الصين وترسم خريطة الطلب العالمي على النفط

27 ديسمبر 2024
محطة وقود في مدينة كاكاتا الهندية، 2 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في عام 2024، أصبحت الهند المحرك الرئيسي لنمو استهلاك النفط العالمي، متجاوزة الصين لأول مرة، حيث تمثل 25% من إجمالي النمو المتوقع في 2024 و2025.
- تسارع شركات التكرير الهندية جهود التوسع لمواكبة الطلب المتزايد، مع زيادة الطلب بمقدار 220 ألف برميل يوميًا في الهند مقارنة بـ90 ألف برميل في الصين، مدفوعًا بزيادة احتياجات النقل.
- يتوقع المحللون تضاعف حصة الهند في نمو الطلب على النفط في الأسواق الناشئة خلال العقد المقبل، مع نمو كبير في قدرات التكرير بحلول 2025.

أعادت الهند رسم خريطة أسواق النفط في العالم في العام الجاري 2024، حيث برزت مصدراً رئيسياً لنمو الاستهلاك العالمي للنفط متجاوزة الصين لأول مرة منذ عقود. ويمثل هذا التحول تغيراً كبيراً في ديناميكيات الطلب العالمي على النفط الذي كانت الصين تهيمن عليه تاريخياً. ووفقا للتوقعات الأخيرة، من المتوقع أن تمثل الهند 25% من إجمالي نمو استهلاك النفط العالمي في عامي 2024 و2025. وفي المقابل، من المتوقع أن تنخفض حصة الصين في هذا النمو بشكل كبير. ومنذ بضع سنوات، كان المتنبئون ومحللو السوق يتوقعون أن تصبح الهند أكبر محرك للطلب على النفط في العالم على المديين المتوسط ​​والطويل، متجاوزة معدلات النمو في الصين. وقالت صحيفة "إنديان أكسبريس" الصادرة بالإنكليزية، اليوم الجمعة، إنه سينتهي عام 2024 بمعدل نمو أعلى للطلب على النفط  في الهند مقارنة بالصين. وهذا من شأنه أن يضع الدولة الواقعة في جنوب آسيا باعتبارها أحد مراكز الاستهلاك الأسرع نموًا في سوق النفط العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة " إس آند بي غلوبال كوميدتي".

وتوقعت الصحيفة الهندية أن يستمر هذا التحول حتى عام 2025، ما يدفع شركات التكرير في الهند إلى تسريع جهود التوسع وتوسيع استراتيجيات تنويع النفط الخام لمواكبة الارتفاع في الطلب. وبلغ إجمالي استهلاك الهند من الوقود السائل حوالي 5.3 ملايين برميل يوميًا. وبالمقارنة، كان استهلاك الصين من الوقود السائل أعلى بكثير حيث تجاوز 16.4 مليون برميل يومياً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف استهلاك الهند في العام الماضي. ويسلط هذا الاختلاف الصارخ الضوء على هيمنة الصين التاريخية في استهلاك النفط.

ولكن في عام 2024، من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في الهند بمقدار 220 ألف برميل يومياً، في حين من المتوقع أن ينمو الطلب الصيني بمقدار 90 ألف برميل يوميا فقط. ويستمر هذا الاتجاه حتى عام 2025، حيث من المتوقع أن تزيد الهند استهلاكها بمقدار 330 ألف برميل يوميا إضافية، مقارنة بالنمو المتوقع في الصين الذي يبلغ 250 ألف برميل يومياً. ويمثل هذا معدل نمو سنوياً يبلغ حوالي 3.2% للهند مقابل 1.7% فقط للصين.

وتشمل العوامل التي تساهم في ارتفاع الطلب في الهند زيادة احتياجات النقل والمتطلبات المحلية من الوقود لأغراض الطهي والاستخدامات الأخرى. على العكس من ذلك، يمكن أن يُعزى تباطؤ النمو في الصين إلى عدة عوامل، منها سوق السيارات الكهربائية المزدهر الذي يقلل الاعتماد على الوقود التقليدي، وانخفاض عدد السكان الذي يؤثر على الطلب الإجمالي على الطاقة، والتباطؤ الاقتصادي الواضح بشكل خاص في قطاع العقارات.

وبالنظر إلى المستقبل على مدى العقد المقبل، يتوقع محللون أن حصة الهند في نمو الطلب على النفط في الأسواق الناشئة سوف تتضاعف عن المستويات الحالية، في حين أن حصة الصين سوف تتضاءل بشكل كبير، من حوالي 50% إلى حوالي 15%. ويؤكد هذا التحول تحولاً أوسع في ديناميكيات الطاقة العالمية حيث تضع الهند نفسها لاعباً رئيسياً في سوق النفط.

وقال كانج وو، محلل أبحاث الطلب الكلي والنفط في "إس آند بي كوميدتي إنسايت": "ستكون الهند المحرك الرئيسي، إلى جانب جنوب شرق آسيا وأجزاء أخرى من جنوب آسيا، لنمو الطلب على النفط في المنطقة في المستقبل". وأضاف أنه من المتوقع أن تحقق الهند في عام 2025 نموًا أسرع نسبيًا في الطلب على النفط بنسبة 3.2% مقابل 1.7% في الصين.

وشدد على دور متطلبات المواد البتروكيماوية في نمو استهلاك النفط في كلا البلدين العام المقبل. وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، ارتفع الطلب على النفط في الهند بمقدار 180 ألف برميل يوميًا، أو 3.2% على أساس سنوي، متجاوزًا بشكل كبير الصين، التي شهدت ارتفاعًا قدره 148 ألف برميل يوميًا، أو 0.9%. وفقًا لبيانات النشرة المتخصصة في السلع الأساسية. ومع تكيف سوق النفط العالمية مع هذه الديناميكيات المتغيرة، ستظل كل الأنظار متجهة إلى الهند لأنها تحتل مركز الصدارة في دفع النمو المستقبلي في الطلب العالمي على النفط. ومن المقرر أن تشهد الهند أيضًا نموًا كبيرًا في قدرات التكرير في عام 2025. ولا تفصلها سوى أشهر قليلة عن إطلاق أول مجمع تكرير متكامل جديد لها، ما يؤدي إلى مفاوضات نشطة مع منتجي النفط العالميين بشأن واردات النفط الخام، لتوليد طلب سنوي إضافي على المواد الخام يصل إلى تسعة ملايين طن متري.

المساهمون