يعاني قطاع الدواجن السوري خلال الأيام الأخيرة من خسائر كبيرة، بسبب انتشار مرض شبيه بطاعون الدجاج يدعى "نيوكاسل"، حيث وصلت نسبة الإصابة في بعض المداجن إلى 90%.
ونقلت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية عن حكمت حداد، عضو لجنة مربي الدواجن في سورية، اليوم الخميس، قوله إن السبب الرئيس لارتفاع أسعار الفروج وأجزائه أخيراً، انتشار مرض "نيوكاسل" بكثرة في المداجن منذ نحو شهر تقريباً، لافتاً إلى أن هذا المرض منتشر حالياً في العراق والأردن ولبنان، ووصل إلى سورية.
وأرجع حداد سبب انتشار المرض إلى أن الطيور لم تحصل على لقاحاتها بشكل كامل، ونتيجة لذلك ضعفت مناعتها، مؤكداً في الوقت ذاته أن نسبة النفوق عالية، ووصلت في بعض المداجن إلى حدود 90% نتيجة نقص المناعة للطيور فيها وعدم القدرة على إعطاء اللقاحات اللازمة لمواجهة المرض.
وأوضح أن انتشار مرض نيوكاسل أدى إلى انخفاض العرض أخيراً في السوق نتيجة ازدياد حالات النفوق بين الدجاج بنسبة تقارب 50%.
وأكد مسؤول في وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام السوري إصابة ما نسبته 30% إلى 60% من طير الفروج بجائحة خلال الشهر الجاري.
وداء نيوكاسل مرض فيروسي مخاطي شديد العدوى يصيب الدواجن المنزلية وطيور الأقفاص والطيور البرية.
من جانبه، أوضح مازن جانودي، وهو مربي الدواجن في إدلب أن مرض "نيوكاسل" ينتشر عبر الهواء والمياه الملوثة والأعلاف الفاسدة، كذلك تنقل الطيور البرية المهاجرة هذا المرض. وأضاف أن المدجنة التي يصل المرض إليها، سيصيب جميع الدجاج الموجود بداخلها.
ومنتصف العام الجاري أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية أيضاً نفوق أكثر من 70 ألف دجاجة في ريف الرقة خلال أسبوعين بسبب انتشار مرض نيوكاسل.
وانعكست تأثيرات الجائحة على أسعار الفروج والبيض وسبّب ارتفاعاً في الأسعار بشكل غير مسبوق. ووصل سعر كيلو الشاورما إلى 150 ألف ليرة سورية (الدولار 14450)، أي ما يعادل تقريباً 3 أرباع راتب موظف حكومي. فيما أكد المدير العام لمؤسسة الدواجن سامي، أبو دان، في تصريح صحافي الأسبوع الفائت أن أسعار الفروج ارتفعت منذ بداية العام حوالى 300%.
وسبّب ارتفاع الأسعار بشكل يومي خسائر في محالّ بيع الفروج.
وقال أحمد عزو، وهو صاحب محل في ريف حماة لـ"العربي الجديد"، إن الكثير من المحالّ توقفت عن العمل، في ردّ فعل على ارتفاع الأسعار، مضيفاً: "لا يعقل بيع البضاعة وشراؤها باليوم التالي بسعر أعلى".
وتتزامن أزمة الدواجن في سورية مع ارتفاع أسعار الخضروات والمواد التموينية بسبب تراجع قيمة الليرة، مع شحّ في توصيل التيار الكهربائي إلى المنازل، فضلاً عن الارتفاع المستمر في أسعار المحروقات وصعوبة تأمينها.