بدأت تنتشر مركبة الـ"توك توك" في سورية كوسيلة نقل أساسية، في ظل ارتفاع أجور النقل، نتيجة استمرار أزمة نقص الوقود وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق منذ أشهر.
وأصبح الـ"توك توك" الذي لم يكن يراه السوريون إلاّ في الأفلام العربية، ظاهرة في شوارع العديد من المدن، بعدما تحوّل إلى أحد فرص حلّ مشكلة النقل لشريحة واسعة من السوريين، الذين لم يعد باستطاعتهم استقلال سيارات الأجرة، من جراء وصول كلفة الطلب الواحد بها إلى خمسة آلاف ليرة (الدولار = نحو 3200 ليرة).
وقال أيسر تقي الدين (36 عاماً)، موظف يقيم في دمشق، لـ"العربي الجديد": "أصبحنا نشاهد الـ"توك توك" في أسواق دمشق القديمة، وهو عبارة عن دراجة نارية على ثلاث عجلات، منها ما يتسع لشخص واحد خلف السائق، وأخرى تتسع لأربعة أشخاص، وقد حلت مشكلة حقيقية للناس، ممن لا يملكون القدرة على دفع أجرة السيارة ولا يخدمهم باص النقل الداخلي، حيث تصل أجرة السيارة إذا كانت المسافة أكثر من أربعة كيلومترات إلى 10 آلاف ليرة، في حين يمكن أن يتقاضى الـ"توك توك" ألفي ليرة أو أربعة آلاف بحسب المسافة".
وأضاف تقي الدين: "اليوم في دمشق، نعاني أزمة نقل خانقة، فالوسائل العامة ضئيلة جداً بالنسبة لضغط السكان وهناك وسائل مثل الميكرو سرفيس، يجري ركنها وبيع مخصصاتها من الوقود، لأنّ ذلك أكثر ربحية بالنسبة لصاحب المركبة، وحتى هناك أصحاب سيارات عامة وخاصة، يقومون بالشيء نفسه".
أما شركات النقل الداخلي التي تسير باصات كبيرة على خطوط محددة فقامت بتخفيض عدد الباصات بشكل ملحوظ بمجرد أن تشاهد الازدحام على مواقف الباصات وتدافع الناس للصعود إليها وكيف أنّها تغص بالركاب حسب تقي الدين.
ولم ينتشر الـ"توك توك" فقط في دمشق، بل تجده في العديد من المحافظات مثل السويداء، جنوبي سورية، فقد بدأ السكان يلحظون حركته في العديد من المناطق، بحسب حسام جبر (22 عاماً) طالب جامعي، قائلاً في حديث مع "العربي الجديد": "نعاني من أزمة نقل كما باقي المحافظات السورية، وفي السويداء وسائل النقل العام محدودة جداً لجهة المناطق التي تخدمها وساعات عملها، لذلك اعتماد غالبية السكان على سيارات الأجرة، إن لم تكن لدى الأسرة سيارة أو دراجة نارية، واليوم طلب السيارة إن كان أقل من 3 كيلومترات هو 3 آلاف ليرة، أما أكثر من ذلك، فنتحدث عن أطراف المدينة، إذ تصل أجرة الطلب إلى 5 آلاف ليرة".
من جانبه، وجد الثلاثيني ماهر، المتهرب من الخدمة العسكرية في القوات النظامية، بالـ"توك توك" فرصة عمل في وقت يعيش السوريون أسوأ وضع معيشي مرّ بهم، منذ أن بدأ النظام بقمع المشتركين في الثورة عام 2011، إذ ارتفعت معدلات البطالة مع تردي الحركة الاقتصادية.
وقال ماهر لـ"العربي الجديد": "عامان وأنا عاطل عن العمل، وفي المقابل، لا أملك المال حتى أغادر البلد من خلال المعابر غير الشرعية، كما فعل الكثير من الشباب، وأخيراً أرسل لي أخي وأختي اللاجئين في إحدى الدول الغربية مبلغا من المال اشتريت به الـ"توك توك" وبدأت أعمل عليه، فيحقق لي دخلاً مقبولاً كشاب عازب".