- أولوسيجون أوباسانجو يكشف عن خسارة القارة لست نقاط في التجارة البينية ويدعو لتحسين مؤشرات التنمية والاستثمار لتقليل الاعتماد على الواردات الخارجية التي تشكل 86% من احتياجات القارة.
- الجزائر تستعد لاستضافة معرض التجارة البينية الأفريقية الرابع وتعزيز حضورها القاري من خلال تشجيع الشركات الجزائرية على التصدير وتحسين بنية النقل البري لتسهيل التجارة.
بدأ الانحسار اللافت في التجارة البينية في أفريقيا يثير القلق في أوساط دول القارة السمراء التي وضعت في صدارة أجندة مؤتمرها القادم بحث سبل تنشيط تبادلها التجاري.
فقد كشف رئيس المجلس الاستشاري لمعرض التجارة الأفريقية 2025 أولوسيجون أوباسانجو عن تراجع لافت في حجم التجارة بين دول القارة الأفريقية، بخسارتها ست نقاط، مقابل حجم ضئيل للقارة من مجموع حجم التجارة العالمية، وهو ما يستدعي تنشيط هذه الحركة.
أوباسانجو، وهو رئيس نيجيريا السابق، قال اليوم الاثنين، أعلن احتضان الجزائر الدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية الأفريقية المقررة العام المقبل، مشيراً إلى أن حجم التجارة البينية الأفريقية تراجع في غضون العامين الماضيين، من 20 إلى 14%.
كما أوضح أن هذا التراجع مرتبط بعدة عوامل أبرزها التداعيات المستمرة لوباء كورونا التي أدت إلى انكماش الاقتصاد الأفريقي، لافتاً إلى أنه يتعين على دول القارة العمل على تحسين مؤشرات التنمية والاستثمار داخلها، وتعزيز التبادل التجاري البيني، بدلاً من تزايد مستوى التعاون مع مصادر خارجية، والذي يغطي 86% من احتياجات القارة، ما يسبّب إبقاء دول القارة في حالة تبعية مستمرة ويكلفها أموالاً باهضة.
واعتبر أوباسانجو أن حصة أفريقيا في التجارة العالمية لا تتجاوز 3%، وهي نسبة ضئيلة، ما يفرض تشجيع دول القارة على تفعيل أكبر للاتفاقيات الموقعة إقليمياً بما يعزز المبادلات التجارية البينية، إضافة إلى وضع خطة لتشييد بنى تحتية مساعدة كالطرق وخطوط النقل المختلفة وتنشيط المعارض التجارية على غرار المعرض التجاري الأفريقي المقرر في الجزائر العام المقبل.
وأما ما يخص الجزائر، فإن معرض التجارة الأفريقية الذي ستستضيفه يمثل فرصة لتعزيز حضورها القاري، خاصة مع بروز لافت لتوجهات اقتصادية أعلنتها الجزائر في السنوات الأخيرة من أجل تحسين حضورها في أسواق القارة، حيث تشجع الحكومة الشركات الجزائرية على تصدير المزيد من منتجاتها إلى الدول الإقليمية ونشر شبكة بنوك جزائرية في دول مثل موريتانيا والسنغال وساحل العاج لاحقاً.
وفي هذا الصدد، قال وزير التجارة الجزائري الطيب زيتوني، اليوم الاثنين، إن بلاده تراهن على إنعاش المبادلات التجارية الأفريقية، خاصة في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية والتحويلية والطاقة والصناعات الإلكترونية وغيرها، مشيراً إلى تنفيذ خطة تحسين بنية النقل البري، إذ تنجز الجزائر طريقاً يربطها بموريتانيا وآخر يصل إلى لاغوس في نيجيريا.