انقطاع الكهرباء يضرب عاصمة الأعمال التقنية في مصر

06 يونيو 2024
مبنى البورصة المصرية في القرية الذكية بمصر - 12 إبريل 2012 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرئيس عبد الفتاح السيسي يوافق على مشروع الطاقة الذكية ضمن برنامج "نوفي"، بينما تعاني القرية الذكية في مصر من انقطاع الكهرباء لأكثر من ساعتين، مما أثر على مؤسسات حيوية بما في ذلك مقر البورصة المصرية.
- انقطاع الكهرباء يجدد السخرية من دعوة السيسي للمصريين بالعمل في البرمجيات، ويتسبب في تعطل أعمال شركات التقنية والبرمجة، ويؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وتعطيل عمليات البيع والشراء في البورصة.
- الأزمة تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد المصري بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر، مما يهدد النمو والاستقرار، وتطالب القطاعات الاقتصادية بخطوات عاجلة لمعالجة أزمة الطاقة وضمان استقرار الاقتصاد وجذب الاستثمارات.

فيما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يصدر القرار رقم 24 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة لمشروع الطاقة الذكية ضمن برنامج "نوفى"، كانت القرية الذكية، أو ما يُعرف بـ"عاصمة التقنية" في مصر، تغرق في ظلام معلوماتي، بسبب انقطاع الكهرباء اليوم الخميس لأكثر من ساعتين، بحسب عاملين في المنطقة الاقتصادية الحيوية، التي تضم مؤسسات غاية في الأهمية، ومنها مقر البورصة المصرية والرقابة المالية ومصر للمقاصة.

وقبل أسابيع، طالب السيسي المصريين بالعمل في البرمجيات لأنها تدر دخلا يتجاوز المائة ألف دولار شهريا، ما فتح شهية السخرية التي يشتهر بها المصريون، ليندلع بركان من الكوميكس والمنشورات والتعليقات الساخرة، التي خمدت حدتها قليلا حتى جددها انقطاع التيار الكهربائي صباح اليوم عن القرية، حيث تقع معظم شركات البرمجة التي يطالب السيسي المصريين بالاقتداء بشبابها الذين انقطعوا عن العالم وتعطلت أعمالهم لساعات بسبب انقطاع الكهرباء.

ولم تكن شركات التقنية والبرمجة وحدها التي تضررت بانقطاع الكهرباء الذي طاول عددا من المؤسسات المهمة التي اختارت القرية الذكية مقرا، ومنها شركة مصر للمقاصة، التي تتولى جانباً من أعمال البورصة المصرية، والمسؤولة عن تسوية التعاملات في البورصة، مما أدى إلى تعطل عمليات البيع والشراء لعدة ساعات.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تتعرض فيها القرية الذكية لأعطال توقف أنشطة شركاتها، حيث سبق وجرى إخلاؤها بسبب تسرب للغاز، فيما يعتبر متابعون أن القرية التي تعد من منجزات نظام الرئيس الراحل حسني مبارك ورئيس وزرائه أحمد نظيف، والواقعة غرب القاهرة، تقع في مهب الاستهداف لنقل الثقل الاقتصادي شرقاً حيث العاصمة الإدارية، وفق خطط تستهدف نقل ستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي وغيرها من الأنشطة قرب العاصمة الإدارية الجديدة، التي يقع بها حي للمال والأعمال والتقنية، المستهدف بالتنشيط والترويج.

وتشهد مصر حالة من السخط الشعبي بسبب انقطاع الكهرباء ساعتين يومياً في برنامج معتاد أضر بالعديد من الأنشطة الاقتصادية والحرفية، فيما اتجهت الحكومة لزيادة فترات الانقطاع الكهرباء لثلاث ساعات، قبل أن تتراجع عنه، وسط تكهنات بأن الأمر مقصود بإعلان الزيادة ثم التراجع عنها، لكفّ المصريين عن الشكوى من ساعتي الانقطاع.

وشهدت البورصة اليوم انخفاضًا ملحوظًا في مؤشراتها الرئيسية، ما عزاه متابعون لانقطاع الكهرباء عن شركة مصر للمقاصة، حيث تصدر أسعار الأسهم الأكثر تراجعاً اليوم سهم بي إنفستمنتس القابضة، وبنسبة تراجع 4.3%، ليغلق عند 10 جنيهات للسهم، كما انخفض نحو 32 سهماً آخر. بالمقابل، قالت مصادر داخل البورصة المصرية لوسائل إعلام محلية، إن انقطاع الكهرباء اليوم لم يؤثر إطلاقًا على نظام التداول خلال جلسات الخميس. 

وأجبر انقطاع الكهرباء العديد من الشركات على إغلاق أبوابها مؤقتًا بسبب انقطاع التيار، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة. ويُعبّر انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عن تحدٍ كبيرٍ يواجه الاقتصاد المصري، ويُهدد بعرقلة النمو والاستقرار، فيما تطالب القطاعات الاقتصادية المختلفة الحكومة المصرية باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة أزمة الطاقة، وتوفير إمدادات كهربائية كافية ومستقرة لضمان استمرار النشاط الاقتصادي.

ويرى مراقبون أن معالجة أزمة الطاقة ضرورية لضمان استقرار الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة.

المساهمون