انقطع التيار الكهربائي في قطاع غزة بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل، بعد ساعات من تحذير رسمي فلسطيني، وبعد 4 أيام من وقف شركة الكهرباء (الإسرائيلية) إمدادات الكهرباء للقطاع.
وأكد رئيس سلطة الطاقة في غزة جلال إسماعيل، توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بعد نفاد الوقود.
من جانبها، قررت وزارة الصحة في غزة بدء العمل بإجراءات تقنين الخدمات الصحية والمساندة وتوجيه طاقة المولدات الكهربائية المحدود لاستمرار الخدمات الطارئة والحساسة المنقذة للجرحى والمرضى بالحد الممكن مع اشتداد العدوان الاسرائيلي وقطع الكهرباء وعدم توفر الوقود للمستشفيات.
وقال رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم، في تصريحات في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة ستتوقف عن العمل بعد 7 ساعات (تنتهي عند الثانية والنصف بعد الظهر بتوقيت غرينتش).
وذكر ملحم في اتصال هاتفي، أن إسرائيل "أوقفت إمداداتها من الكهرباء إلى غزة، اعتباراً من الأحد الماضي، بقدرة 120 ميغاواط".
والأحد، أعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، قطع إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، رداً على تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".
والاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه أوعز بقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء عن قطاع غزة، وهو ما أكده وزير الطاقة يسرائيل كاتس، بقطع جميع أنابيب إمداد المياه إلى القطاع.
وأضاف ملحم: "محطة توليد الكهرباء في غزة، التي تنتج 65 ميغاواط، قادرة على العمل لمدة 7 ساعات مقبلة، لعدم وفرة الوقود الكافي لتوليد الطاقة".
ويبلغ متوسط احتياجات قطاع غزة من الكهرباء 550 ميغاواط، بينما كان يتوفر منها حتى يوم الجمعة الماضي، نحو 205 ميغاواط.
وتلجأ شركة الكهرباء في القطاع منذ 2010 إلى نظام المداورة في إمدادات الطاقة، عبر تشغيلها في أماكن وفصلها عن أماكن أخرى، لتلبية احتياجات السكان.
وتتوزع مصادر الطاقة في غزة بواقع 65 ميغاواط من شركة توليد الكهرباء، و120 ميغاواط من إسرائيل، إلى جانب 20 ميغاواط من مصادر الطاقة الشمسية.
وتابع رئيس سلطة الطاقة: "تسلمت تقريراً اليوم يفيد بأن معظم الخلايا الشمسية على أسطح المنازل والمرافق في قطاع غزة، تضررت بالكامل وأصبحت غير قادرة على توليد الطاقة".
واعتبر أن هدف إسرائيل الحالي "يتمثل في إفقاد غزة الكهرباء من جميع مصادرها، وجعلها مكانا غير قابل للحياة".
يذكر أنّ خطاً للكهرباء من مصر كان يمد غزة بالتيار بقدرة 30 ميغاواط / ساعة، لكنّه متوقف عن العمل منذ عام 2018.
وأمس الثلاثاء، قالت القناة 12 الإسرائيلية (خاصة)، إن إسرائيل حذرت مصر من إدخال إمدادات إغاثية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت القناة: "حذرت إسرائيل مصر من مساعدة غزة". وأضافت أن فحوى رسالة التحذير هو: "إذا جلبتم الإمدادات إلى غزة فسنقصف الشاحنات".
وفي بيان، الأربعاء، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن القطاع "يواجه كارثة إنسانية محققة مع توقف محطة توليد الكهرباء بالكامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود".
وقال إن ذلك "ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس، واستحالة استمرار تقديم جميع الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعها على الكهرباء، ولن يتسنى تشغيلها جزئياً بالمولدات، مع منع إمدادات الوقود من بوابة رفح".
وأضاف: "أمام هذا الواقع الذي يتهدد حياة أكثر من 2.3 مليون إنسان، فإننا نطلق نداء استغاثة عاجلا جدا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع لإيقاف هذه الجريمة ضد الإنسانية وهذا القتل الجماعي متعدد الأشكال، والتداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة، وعدم ترك سكانه رهينة أدوات القتل التي يستخدمها الاحتلال".
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي ما أسماها عملية "السيوف الحديدية" ليواصل من خلالها شن غارات مكثفة لليوم الخامس توالياً على مناطق عدة من القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
(الأناضول، العربي الجديد)