أكد العديد من المزارعين المصريين تكبدهم خسائر فادحة جراء زراعة المحاصيل الاستراتيجية في مصر، وخاصة الصيفية، بعد تدني أسعارها مقابل ارتفاع تكاليف الإنتاج، في ظل غياب دعم الدولة بعدم تفعيلها لنص المادة 29 من الدستور والتي تلزمها بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني، وشراء المحاصيل الزراعية الأساسية بسعر مناسب يحقق هامش ربح للفلاح.
خسائر القطن
حدد مزاد بيع القطن في وجه قبلي هذا الموسم 1800 جنيه للقنطار، وبحساب متوسط إنتاج فدان القطن 6 قناطير للفدان يكون الإجمالي المتحصل عليه 10800 جنيه، في حين أن تكلفة الإنتاج تصل إلى 8 آلاف جنيه، بخلاف 6 آلاف أخرى إيجاراً، فتكون الخسارة أكثر من 3 آلاف جنيه.
الأرز
تراجعت أسعار الأرز هذا الموسم بمعدل 1000 جنيه في الطن، وهبط سعر الكيلو للمستهلك إلى ما بين 6 و7 جنيهات، بعد 9 جنيهات في شهور سابقة، نتيجة زيادة الإنتاج هذا العام، بعد ارتفاع الرقعة المزروعة بالأرز إلى أكثر من 1.5 مليون فدان منهم نصف مليون فدان زراعة مخالفة.
وجاءت زيادة المساحات المزروعة بالأرز بالمخالفة لقرارات الحكومة، نتيجة انصراف المزارعين عن زراعة القطن، وتفضيل زراعة الأرز، إذ كان يوفر في المواسم السابقة هامش ربح مرضياً للمزارعين.
وبحساب سعر طن الأرز الشعير على 3 آلاف جنيه، بمتوسط إنتاج 3 أطنان للفدان، يكون الإجمالي 9 آلاف جنيه، في الوقت الذي يتكلف إنتاج الفدان حوالي 3 آلاف جنيه، بالإضافة لـ 6آلاف إيجاراً، وهذا يعني أن محصلة تعب المزارع صفر.
الذرة
يقول خيري حسني، مزارع من القليوبية( شمال القاهرة): "زرعت، هذا العام، حوالي فدانين من الذرة، فضلت حصادها مبكرًا( عيدان خضراء) لاستخدامها علفًا مخزنًا للمواشي، عن طريق ما يسمى بـ"السيلاج"، إذ يتم فرم الذرة الخضراء ميكانيكيًا، ثم تضاف إليه بعض المواد الكيميائية، كاليوريا وكربونات الكالسيوم( بودرة البلاط)، وتغطى بأكياس محكمة من البلاستيك لمدة شهرين، بعدها تصبح جاهزة للاستخدام.
ويشير إلى أنه يضطر لهذه العملية، نتيجة تعرضه لخسائر أكبر حال بيعه بعد تمام نضجه، وخاصة بعد انصراف الناس عن صناعة الخبز المنزلي.
قصب السكر
ويؤكد همام حسن محمود، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي قصب السكر بالأقصر، أن ثبات سعر توريد القصب للمصانع منذ 3 سنوات عند 720 جنيهًا للطن يمثل خسارة محققة للمزارعين، إذ إن تكلفة الإنتاج للفدان تصل إلى 30 ألف جنيه، في حين تراجع إنتاجية الفدان في الوقت الحالي إلى 33 طنا/ الفدان، وهو ما يعني تحقيق خسارة في كل فدان تقدر بـ7 آلاف جنيه.
نقيب الفلاحين
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن هناك عدة أزمات تواجه المزارعين والفلاحين في الموسم الصيفي الحالي، منها: تدني أسعار المحاصيل والمنتجات الزراعية بأقل من تكاليف إنتاجها، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة تساهم في خروج الكثير من صغار المزارعين من السوق وتقليص المساحات المنزرعة وهو ما يهدد الأمن الغذائي الزراعي في المستقبل.
وأضاف: "كذلك عدم توفر المستلزمات الزراعية بأسعار مدعمّة، كالتقاوي والأسمدة والآلات الزراعية، ما يرفع من تكاليف الإنتاج نتيجة شرائها من السوق الحر بأسعار مرتفعة، بخلاف ارتفاع أسعار الأيدي العاملة".
وأشار أبوصدام إلى أن التغيرات المناخية هذا الموسم كان لها أثر مباشر في قلة إنتاجية بعض المحاصيل، بالإضافة لانتشار بعض الأمراض الصيفية، وهو ما زاد من تكلفة الإنتاج بسبب اضطرار المزارعين لشراء مبيدات لمقاومتها.
وطالب نقيب الفلاحين بضرورة تفعيل المادة 29 من الدستور، التي تلزم الدولة بدعم المحاصيل الإستراتيجية، عن طريق وضع سعر ضمان يتيح للفلاح هامش ربح، مع ضرورة إنشاء صندوق للتكافل الزراعي.