استمع إلى الملخص
- تواجه الشركة تحديات بسبب ضعف الطلب على السيارات الكهربائية الألمانية والمنافسة الصينية، لكنها تعتمد على اتفاقيات مع شركات كبرى وانخفاض أسعار الليثيوم لخفض تكاليف الإنتاج والنقل.
- تسعى أوروبا للاستقلالية في سلاسل التوريد، مع مشاريع مثل "ريو تينتو" في صربيا، وتستخدم فولكان أنرجي تقنيات صديقة للبيئة لاستخراج الليثيوم مع تقييمات شاملة للمخاطر.
افتتحت شركة فولكان أنرجي الألمانية، أمس الجمعة مصنعها، التجريبي لإنتاج المواد الخام لبطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية في منطقة فرانكفورت-هوشست الصناعية، بتكلفة مالية وصلت إلى نحو 1.9 مليار يورو، على أن تقوم بتأمين أكثرمن 600 مليون يورو من عدد من المستثمرين، وبقروض من بنوك استثمارية أوروبية للمبلغ المتبقي وقدره 1.3 مليار يورو، بهدف إنشاء سلسلة توريد محلية، لتزويد صناعة السيارات الأوروبية بالليثيوم الأخضر.
وبينت تقارير اقتصادية، بينها ما نقلته أن تي في الإخبارية اليوم السبت عن مديرين في الشركة، أن المسحوق الأبيض هيدروكسيد الليثيوم، والمطلوب من قبل منتجي خلايا البطاريات، سيُنتج بشكل مستدام وبالكامل في أوروبا، وسيعدّ علامة فارقة للشركة، وقيمة مضافة لقطاع صناعة السيارات الكهربائية في البلاد، إذ يتعين أن تُسحب هذه المادة الخام من منطقة أوبرراينغرابن الواقعة في ولاية راينلاند بفالس، ليصار إلى معالجتها في مراحلها الأولية في منطقتي هوشت ولاند، ويبدأ الإنتاج الصناعي على نطاق واسع في عام 2027، وقبل عامين من الموعد المحدد سابقاً. وتشير التوقعات إلى أنه سيتم إنتاج 500 ألف بطارية سيارة كهربائية في غضون عامين. وارتفعت أسهم الشركة في أستراليا بنسبة 5% تقريباً وبلغ سعر السهم 4.93 دولارات أسترالية.
وفي ظل ضعف الطلب على السيارات الكهربائية الألمانية بفعل المنافسة، وبالأخص الصينية منها، أفاد كريستيان فرايتاغ، عضو مجلس إدارة شركة فولكان للطاقة، والمسؤول عن إدارة سلسلة التوريد، بفضل اتفاقيات الشراء مع شركات عملاقة مثل فولكسفاغن وستيلانتس ورينو. وقال إن ضعف الطلب "لن يبطئنا، وقطاعات صناعة السيارات تعلم جيداً أن ما نشهده حالياً من حيث الطلب على السيارات الكهربائية في عام 2024 ليس هو ما سنراه في أعوام 2027 و2028 و2029". وأضاف أن الشركة حددت على نطاق واسع أسعار المواد الخام لأكثر من نصف الكمية المتفق عليها، وهو ما يعني أن أسعار الليثيوم ستكون أقل من الأسعار الحالية، ما يجعل المشروع مربحاً. وبلغ سعر كيلو الليثيوم ذروته، مسجلاً 70 دولاراً، قبل أن ينخفض السعر بنسبة 80%.
وفي هذا الصدد، اعتبر الباحث الاقتصادي نيكلاس فسترمان، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن تصنيع بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية في ألمانيا سينعكس تلقائياً على أسعار السيارات الكهربائية الألمانية، مع توفر المواد الخام وانخفاض تكاليف الإنتاج المرتفعة والنقل والتوريد، بحكم أن الشركات المصنعة والرائدة في هذا المجال تتمركز حالياً في أميركا الجنوبية والصين، إضافة للحد من خسائر الوظائف بفعل الأزمة التي يمر بها القطاع، والتي سببت تراجع أسعارها، إضافة إلى السعي لإعادة الحوافز الحكومية، لضمان حماية البيئة والمناخ. وأبرز أن الاتحاد الأوروبي مستمر بتوجهاته لتحقيق هدف وضع السيارات الخالية من الانبعاثات على الطرقات اعتباراً من عام 2035.
وتسعى أوروبا لأن تصبح أكثر استقلالية عن آسيا، عبر الاستغناء عن سلاسل التوريد بأكملها. ويوجد العديد من المشاريع الأخرى في أوروبا في هذا المجال، وأهمها مشروع "ريو تينتو" في صربيا، والممول من الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لاستطلاع أجرته "جي أف كاي" أخيراً، تبين أن 43% من مشتريي محركات الاحتراق قرروا عدم الشراء بسبب ارتفاع تكلفة الشراء.
ومن ناحية أخرى، بينت تعليقات أن هناك مخاوف من حدوث زلازل بفعل الطاقة الحرارية الأرضية العميقة، كتلك التي ستستخدمها شركة فولكان للطاقة، مع التذكير بما تسبب به مشروع مماثل في فرنسا قبل بضع سنوات، حين حدثت تشققات في المنازل في منطقة الألزاس وبادن فورتمبيرغ الألمانية. وأكد فرايتاغ أن هناك تقييمات شاملة للمخاطر، والمعالجات للمواد ستكون أكثر ملاءمة للبيئة، وبتقنيات وتكنولوجيا حديثة لأن الطاقة اللازمة لاستخراج المياه المالحة سيتم توليدها في نفس الوقت بطريقة خالية من ثاني أوكسيد الكربون باستخدام الحرارة الأرضية ومحطات الطاقة. وبيّن فرايتاغ أن المعتمد حتى الآن هو استخراج المعدن الخفيف من الصخور، باستخدام الكثير من الطاقة الأحفورية في التعدين.