استمع إلى الملخص
- روسيا تتجه نحو استخدام اليوان والروبل في التجارة الخارجية، مع توسع الشركات الصينية في السوق الروسي، خاصة بعد انسحاب الشركات الغربية احتجاجًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
- الرئيس الروسي يسعى للتخلص التدريجي من العملات الغربية وتطوير منصة دفع بديلة مع كتلة بريكس، في محاولة لتعزيز استقلال روسيا المالي وتقليل تأثير العقوبات الغربية.
تساهم العقوبات الأميركية على روسيا بشكل غير مباشر في تدويل اليوان الصيني الذي أصبح الآن العملة الرئيسية في بورصة موسكو بدلاً من الدولار، وفق بيان البنك المركزي الروسي. وقال البنك المركزي الروسي في بيانه لقناة آر بي سي نيوز الروسية، إن اليوان أصبح "العملة الرئيسية" في بورصة موسكو. وشكل اليوان 54% من تداولات العملة في مايو/أيار.
ووفق تقرير في صحيفة "بيزنس إنسايدر"، قال البنك المركزي إنه "سيحدد مسار العملات الأخرى" وسيكون بمثابة المبدأ التوجيهي للمشاركين في السوق. وقد ارتفع استخدام روسيا "للعملات الصديقة" والروبل في التجارة منذ بداية العقوبات الغربية على روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا. وساهم حظر النفط والغاز الروسي من قبل الدول الغربية في توجه روسيا نحو الصين وجهةً رئيسية لمبيعات الطاقة.
وتبحث روسيا عن شركاء تجاريين بديلين وأنظمة دفع بديلة منذ أن فرض الغرب عقوبات شاملة على البلاد بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وقال البنك المركزي الروسي يوم الخميس، إن عملات "الدول الصديقة" والروبل تمثل الآن ما يصل إلى 80% من مدفوعات التجارة الخارجية لروسيا. وفتحت روسيا المجال للشركات الصينية لتوسيع مبيعاتها في روسيا، حيث باتت شركات السيارات والكومبيوتر والمعدات التقنية الأكثبر رواجاً في السوق الروسي.
وأدت مغادرة أكثر من ألف شركة متعددة الجنسيات من السوق الروسي منذ فبراير 2022، احتجاجاً على غزو روسيا لأوكرانيا، إلى فتح الباب أمام دخول واسع للشركات الصينية للسوق، خاصة تلك التي لا ترتبط بمصالح تجارية كبيرة مع الدول الغربية.
وباتت العلامات التجارية الصينية تهيمن على سوق السيارات الروسية منذ بداية الحرب الأوكرانية، حيث بقيت في السوق الروسية أربع عشرة ماركة فقط من أصل ستين ماركة سيارات عالمية ، 11 منها صينية وثلاث محلية. وفي مارس/آذار 2023، تم الإعلان عن إنشاء جمعية صانعي السيارات الصينيين للمساعدة في تنظيم دخولهم إلى السوق الروسية. ووفقاً لرئيس لجنة الصداقة الصينية الروسية، بوريس تيتوف، من المتوقع أن تساعد الرابطة في تقليل حواجز الاستيراد غير الجمركية للمنتجين الصينيين وتسهيل توطين إنتاجهم في روسيا.
وهذه التبادل التجاري المتزايد بين روسيا والصين رفع من حجم التسويات باليوان الصيني بينما تراجع حجم التسويات بالدولار واليورو.
وقد عمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتخلص التدريجي من استخدام الدولار الأميركي وغيره من العملات الغربية في وقت سابق من هذا الشهر. وتعمل موسكو أيضاً مع كتلة بريكس التي تضم الدول الناشئة الكبرى على منصة دفع لتجاوز استخدام الدولار الأميركي. وفي الوقت نفسه، تعمل عدة بلدان على تنويع أصولها والتخلص من هيمنة الدولار بسبب المخاوف من إمكانية استبعادها من النظام المالي العالمي القائم على الدولار في حالة فرض العقوبات.
ويعد اليوان الآن العملة الرئيسية في بورصة موسكو بعد إيقاف تداولات اليورو والدولار. وصعد مؤشرا بورصة موسكو، في تعاملات ما بعد الظهيرة يوم الجمعة، بنحو ملحوظ، متجاهلة العقوبات الأميركية والبريطانية التي فرضت على البورصة الروسية.
وأوقفت روسيا التداول بالدولار الأميركي واليورو ودولار هونغ كونغ في البورصة الرئيسية للبلاد يوم الخميس في رد على واشنطن بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تهدف إلى تشديد الخناق على آلة الحرب في موسكو. وقال بنك روسيا إن جلسات التداول في أسواق الصرف الأجنبي والمعادن الثمينة وأسواق المشتقات المالية في بورصة موسكومنعت التسويات بهذه العملات وتم تعليقها بسبب العقوبات الأميركية. ومع ذلك، سيستمر تداول هذه العملات في السوق خارج البورصة،عندما يتعامل طرفان مباشرة دون إشراف من البورصة.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على بورصة موسكو، المستودع المركزي للأوراق المالية في روسيا الذي يوفر خدمات الحسابات المصرفية وتسجيل الصفقات وخدمات إدارة السيولة. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان: "إننا نزيد المخاطر التي تواجهها المؤسسات المالية التي تتعامل مع اقتصاد الحرب الروسي ونقضي على مسارات التهرب، ونقلل من قدرة روسيا على الاستفادة من الوصول إلى التكنولوجيا والمعدات والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية".
ووفق صحيفة وول ستريت جورنال، قال البنك المركزي الروسي إن الناس لا يزال بإمكانهم شراء وبيع العملات من خلال البنوك الروسية وإن الودائع تظل آمنة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية تاس، إن البنك المركزي قادر على ضمان الاستقرار في جميع الأسواق.
فرضت إدارة بايدن يوم الأربعاء عقوبات على أكثر من 300 كيان وفرد في محاولة لتعطيل الشبكات مع دول ثالثة والتي يمكن لروسيا من خلالها شراء التكنولوجيا والمعدات اللازمة لحربها في أوكرانيا، وخص بالذكر الصين. واحتفظت بكين رسمياً بموقف محايد بشأن الحرب الأوكرانية، لكنها تظل شريان حياة اقتصادياً لروسيا، حيث تعمل على تعميق العلاقات التجارية التي ساعدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استقرار اقتصاده على الرغم من العقوبات الغربية.
ووفق تقرير في "وول ستريت جورنال" قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الإجراءات الأخيرة تستهدف سبعة كيانات مقرها الصين، زودت روسيا بالسلع التي تساعدها في حربها بأوكرانيا، وكيانات مقرها في بيلاروسيا وغيرها من الكيانات المتمركزة في الإمارات العربية المتحدة وتركيا وقيرغيزستان ومولدوفا وسنغافورة، والتي زودت موسكو بسلع ذات استخدام مزدوج مدني وعسكري.
وفي وقت سابق من هذا العام، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن الطائرات من دون طيار ورقائق الكمبيوتر أميركية الصنع تتدفق بشكل متزايد إلى روسيا من الصين عبر طرق التجارة في آسيا الوسطى التي تتسلل عبر الجمهوريات السوفييتية السابقة مثل قيرغيزستان.