وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكبر شركة لبيع السيارات في روسيا تحت إدارة الدولة المؤقتة اليوم الجمعة، في خطوة قال الكرملين إنها مدفوعة بالمنطق التجاري، لكن مؤسسها قال إنها تجعل البلاد تبدو غير قابلة للاستثمار.
وكانت شركة "رولف" Rolf المملوكة لشركة مقرها قبرص والتي أسسها رجل الأعمال الروسي سيرغي بيتروف، واحدة من أولى وكالات بيع السيارات في روسيا التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
ويأتي الاستيلاء عليها، المنصوص عليه في مرسوم نشر على موقع حكومي على الإنترنت، بعد أن سيطرت موسكو مؤقتا هذا العام على العديد من الأصول المملوكة للغرب، ردا على تجميد الأصول الروسية أو تعطيلها بسبب العقوبات في الغرب.
وكانت شركة الجعة الدنماركية "كارلسبيرغ" وعملاق الألبان الفرنسي "دانون" من بين المتأثرين، لكن الاستيلاء على "رولف" التي باعت تقليديا مجموعة واسعة من السيارات ذات العلامات التجارية الأجنبية، يمثل المرة الأولى التي تُنهى فيها سيطرة رجل أعمال روسي رفيع المستوى على ممتلكاته.
وتتهم السلطات الروسية بيتروف، الذي يعيش في النمسا، بنقل أموال إلى الخارج بشكل غير قانوني، وهو ما ينفيه.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "هذا مرتبط فقط بالنفعية الاقتصادية والامتثال للتشريعات الحالية للاتحاد الروسي، ومع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي الدولي المعروف المحيط بنا الآن".
وأضاف بيسكوف أن "رولف" شركة روسية، ولكن لديها مخطط ملكية يتضمن عنصرا خارجيا يتطلب تدخل الدولة، فيما نقلت وكالة "إنترفاكس" عن "رولف" قولها إن هذه الخطوة لن تؤثر في عملياتها.
ووصف بيتروف هذه الخطوة بأنها ضربة أخرى للمشهد الاستثماري في روسيا، متسائلا عما إذا كان أي مستثمرين من آسيا، على سبيل المثال، سيخاطرون بشراء حصص في الأصول الروسية.
وقال بيتروف لـ"رويترز" عبر الهاتف "(الإدارة) المؤقتة تعني دائمة. كنا نعرف كل هذا بالفعل. لقد أخبرنا المصرفيون بالفعل: سيجري وضعكم تحت الإدارة الخارجية"، مضيفا: "ربما يكون هذا في مصلحة أحد الهياكل التي تحاول الآن شراء (الأصول)"، ومشيرا إلى أن الآلية تستخدم كغطاء لإعادة توزيع الأصول.
وكان بيتروف واحدا من عدد قليل من رجال الأعمال الروس الذين وقعوا على رسالة في عام 2014 تنتقد الضرر الذي لحق بالعلاقات بين الشرق والغرب، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وبدأ المحققون الروس تحقيقا مع "رولف" عام 2019، واتهموه بشراء أسهم بأسعار متضخمة، وهو ما نفاه بيتروف وقال إنه قد يكون مرتبطا بآرائه السياسية.
وفي سبتمبر/ أيلول، حُكم على مدير كبير سابق في شركة "رولف" بالسجن 8 سنوات ونصف بتهمة المشاركة في صفقة تعتبر بمثابة تحويل غير قانوني للأموال إلى الخارج. كما صدرت مذكرة اعتقال بحق بيتروف.
(رويترز، العربي الجديد)