خسرت متاجر تارغت الأميركية الشهيرة، خلال الأسبوع الحالي، ما يقرب من 14 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ الإعلان عن أرباحها الشهر الماضي، بعد انخفاض سعر سهمها لتسع جلسات متتالية، ما ربطه البعض بترويج الشركة لمنتجات تحمل الألوان الداعمة لـ"مجتمع الميم"، في أكبر سلسلة تراجعات يشهدها سهم شركة مبيعات التجزئة الشهيرة، منذ شهر فبراير/ شباط 2020.
ورغم ارتفاعات طفيفة شهدها في الأيام التالية، أدى تراجع سعر سهم "تارغت" في تلك الأيام إلى انخفاض قيمة الشركة السوقية إلى أدنى مستوى له، خلال الستة أشهر الماضية، ما دفع بنك "جي بي مورغان" الأميركي الشهير إلى خفض تقييمه لسهم الشركة. وتعد شركة تارغت ثامن أكبر متاجر التجزئة في الولايات المتحدة.
وقالت شبكة فوكس نيوز إنه منذ صدور ردود الأفعال الغاضبة انخفضت القيمة السوقية لمتجر التجزئة أكثر من 13 مليار دولار، لتصبح 60.24 مليار دولار، بعد أن كانت أكثر من 74 مليار دولار قبل تصدر أنباء "الحملة الترويجية المُستقطبة" للأنباء، على حد تعبير الشبكة.
وأشارت الشبكة إلى أن متجر تارغت أثار في البداية غضب المحافظين مع عروض "الفخر" الفائقة، وهو تعبير يطلق على مجتمع الميم في الولايات المتحدة، التي تضمنت عددًا كبيرًا من المنتجات الخاصة بالأطفال، ولكنه أثار غضب مجتمع الميم عندما تم إيقاف العروض، قبل بداية شهر "الفخر".
وتنطلق خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري من كل عام احتفالات "شهر الفخر"، أو "شهر الكبرياء القوقازي"، حيث تكتسي مناطق عديدة في البلاد بأعلام قوس قزح، ويتم فيه التعبير عن الدعم والتضامن مع المجتمع القوقازي الذي يتضمن المثليين، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسياً، والأشخاص ذوي الهويات الجنسانية المختلفة.
وخلال هذا الشهر، تقام فعاليات متنوعة، تشمل المسيرات والمهرجانات والمحاضرات والعروض الفنية والثقافية، بهدف الترويج لقضايا المجتمع القوقازي وتعزيز القبول والتسامح والاعتراف بحقوق المثليين.
وتستغل بعض الشركات الأميركية الشهر لعرض بضائع داعمة للتيار، بهدف اجتذاب مشترين من مؤيديه، المعروف إنفاقهم ببذخ على الشركات الداعمة للتيار.
وبدأت مشاكل "تارغت" مع تباطؤ الإنفاق بسبب رفع سعر الفائدة على الدولار، الذي ظهر خلال الربع الأول من العام الحالي، ولكن تأثرت مبيعاتها أخيراً بانتقادات واضحة من الأصوات الرافضة لبيع سلع مجتمع الميم في متاجرها، وخصوصاً ما يتعلق بملابس ولعب الأطفال، الأمر الذي أجبر الشركة على وقف عرض بعض السلع.
وفي مقابلة مع ستيف دوسي، مقدم البرامج الشهير على قناة فوكس نيوز يوم الأربعاء، قالت كريستي نويم، حاكمة ولاية ساوث داكوتا: "كنت أحب وعائلتي كثيراً التسوق لدى متاجر تارغت، إلا أننا لا نستطيع فعل ذلك الآن، لأن هذا المتجر يقسم البلاد".
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن المحلل في بنك "جي بي مورغان" كريستوفر هورفرز، قوله إن تراجع سعر سهم الشركة جاء بسبب خسارتها حصتها في السوق، مع الانتقادات التي تعرضت لها خلال الفترة الأخيرة. وكانت الشركة قد حققت قبل ذلك مبيعات فصلية رائعة في 12 ربعاً متتالية.
وفي بيان صدر قبل أسبوع، قال الرئيس التنفيذي لتارغت برايان كورنيل إنه مع اعتراض العملاء على الخطوة، أجرت تارغت "تعديلات" على خطط الترويج الخاصة بها، بما في ذلك إزالة العروض "التي كانت محل سلوك تصادمي" في بعض متاجرها.
وتداول نشطاء على مواقع فيسبوك ويوتيوب، مقاطع فيديو من داخل المتجر، أظهر أصحابها رفضهم بيع منتجات أطفال تحث على الانضمام إلى مجتمع الميم، أو تعبر عنه.
وفي سياق متصل هاجمت حاكمة ولاية ساوث داكوتا كريستي نويم، متجر تارغت لتمويله منظمة تريد إغلاق جبل روشمور، والذي ينظر إليه باعتباره "رمزاً لتفوق الأميركيين البيض".
وفي مقابلة مع المذيع ستيف دوسي على قناة فوكس نيوز، أمس الأربعاء، قالت نويم إنه "بالرغم من حب الأميركيين التسوق في تارغت إلا أنهم لا يمكنهم بعد الآن التسوق فيه، فهذه الشركة تدمر البلاد بشكل منهجي".
وتاريخياً، اعتبر الجنوب الغربي والمناطق الريفية في ولاية ساوث داكوتا (جنوب داكوتا) من المناطق التي تميل إلى الاعتبارات المحافظة في السياسة والقضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة. وعادة ما يكون للقيم الدينية والاقتصادية والتقاليد الثقافية تأثير على آراء المقيمين فيها وانحيازاتهم.