استمع إلى الملخص
- تركز الزيارة على التعاون الاقتصادي في مجالات الطاقة المتجددة، التعدين، الإنتاج الدوائي، والزراعة، مع مشروعات استثمارية مشتركة مثل مشروع الأمونيا واليوريا بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
- يرافق تبون وفد وزاري لمناقشة تفعيل صندوق استثماري مشترك وزيادة التبادل التجاري، مع تعزيز الروابط الثقافية والدينية وتقديم منح دراسية لطلبة عمانيين.
وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم الاثنين، إلى سلطنة عُمان في زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام، وكان في استقباله السلطان هيثم بن طارق، في أول زيارة من نوعها لرئيس جزائري إلى مسقط منذ 34 عاماً، لمناقشة ملفات سياسية، لكن الجانب الاقتصادي سيكون غالباً على هذه الزيارة التي تدوم ثلاثة أيام.
وأفادت وكالة الأنباء العُمانية بأن "القائدين سيبحثان خلال الزيارة عدداً من مجالات التعاون والشراكة، بما يعزّز مصالح البلدين ويحقّق النفع للشعبين الشقيقين، علاوةً على تبادل الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وتداعيات الأوضاع الراهنة، سعياً للدّفع بحلول التهدئة والاستقرار في المنطقة".
وتبرز زيارة تبون على اعتبارها أول زيارة لرئيس جزائري إلى سلطنة عُمان منذ عام 1990، حيث كان الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد قد زار سلطنة عُمان في عام 1990، فيما كان حاكم عُمان السابق السلطان قابوس قد زار الجزائر مرة واحدة عام 1973 للمشاركة في قمة عدم الانحياز.
وسيتم خلال هذه الزيارة بحث قضايا التعاون الاقتصادي، وتطوير العلاقات التجارية وتوسيع مجالات التعاون المشترك بين البلدين، بخاصة في الطاقة المتجددة والتعدين والإنتاج الدوائي والزراعة، اذ تتطلع بعض الشركات العمانية لدخول سوق الاستثمارات في الجزائر، على غرار شركتي "أبراج" و"أوكيو"، اللتين تستهدفان قطاع الطاقة الجزائري، والدفع بمناقشات ثنائية لتنفيذ عدد من المشروعات في قطاعات الصناعات الدوائية والطاقات المتجددة والمناجم والزراعة الصحراوية، أبرزها مشروع استثماري يجمع بين الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" ومجموعة "بهوان" لإنتاج الأمونيا واليوريا في منطقة أرزيو بولاية وهران غربي الجزائر، سيُضخّ فيه ما مجموعه ثلاثة مليارات دولار، لمجموعة بهوان فيها مساهمة قدرها 51%.
ويرافق تبون وفد وزاري مؤلف من وزراء الخارجية أحمد عطاف والطاقة محمد عرقاب والسكن طارق بلعريبي، الذين يناقشون مع نظرائهم في عُمان، مسألة تفعيل قرار إنشاء صندوق استثماري بين عُمان والجزائر، كان قد تم التوافق بشأنه في يناير/كانون الثاني الماضي، خلال اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية العمانية التي عقدت في يناير الماضي اجتماعها الثامن في الجزائر، برئاسة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، وتنشيط عمل مجلس رجال الأعمال العُماني - الجزائري الذي كان قد أُسس عام 2006.
وكذا بحث وضع آليات تساعد على زيادة حجم التبادل التجاري بين عُمان والجزائر، والذي يبلغ في الوقت الحالي حدود 100 مليون دولار، إذ بلغ إجمالي صادرات سلطنة عُمان إلى الجزائر حتى نهاية يوليو/تموز 2024 حدود 98 مليون دولار، فيما بلغت قيمة واردات سلطنة عُمان من الجزائر حتى نهاية يوليو 2024 حدود المليون دولار.
وفي السياق، تسعى عُمان للاستفادة من الخبرات الجزائرية في تطوير الصناعات الدوائية، كما تستفيد السلطنة من كفاءات جزائرية تعمل في قطاعات مختلفة، بينهم 400 مهندس وفني جزائري يعملون بالنفط والغاز، وهناك 423 شركة تضم مساهمات جزائرية في السلطنة، وفي يوليو 2023، كان الرئيس تبون قد عين سفيراً نشطاً في مسقط، محمد علي بوغازي الذي نقله من الرياض، وبوغازي هو وزير التعليم العالي السابق وعمل لسنوات مستشاراً في الرئاسة مع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في سياق رغبة لبعث علاقات جديدة ومثمرة مع مسقط.
وترتبط الجزائر وسلطنة عمان بالإضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية، ببعض الروابط الثقافية والدينية، بخاصة في منطقة غرداية الجزائرية حيث يتمركز المذهب الأباضي المتبع نفسه في سلطنة عُمان، إذ تعد غرداية مقصداً دينياً للعمانيين، وتستقطب المعاهد الدينية الأباضية في هذه المنطقة العلماء العمانيين، إذ قدمت الجزائر لأول مرة هذا العام، عشر منح دراسية لطلبة عمانيين.