تجار التجزئة في أميركا يتحوطون من تأثيرات الانتخابات الصاخبة

يتحرك تجار التجزئة في الولايات المتحدة بكثافة لحماية موسم العطلات المهم للغاية، من تداعيات الانتخابات الرئاسية الصاخبة وفترة التسوق المضغوطة هذا العام، حيث تعمل سلاسل مثل "سكيتشرز" و"لولو ليمون" على جذب انتباه المتسوقين بعروض وتخفيضات مبكرة.

وتأتي الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني في وقت بالغ الأهمية لموسم التسوق، فضلاً عن وجود خمسة أيام تسوق أقل من المعتاد بين عيد الشكر وعيد الميلاد، ما يؤدي إلى استنزاف الوقت الذي يتاح لتجار التجزئة جذب المتسوقين خلاله وإقناعهم بالإسراف. وقال تشاك جروم، كبير محللي التجزئة في مؤسسة "غوردون هاسكيت" لأبحاث السوق لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أمس الثلاثاء، إن "عدد الأيام أقل، لذا فإن أهمية تلك الأيام أكبر".

ويطرح البعض من شركات التجزئة تخفيضات في وقت أبكر، أو يخططون لتشغيل عروض ترويجية إضافية وعرض المزيد من السلع الجديدة. وكان إنفاق المتسوقين في الولايات المتحدة قوياً في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث ارتفع بنسبة 0.4% عن الشهر السابق، لكن ثقة المستهلك انخفضت بشكل غير متوقع في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ومن المتوقع أن ينمو إنفاق المستهلكين الأميركيين على التجزئة في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين بنسبة تراوح بين 2.5% و3.5% مقارنة بفترة العطلات في العام الماضي، بإجمالي يراوح بين 979.5 مليار دولار و989 مليار دولار، وفقاً لتوقعات من الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة. لكن النمو المتوقع منخفض عما جرى تسجيله العام الماضي بنسبة 3.9% وكذلك المحقق في 2022 البالغ 4.7%، وفقاً لبيانات الاتحاد.

سيبحث المتسوقون في الولايات المتحدة عن الصفقات هذا الشتاء. ووفقاً لمسح المستهلكين للتسوق في العطلات الصادر عن "بنك أوف أميركا"، يتوقع 62% من الأميركيين الشعور بضغوط مالية في موسم العطلات هذا العام، مقابل 67% في عام 2023. ونتيجة لارتفاع الأسعار، يخطط ما يقرب من ستة من كل 10 من المشاركين في الاستطلاع للقيام بمزيد من التسوق الشتوي في متاجر التخفيض مقارنة بالعام الماضي.

وتركز سلسلة متاجر "أكاديمي" للسلع الرياضية والترفيه، على جذب عملائها من أصحاب الدخل المتوسط ويستخدمون بشكل متزايد بطاقات الائتمان أو خيارات الشراء الآن والدفع لاحقاً للمشتريات، كما قال الرئيس المالي كارل فورد. وأضاف فورد أن السلسلة تخطط أيضاً لمزيد من الترويج هذا الشتاء حيث يكون ذلك منطقياً. وفي السنوات الأخيرة، ضيقت الشركة استراتيجية الترويج الخاصة بها للتركيز على مناسبات محددة، مثل العودة إلى المدرسة. ووفقاً لرئيس المالية، ستنتعش العروض الترويجية خلال فترة العطلة الشتوية.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

الحروب وانتخابات أميركا تخيم على اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي

كما تعتمد علامة الأحذية والملابس" على عروض جديدة، لجذب المستهلكين، كما قال المدير المالي جون فانديمور، موضحاً: "يمكننا القول إننا نبتكر كثيراً لاختبار الكثير من الأشياء لمعرفة ما ينجح". كذلك تضيف سلسلة متاجر "مايسيز" (Macy's) مزيجاً من خيارات الهدايا من مستحضرات التجميل والعطور والملابس بجانب المنتجات الجديدة في موسم العطلات هذا العام، وفقاً لمديرين تنفيذيين في الشركة.

وعلى الرغم من الخطط لجذب المتسوقين، فقد أخذت بعض الشركات بالفعل موسم العطلات الخافت في الاعتبار في بياناتها المالية لهذا العام. وتتوقع شركة "لولو ليمون" انخفاضاً بنحو ثلاث نقاط مئوية في إيراداتها بسبب فترة التسوق الأقصر. وفي أغسطس/آب الماضي، خفضت شركة الملابس الرياضية توقعاتها لعام 2024 إلى ما بين 10.38 مليارات دولار و10.48 مليارات دولار من صافي الإيرادات، مقابل ما بين 10.7 مليارات دولار إلى 10.8 مليارات دولار التي توقعتها في يونيو/حزيران.

وتحاول الشركة وقف التباطؤ في منتجاتها المخصصة للنساء من خلال خطوات مثل إضافة المزيد من الألوان والأنماط الموسمية إلى مجموعتها وتسريع الأنماط الجديدة، كما قال المسؤولون التنفيذيون. لكن من غير المتوقع أن تقاوم هذه الجهود تماماً آثار فترة التسوق الأكثر إحكاماً في العطلات.

وقالت ميغان فرانك، المديرة المالية للشركة، للمحللين في نهاية أغسطس/آب: "نشعر بالتفاؤل بشأن العمل الذي تقوم به فرقنا لتحسين الجديد الذي نقدمه ضمن تشكيلة منتجات النساء في الولايات المتحدة.. لكننا نستمر في الاعتراف بعدم اليقين في البيئة الكلية ونخطط للأعمال بحكمة".

وقد يبلغ تجار التجزئة عن مبيعات أبطأ مع نتائج الربع الأخير في أوائل العام المقبل. لكن جون كيرنان، المدير الإداري في بنك الاستثمار "تي دي كاون"، قال إن موسم العطلات الصعب ربما لا يكون الجاني الوحيد. وأوضح: "ستكون هناك في بعض الأحيان تأثيرات تتعلق بالاقتصاد الكلي، مثل البيئة التنافسية الصعبة للغاية، وإنفاق المستهلك ذي الدخل المنخفض".