استمع إلى الملخص
- تحقيق "همكور" كشف عن تحديد أولويات في وزارة المواصلات بناءً على المصالح السياسية والشخصية لريغيف، وتجاوزات في تنفيذ سياسات بخلاف توصيات المسؤولين المحترفين.
- وثائق مسربة أظهرت تصنيف البلدات بألوان مختلفة بناءً على دعم رؤساء البلديات لريغيف، مما أثر على تخصيص الموارد والمشاريع، وأدى إلى تفضيل المدن الداعمة لمصالح ريغيف على حساب المهنية والكفاءة.
داهمت شرطة الاحتلال صباح اليوم الاثنين مكتب وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف وفتشت المكان، وضبطت وثائق لـ"شبهة ارتكاب جرائم في مجال الأمانة الأخلاقية وعرقلة سير العدالة".
ويشرح موقع كالكاليست الإسرائيلي أن ذلك يأتي في إطار تحقيق جنائي افتتح اليوم بشبهة الاحتيال وخيانة الأمانة. وجاء ذلك بعد تحقيق برنامج "همكور" على القناة 13 حول وزيرة المواصلات الإسرائيلية، والذي كشف عن تحديد الأولويات التي قامت بها وزارة المواصلات على خلفية المصالح السياسية والشخصية لريغيف.
وعرض التحقيق سلوك الوزيرة ريغيف، ومكتبها في تعزيز مصالح السلطات المحلية التابعة لحزب الليكود وعلى وجه التحديد، مصالح أصحاب الأصوات القوية الذين يمكن أن يساعدوها في الانتخابات التمهيدية لليكود.
بالإضافة إلى ذلك، عرض التحقيق عناصر إضافية يمكن تصويرها على أنها إشكالية في ما يتعلق بخيانة الأمانة والاحتيال، حين قررت ريغيف تنفيذ سياسة معينة أوصى بها مسؤولون محترفون حتى عندما كان الواقع عكس ذلك. وفي الحالات الأخرى التي عملت فيها على مساعدة المقاولين الذين يقدمون الخدمات للأجهزة التنفيذية لوزارة المواصلات، بخلاف توصية فريقها المهني.
مخالفات وزيرة المواصلات الإسرائيلية
كما تم الكشف عن وثائق وقعت فيها ريغيف بخط اليد على القرارات التي تم اتخاذها "وفقا لتوجيهات السلطات المهنية"، بما في ذلك الحالات التي لم تصدر فيها السلطات المهنية تعليمات. على سبيل المثال، في المدن المفضلة لدى ريغيف تم تنفيذ أعمال مختلفة مخالفة لتوصيات السلطات المهنية. من ناحية أخرى، تم تجاهل أعمال ومشاريع في مدن لا تراعي مصالح ريغيف.
وكان من المفترض أن تشارك وزيرة المواصلات الإسرائيلية صباح اليوم في مؤتمر الحكومة المحلية، لكنها ألغت كلمتها في المؤتمر، على ما يبدو بسبب التحقيق. وتقول الوزيرة إن التحقيق ملفق.
ووفق تقرير سابق لموقع ذا تايمز أوف إسرائيل، فقد تم تسيير أمور الوزارة وفق جدول بيانات تم فيه فرز البلدات والمدن حسب رمز اللون. وتم تحديد اللون لكل منطقة من خلال عدد الأصوات التي يؤمنها رئيس بلديتها لريغيف في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود.
فالمدن التي تم تصنيفها باللون الأخضر كانت الأولوية ومرفقة بعبارة "الكفاح من أجلها بأي ثمن"، والمدن "الصفراء" يمكن تلبية طلباتها وإن لم يتم ذلك فهذه "ليست نهاية العالم" وفق ما ورد في البيانات، أما المدن "البيضاء" فقد أرفقت بعبارة "نتحدث بعد إرسال رسالة من قبلهم". والأسوأ من ذلك المدن "الحمراء"، التي تم تجاهلها بشكل نشط. على سبيل المثال، قال نيسان بن حمو، رئيس إحدى البلديات "الحمراء"، للقناة 13 إن وزيرة المواصلات الإسرائيلية لم تستجب قط لطلباته لإصلاح طريق خطير للغاية، والذي يربط مدينته بالبحر الميت.
وسرب هذه البيانات يوناتان يوسف، رئيس الطاقم المهني السابق لوزيرة المواصلات ميري ريغيف، وصنفت وثيقة أخرى نشطاء الليكود على نفس الأساس، حيث حصل حاملها على المرتبة الأعلى، "الماس"، مما يكسبه معاملة تفضيلية.
وقال يوسف إنه تم إنشاء مجموعة خاصة على تطبيق واتساب تسمى "الأولوية 1" لطلبات محددة من "الماس". وتابع، وفق التقرير التلفزيوني، أنه غالبًا ما تجاوزت ريغيف توصيات موظفيها المحترفين، ولكن في الوثائق الرسمية، اعتادت على إدخال، غالبًا بخط يدها، سطر يشير إلى أن قرار الوزير قد تم اتخاذه "بالتنسيق مع العناصر المهنية".
وأشار التقرير التلفزيوني إلى أن هذه المناورات السياسية كانت لها آثار ملموسة على تخصيص موازنة وزارتها. وقال يوسف إن الوزيرة غالبا ما تتخذ نهجا لاذعا في تعاملها مع الصحافة بناء على طلب من مستشاريها السياسيين المقربين، المعروفين مجتمعين باسم "المطبخ الصغير". وتابع أن الزمرة تمتد إلى ما هو أبعد من الموظفين السياسيين المخصصين لكل وزير بموجب القانون، وتأتي على حساب الموظفين المهنيين.