استمع إلى الملخص
- رغم استيراد المغرب للحوم من إسبانيا، ارتفعت فاتورة واردات الحيوانات الحية بنسبة 69%، حيث بلغت 350 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام، مع استمرار ارتفاع أسعار اللحوم.
- أبدت الأسر المغربية تشاؤمها من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، حيث توقعت 82.1% منها استمرار الزيادة في الأشهر المقبلة، رغم جهود الحكومة لضبط الأسعار عبر الاستيراد.
لم تفض التدابير التي اتخذتها الحكومية المغربية لتعزيز العرض من اللحوم عبر استيراد الأغنام والأبقار إلى خفض الأسعار في سوق الجملة والتجزئة، ما فرض على الحكومة اتخاذ قرار بتمديد إعفاء الاستيراد من الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة. ولجأ المغرب في ظل تأثر تربية الماشية بالصعوبات الناجمة عن تعاقب سنوات الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج إلى تكثيف استيراد الأبقار والأغنام لتلبية الطلب الداخلي.
وعمد المغرب في العامين الأخيرين في ظل تراجع العرض من اللحوم الحمراء إلى تعليق استيفاء الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية عند استيراد الأبقار والأغنام، مع توفير دعم بخمسين دولاراً للرأس لمستوردي الأغنام. يتعلق القرار بحصص معينة حددت للأبقار في حدود 120 ألف رأس في العام الحالي لجميع المستوردين الذين يحصلون على ترخيص من السلطات الحكومية من أجل جلبها من الخارج.
وكان يفترض أن يتوقف الإعفاء من الرسوم الجمركية بعدما تم استيراد كل الحصص المستهدفة، غير أن الحكومة عمدت إلى المصادقة على مشروع مرسوم يقضي بتمديد الإعفاء مع زيادة حصص الاستيراد من 120 ألف رأس إلى 200 ألف رأس، بحسب ما أكد مصدر من المهنيين في قطاع اللحوم لـ"العربي الجديد".
ويأتي المضي في وقف استيفاء الرسوم الجمركية، بعدما قررت الحكومة قبل شهر ونصف الشهر اللجوء إلى استيراد لحوم الماعز والأبقار والأغنام بهدف سد الخصاص على مستوى العرض في السوق، حيث أكدت الحكومة ضرورة توفر المستوردين على أماكن للتخزين معتمدة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
ووصلت إلى السوق المغربية في الأيام الأخيرة أول شحنة تبلغ 100 طن من اللحوم المستوردة من إسبانيا. ويتجلى من بيانات مكتب الصرف أهمية مساهمة المشتريات من الأبقار والأغنام في زيادة فاتورة واردات الحيوانات الحية بنسبة 69% في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، حيث بلغت 350 مليون دولار.
ورغم تأكيد المندوبية السامية للتخطيط الحكومية في تقريرها الصادر أخيراً، حول التضخم الذي وصل إلى 0.7%، انخفاض أسعار اللحوم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بنسبة 2.7%، لكنها تظل مرتفعة بالنظر إلى تراكم الارتفاعات منذ 2022.
ولم تخف الأسر في الأعوام الثلاثة الأخيرة تشاؤمها من القفزات عرفتها أسعار السلع الغذائية. فقد صرحت 96.4% منها بأن تلك الأسعار قد ارتفعت في الاثني عشر شهراً الماضية، بينما تتوقع 82.1% من الأسر أن تواصل ارتفاعها في الاثني عشر شهراً المقبلة.
وقد سعى المغرب عبر الاستيراد في العامين الأخيرين إلى ضبط أسعار لحوم الأبقار والأغنام التي وصلت إلى مستويات قياسية، حيث قفزت في بعض الفترات على التوالي إلى أكثر من 10 و12 دولاراً للكيلوغرام الواحد، بعدما كانت في حدود 8 و10 دولارات.
غير أنه يظهر أنه رغم الجهود التي بذلت عبر التعويل على الاستيراد من أجل ضبط الأسعار، ظلت مرتفعة، حيث وصلت لحوم الأبقار في سوق الجملة إلى 10 دولارات للكيلوغرام ولحوم الأغنام إلى أكثر من 12 دولاراً.