تراجع أسعار الغاز في أوروبا رغم هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

ذكرت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، يوم الثلاثاء، أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا انخفضت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية، على الرغم من الهجمات التي ينفذها الحوثيون اليمنيون ضد السفن وناقلات النفط والغاز في البحر الأحمر، ومنها تلك المتجهة الى أوروبا. 

وأوضحت الشبكة أن سعر الغاز الطبيعي بات أرخص مما كان عليه لفترات طويلة، وتراجع مع بداية هذا الأسبوع إلى أقل من 30 يورو لكل ميغاواط ساعة، وذلك للمرة الأولى منذ خمسة أشهر تقريبا، حتى أن العقود الآجلة التي يحددها المرجع الهولندي للغاز الطبيعي المسال "تي تي أف"، بينت أن الأسعار مستمرة في التراجع، حيث وصلت تكلفة كل ميغاواط صباح الثلاثاء الى 29.45 يورو فقط .

ووفقاً للأرقام المعلنة يوم الثلاثاء، تكون الأسعار قد تراجعت خلال العام الماضي بنسبة 40%، بعد أن كان سعر الميغاواط/ساعة في بداية 2023  يتم تداوله بأكثر من 60 يورو، علما أنه وبعد وقت وقصير من بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022 وصل السعر في بعض الأحيان لأكثر من 300 يورو.

وقبل أيام تعرضت ناقلات غاز طبيعي مسال قادمة من قطر إلى أوروبا لإطلاق نار قبالة سواحل عمان، إلا أنها عاودت الإبحار بعدها.

طاقة

التحديثات الحية

ألمانيا تتخوف من تداعيات توترات الشرق الأوسط على أسعار الغاز المسال

وبخصوص المرحلة المقبلة، ومع ارتفاع كثافة هجمات المتمردين الحوثيين اليمنيين على طرق الملاحة في البحر الأحمر، أفادت تقارير اقتصادية بأن الاضطرابات وغياب الاستقرار والأمان يمكن أن تصبح عبئا على المدى الطويل.

وبات واقعا تأخر وصول ناقلات الغاز الى أوروبا، مع اعتماد العديد من السفن لطرق التفافية، ومنها ما هو عبر رأس الرجاء الصالح، لكن ذلك لم ينعكس ارتفاعا في الأسعار في الأسواق في المدى القريب لأن مرافق التخزين ممتلئة.

ووفقا لأحدث بيانات صادرة عن وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية، بلغ مستوى التعبئة يوم السبت الماضي 83.8%، وهي نسبة مرتفعة نسبيا لموسم الشتاء.

وتجدر الإشارة إلى أن سعر الغاز الطبيعي الأوروبي تحسن بشكل كبير، ليس فقط بسبب امتلاء مرافق التخزين، لكن أيضا لأن المانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى تمكنت من استبدال متطلباتها من الغاز الروسي بعد غزو القوات المسلحة الروسية لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. 

وفي هذا الصدد، تظهر بيانات وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية، أنه في العام 2023، استوردت البلاد حوالي 43% من وارداتها من الغاز من النرويج، ونحو 26% من هولندا، ونحو 22% من بلجيكا.

وعلاوة على ذلك، يتم استخدام 7% من الغاز الطبيعي المسال الذي يصل عبر الناقلات من الخارج في أربع أنظمة محطات تغويز تم إنشاؤها حديثا في كل من فيلهمسهافن ولوبمين وبرونسبوتل وستاده، بالإضافة إلى أنه يتم حالياً استكمال انشاء محطة خامسة على الساحل الشرقي في ميناء موكران، حيث ستتمركز سفينة خاصة هناك لتقوم أيضا بتحويل الغاز المسال الذي يصل عبر الناقلات إلى غاز طبيعي، يضخ بعدها عبر خطوط أنابيب الغاز والمحطات القائمة، لتكون كافية لتغطية الطلب على الغاز في ألمانيا.