تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الأربعاء، بعد إعلان معهد البترول الأميركي زيادة مخزونات الخام أكثر من المتوقع، الأسبوع الماضي، ومع انحسار توقعات المستثمرين لخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتاً، أو 0.4%، إلى 82.48 دولارا للبرميل عند فتح السوق في بداية اليوم بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتا، أو 0.3%، إلى 77.65 دولارا للبرميل.
وأفادت مصادر بالسوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي الصادرة في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، بأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة زادت 8.52 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع من فبراير/شباط.
كما أظهرت بيانات معهد البترول انخفاض مخزونات البنزين 7.23 ملايين برميل وتراجع مخزونات نواتج التقطير 4.02 ملايين برميل، وكلاهما هبوط أكبر بكثير مما توقعه المحللون.
ومن المقرر أن تصدر البيانات الرسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء، الساعة 15.30 بتوقيت غرينتش.
كما تأثرت السوق ببيانات أخرى صدرت أمس وأظهرت أن تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ظل مرتفعا الشهر الماضي.
ونتيجة لذلك، يتوقع المستثمرون الآن أن ينتظر صناع السياسة في البنك المركزي الأميركي مدة أطول قبل خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
ومع توقعات تأجيل خفض الفائدة، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر. وعادة ما يؤثر ارتفاع الدولار على الطلب على النفط بين المشترين الذين يدفعون بعملات أخرى.
وتلقت أسعار النفط دعما في 2024 نتيجة الصراع في الشرق الأوسط واضطراب الإمدادات، غير أن المخاوف بشأن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة تضرب بمعولها.
وارتفعت أسعار النفط نحو 6%، الأسبوع الماضي، بينما بدأت تعاملات الأسبوع الجاري مستقرة يوم الاثنين، ثم ارتفعت أمس الثلاثاء مع استمرار التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط وشرق أوروبا.
ياتي ذلك بعد يوم واحد من صدور تقرير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والذي توقع نموا قويا نسبيا للطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، كما رفعت أوبك توقعاتها للنمو الاقتصادي للعامين، وأشارت إلى أن هناك احتمالات لمزيد من الارتفاع.
وقالت أوبك في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 2.25 مليون برميل يوميا في 2024، و1.85 مليون برميل يوميا في 2025. ولم تتغير التوقعات لكلا العامين عن التوقعات الصادرة في تقرير الشهر الماضي.
وستقرر أوبك وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، في ما يعرف بتحالف أوبك+، في مارس/آذار، ما إذا كانت ستمدد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية.
ومن شأن أي ارتفاع أقوى للنمو الاقتصادي أن يعطي دفعة إضافية للطلب على النفط. وتوقعات أوبك لنمو الطلب في 2024 أعلى بالفعل من توقعات وكالة الطاقة الدولية، على الرغم من أن تحالف أوبك+ الأوسع لا يزال يخفض الإنتاج لدعم السوق.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، الثلاثاء، إن أسواق النفط فيها إمدادات كافية، بينما قال أمين عام أوبك هيثم الغيص لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، إنه يعتقد أن توقعات أوبك قوية للطلب على المدى الطويل.
وتتبنى أوبك ومجموعة أوبك+ الأوسع نطاقا سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. ودخل خفض جديد للربع الأول من العام الجاري حيز التنفيذ الشهر الماضي.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
