ترفيه بالقرى المهجورة: منازل بـ1 يورو في أوروبا

25 أكتوبر 2022
المناطق الهادئة تجذب السياح في إجازة الصيف (Getty)
+ الخط -

راجت في الفترة الماضية فكرة بيع المنازل في العديد من القرى الأوروبية مقابل يورو واحد، وهي سياسة تهدف إلى تشجيع السياح لامتلاك هذه المنازل، بهدف تنمية هذه المناطق التي يهجرها عادة سكانها.
بدأت المنازل مقابل يورو واحد كظاهرة في وقت مبكر من عام 2015، على الرغم من أن هذه المنازل قد اكتسبت اهتمام وسائل الإعلام فقط في الآونة الأخيرة.
ونظرا لكون إيطاليا من بين الأكثر نجاحا في الترويج لقراها المهجورة بهذه المنازل التي تبلغ قيمتها يورو واحدا، يبدو أن الاتجاه قد وجد نفسه في وجهات أخرى أيضاً.
تخيل أن تقضي إجازة الصيف، على سبيل المثال في ريف هادئ؟ أو في منطقة زراعية بعيدة كلياً عن وسائل التكنولوجيا الحديثة؟

قد تبدو الصورة جذابة جداً، وتستحق فعلاً البحث عن هذه المنازل، والتعرف على الشروط التي يتم وضعها للحصول عليها.

منازل في إيطاليا

سياحة 2 (Getty)
(Getty)

تضع العديد من البلديات خاصة في مناطق جنوب إيطاليا، شروطا مختلفة، لتملك المنازل مقابل يورو واحد. عادة تبدأ رحلة البحث عن البيت في القرى المهجورة من خلال زيارة إلى البلدية، والتي تسعى إلى الترويج لعدد من المنازل تتراوح مساحتها ما بين 100 متر مربع ونحو 1000 متر، على أن يختار الشاري ما يناسبه. عادة تحتاج هذه المنازل إلى صيانة حتى يتمكن الزائر أو السائح من السكن فيها.
تبلغ قيمة الصيانة لكل متر مربع نحو 100 يورو، ما يعني أن بيتا مساحته 100 متر يحتاج إلى نحو 10000 يورو حتى يصبح مؤهلا للسكن، وبالتالي تسجيله باسم الشاري.

وتطلب البلدية من المشتري أن يقوم بالإصلاحات المطلوبة خلال فترة 3 سنوات فقط، فإن لم يتمكن من إجراء الإصلاحات المنصوص عليها ضمن الاتفاق، يخسر بذلك فرصة اقتناء بيت في أرياف القرى الإيطالية.

إسبانيا نموذج آخر

سياحة 3 (Getty)
(Getty)

تقوم أيضاً السلطات الإسبانية بالترويج لهذا النوع من المنازل خاصة في القرى النائية، والهدف من هذه المشاريع، هو تشجيع الاستثمار الأجنبي، وجذب رجال الأعمال من كافة أرجاء العالم.

عادة ما يتم الترويج لمنازل ضخمة وكبيرة، مقابل يورو واحد، على أن يتم تصليحها. يسعى السياح إلى الاستفادة من هذه العروض، بهدف إقامة مشاريع سياحية مستقبلاً.

نظرًا لأن معظم القرى المهجورة تبدو أصلية أو بمعنى آخر، تقليدية جداً، يختارها العديد من المستثمرين كممتلكات تجارية.

بعد إصلاح البنية التحتية وترتيبها، يقومون بالتسويق لجولات باهظة الثمن إلى هذه الأماكن.
كما تهدف السلطات أيضاً إلى بيع هذه المنازل مع أرض زراعية شاسعة، من أجل إعادة استثمارها من جديد، وهو مشروع قد يراه الكثير من السياح جاذبا جداً خاصة إن كانوا من أصحاب الخبرات في مجال الزراعة والأغذية.

خفض الضرائب في البرتغال

سياحة 4 (Getty)
(Getty)

البرتغال، أيضاً واحدة من الدول التي بدأت تستخدم هذه الدعاية للترويج لعقاراتها وخاصة في المناطق البعيدة عن العاصمة. بسبب الأوضاع الاقتصادية، يميل معظم الشباب في البرتغال إلى ترك القرى والانتقال إلى المدن، ولذا باتت هذه المناطق تميل لأن تصبح خالية من السكان.
بدأت السلطات بطرح العديد من الاقتراحات وتحديداً في هذه القرى، Sortelha وNazaré، إضافة إلى Almeida وMonsanto، إذ سمحت السلطات للأجانب والسياح بامتلاك منازل وبيوت في هذه القرى، بالإضافة إلى تقديم العديد من التسهيلات، بما في ذلك، تقليص الضرائب على الوافدين.

وقد ساعدت هذه السياسة، في جذب العديد من الأجانب الذين وجدوا، أن شراء منزل في الريف البرتغالي، وتجديده سيكون بمثابة فرصة ذهبية للحصول على الإقامة من جهة، والاستفادة من رخص المعيشة من جهة ثانية.

السعادة في ألمانيا

سياحة 5 (Getty)
(Getty)

تخيل أنه حتى في الدولة ذات الاقتصاد الأقوى في أوروبا، يمكن الحصول على منازل رخيصة، من أجل الترويج للسياحة وجذب القوى العاملة والشباب. فقد اتخذت السلطات الألمانية قرارات مماثلة، حيث تم بيع المنازل بأسعار رمزية في عدة مواقع. من أكثر مواقع الإنترنت استخدامًا للبحث عن منازل للبيع، نجد منازل ألمانية كبيرة (أكثر من 250 مترًا مربعًا) أقل من 30 ألف يورو، أو غيرها بأسعار تقل عن 15 ألف يورو.
في قرية فيردر، على سبيل المثال، يكلف شراء منزل مؤلف من ثلاث غرف، أقل من 10 آلاف يورو. وهو سعر منافس إذا اعتبرنا أن المنطقة ممتازة.
تتميز هذه القرية، بطبيعتها الخلابة، والتي تحتوي على الكثير من المواقع الطبيعية الخلابة، إضافة إلى المساحات الشاسعة التي تسعى السلطات إلى استغلالها بهدف زراعتها، وإقامة مشاريع ذات طابع تنموي.

المساهمون