تسعى تركيا لتكثيف التنقيب واستخراج الغاز من البحر الأسود، لتزفّ "البشائر للشعب قبل الانتخابات" في مايو/ أيار المقبل، في خطوة يراها مراقبون "أهم عناوين الرئيس رجب طيب أردوغان الانتخابية".
وأعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية ضمّ سفينة "مقاومت" إلى أسطول تركيا التنقيبي بالبحر الأسود، مبينة أن استخراج الغاز "يتواصل على قدم وساق" بعد وصول عدد العاملين بالتنقيب والاستخراج إلى نحو 10 آلاف شخص، ونشاط 50 سفينة "كبيرة وصغيرة"، ضمن مشروع استخراج الغاز الطبيعي المكتشف قبالة سواحل البحر الأسود.
وتشير الوزارة، خلال بيان يوم الاثنين، إلى أن سفينة "مقاومت" الراسية الآن في ميناء "فيليوس"، يبلغ طولها 100 متر وعرضها 21 متراً، وهي متخصصة باستخراج الغاز من تحت الماء، وستلحق بالسفن الثلاث "ياووز، بربروس خير الدين باشا، والفاتح".
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، قد ألمح خلال تصريحات سابقة إلى السفينة الجديدة، من دون أن يسميها أو يكشف عن تفاصيل، مكتفياً بالقول: "تصنف ضمن سفن التنقيب العميقة من الجيل السابع"، وإنها "سفينة متطورة ولا توجد سفن تنقيب تتفوق عليها من الناحية التكنولوجية".
وترجّح مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن يركز عمل السفينة الجديدة على التنقيب بالبحر الأسود وبعمق جديد، ولكن يمكن الاستفادة من "التقنية المتطورة" حتى بالتنقيب بأماكن أخرى، لأنه ضمن خطة الحكومة هذا العام التنقيب في 40 بئراً جديدة، إضافة إلى 110 آبار يجري التنقيب فيها.
وتأمل تركيا تبدل الواقع الاقتصادي وتسهيل الوصول إلى حلم مصافّ العشرة الكبار هذا العام، بعد إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 21 أغسطس/ آب 2020، أن سفينة الحفر "فاتح" اكتشفت 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "تونا 1" في حقل سكاريا للغاز في منطقة البحر الأسود، بعد دراسات المسح الزلزالي في المنطقة، لمدة 14 شهراً، وعمليات مسح على أكثر من 170 كلم مربع في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لتركيا في البحر الأسود.
وزفّ أردوغان الشهر الماضي ما وصفه بـ"بشرى للشعب التركي"، عن اكتشاف سفينة حفر الفاتح احتياطياً من الغاز الطبيعي يبلغ 58 مليار متر مكعب على عمق 3323 متراً تحت سطح البحر، في أثناء حفر حقل تشايجوما -1.
ويبلغ مجموع الغاز المكتشف في البحر الأسود حتى الآن 710 مليارات متر مكعب بقيمة تريليون دولار.
ويقول المحلل التركي، يوسف كاتب أوغلو، إن الفترة المقبلة "ستشهد بشائر سارة للشعب"، كاشفاً لـ"العربي الجديد" أن قانون إعفاء من الضرائب "شاملاً" سيصدر قريباً جداً في الفترة التي ستشهد تراجع التضخم وتحسن سعر الليرة، وسيرى الشعب التركي غاز بلاده يستثمر قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
ويعتبر كاتب أوغلو أن تأمين الغاز التركي الآن، ولو بجزء من الاستهلاك المحلي الذي يزيد على 50 مليار متر مكعب، سيبدل من الاقتصاد التركي برمته، سواء على مستوى التصدير والميزان التجاري، لأن بلاده تستورد غازاً ونفطاً بأكثر من 50 مليار دولار سنوياً.
ويذكر أن تركيا تمتلك ضمن أسطولها خمس سفن من الأحدث على مستوى العالم، سفينتان تنفذان أعمال البحث والتمشيط، و3 سفن خاصة بعمليات الحفر والتنقيب، إلى جانب سفينة التنقيب الجديدة من الجيل السابع، وسفينة "أرطغرل" المختصة بتخزين وتغويز الغاز المسال، وكلها مجندة من أجل الكشف عن مصادر طاقة طبيعية جديدة داخل مياه تركيا، بدءاً من البحر الأسود، مروراً ببحري مرمرة وإيجه، وصولاً إلى مناطق الصراع شرق البحر الأبيض المتوسط.
وإلى جانب سفينة الحفر الجديدة "مقاومت" من الجيل السابع، تمتلك تركيا ثلاث سفن من الجيل السادس ضمن أسطولها من سفن الحفر، هي فاتح والقانوني وياووز.
وجميع سفن الحفر الثلاث قادرة على الحفر في المياه العميقة، حيث يمكنها إجراء عمليات الحفر البحرية تحت ضغط عالٍ يزيد عمقه على أكثر من 12 ألف متر عن خندق ماريانا، أعمق خندق بحري في العالم.
وبالإضافة إلى سفن الحفر الثلاث، يحتوي الأسطول التركي على سفينتين أخريين هما خير الدين بربروس وأروتش رئيس، المختصتين بأعمال البحث والتمشيط والدراسات الزلزالية.
كذلك دشنت تركيا، في يونيو/ حزيران العام الماضي، سفينة "أرطغرل غازي"، أول سفينة تركية متخصصة بتخزين وتغويز الغاز، وكذلك نقله إلى نظام أنابيب الغاز الطبيعي وقت الحاجة. وتعد "أرطغرل غازي" واحدة من السفن ذات القدرة الاستيعابية الأعلى في العالم بقدرة تغويز يومية تبلغ 28 مليون متر مكعب.