تركيا تعد بخفض الأعباء المعيشية في 2025

وعدت السلطات التركية بتنفيذ إجراءات من شأنها خفض الأعباء المعيشية عن المواطن، من أبرزها خفض معدل تضخم أسعار السلع والفائدة، وكلفة إيجار السكن، وتحسين الأجور والرواتب. ووفق توقعات عدد من المحللين، فإنه من المتوقع أن يجري البنك المركزي التركي تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة خلال اجتماعات لجنة السياسة النقدية في عام 2025، رغم تحذير المسؤولين من مخاطر تيسير السياسة النقدية من دون انقطاع.

وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان على الأولوية الرئيسية للبرنامج الاقتصادي للحكومة لخفض التضخم، في خطاب مساء يوم السبت الماضي بمدينة بورصة، حيث قال إنه سيكون هناك المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2025، بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 2.5% إلى 47.5% نهاية الأسبوع الماضي، وذلك وفق تقرير لصحيفة صباح ديلي الصادرة بالإنكليزية، أمس الأحد.

وخفض البنك المركزي التركي سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع، يوم الخميس الماضي، بعد جهود تشديد نقدي استمرت 18 شهراً لمعالجة الأسعار المرتفعة. وقال أردوغان لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم "الأولوية في برنامجنا الاقتصادي هي خفض التضخم... نأمل أن نخفض التضخم إلى المستوى المطلوب باستخدام أدوات أخرى تحت تصرفنا بالإضافة إلى السياسة النقدية".

وكان الرئيس التركي يتحدث لحزبه في مدينة بورصة شمال غربي البلاد. وقال: "سنبدأ بالتأكيد في خفض أسعار الفائدة، وسيكون عام 2025 هو العام التاريخي لهذا الأمر". وتابع "ستنخفض أسعار الفائدة بحيث ينخفض التضخم. سنتخذ هذه الخطوة. وهذا لا غنى عنه بالنسبة لنا الآن".

اقتصاد الناس

التحديثات الحية

تركيا توحّد بطاقات النقل في المواصلات العامة لجميع الولايات

وانخفض معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 47.1% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقارنة بنحو 75% في مايو/أيار 2024، وهو أدنى مستوى منذ منتصف عام 2023. ووفق تقرير الصحيفة التركية، من المتوقع أن يتراجع التضخم أكثر إلى 45.2% في ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفقًا لاستطلاع أجرته "رويترز" مؤخراً. وأعلن البنك المركزي، في وقت سابق، أنه خفض عدد اجتماعات السياسة المقررة العام المقبل إلى 8 من 12 في عام 2024.

وبحسب متوسط استطلاع "رويترز"، من المتوقع أن يخفف البنك المركزي أسعار الفائدة إلى نحو 28.5% بحلول نهاية 2025، مع توقعات أن تتراوح بين 25% و33%. وقال أردوغان إن "الغرض الرئيسي لبرنامجنا الاقتصادي هو التعويض عن فقدان الرفاهية، الذي تعاني منه أمتنا، ومواطنونا من ذوي الدخل الثابت على وجه الخصوص، بسبب الاختلالات في أسعار الصرف والتضخم.

وأضاف في مؤتمر حزب العدالة والتنمية في بورصة: "يجب علينا أولاً وقبل كل شيء القضاء على أمور مثل استخدام التضخم كذريعة لارتفاع تكاليف المعيشة". وعلاوة على ذلك، لفت الرئيس أردوغان الانتباه إلى أسعار المساكن والإيجارات، التي قال إنها تلعب دوراً مهماً في ارتفاع التضخم وتصور تكلفة المعيشة، وشدد على أنهم يستعدون لاتخاذ خطوة من شأنها منع ذلك، وأضاف: "اعتباراً من أشهر الصيف، والتي سيتم خلالها الانتهاء من أنشطة البناء في منطقة الزلزال إلى حد كبير، نخطط لإطلاق تعبئة الإسكان الاجتماعي".

وأشار إلى أنهم سيتخذون خطوات تهدف إلى تمكين المواطنين من ذوي الدخل الثابت من امتلاك منازلهم الخاصة. وبشكل منفصل، وفي حدث آخر في بورصة يوم السبت الماضي، سلط الرئيس أيضاً الضوء على الثقة في البرنامج الاقتصادي؛ حيث أشار إلى تحسن الاقتصاد، لافتاً إلى أن أهداف عام 2024 تم تحقيقها "إلى حد كبير".

وتابع "إن عادات التسعير التعسفية للانتهازيين الجشعين، والتي لا يمكن تفسيرها بالتضخم أو أسعار الصرف أو أسعار الفائدة، بالطبع لا تجعل مهمتنا أسهل، بل تجعلها أكثر صعوبة. هناك مجموعة تنظر إلى اقتصاد السوق الحر على أنه فوضى واستغلال على أكمل وجه، لكننا سنتغلب عليها". وأوضح: "في الواقع، الطريقة الأكثر فعالية في هذا الصدد هي أن تقوم بلادنا بمقاطعة المنتجات والخدمات التي تزيد الأسعار بشكل مفرط".