استمع إلى الملخص
- تعتبر العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة من الأهم عالميًا، حيث بلغ إجمالي التجارة بينهما في 2022 نحو 908.9 مليارات دولار، وناقش الطرفان قضايا مثل أزمة المخدرات والهجرة والعجز التجاري.
- هدد ترامب بفرض ضريبة 25% على المنتجات الكندية والمكسيكية، مما يثير قلق الكنديين، بينما أبدت كندا استعدادها للاستثمار في أمن الحدود لمواجهة التحديات المشتركة.
عاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى منزله، السبت، بعد اجتماعه مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب دون ضمانات، بأن يتراجع الأخير عن الرسوم الجمركية المهددة لبلاده، والتي ستفرض على جميع المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة، وفق ما أوردته وكالة أسوشييتد برس. ووصف ترامب المحادثات بأنها "مثمرة" لكنه لم يشر إلى التراجع عن تعهد تقول كندا إنه يربطها بشكل غير عادل بالمكسيك بشأن تدفق المخدرات والمهاجرين إلى الولايات المتحدة.
وتعد العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة واحدة من أهم وأشمل العلاقات في العالم. وفي عام 2022، بلغ إجمالي تجارة السلع والخدمات بين هاتين الدولتين ما يقدر بنحو 908.9 مليارات دولار. ويشمل هذا الرقم 427.7 مليار دولار من الصادرات من الولايات المتحدة إلى كندا و481.2 مليار دولار من الواردات من كندا إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى عجز تجاري للولايات المتحدة قدره 53.5 مليار دولار.
وبعد ترتيب العشاء على عجل ليلة الجمعة في نادي ترامب مارآلاغو بولاية فلوريدا، تحدث ترودو عن "محادثة ممتازة"، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس". من جانبه، قال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال، في وقت لاحق السبت، إنهما ناقشا "العديد من المواضيع المهمة التي ستتطلب من البلدين العمل معاً لمعالجتها".
وبالنسبة للقضايا التي تحتاج إلى مثل هذا التعاون، أشار ترامب إلى الفنتانيل و"أزمة المخدرات التي أودت بحياة الكثير من الأشخاص نتيجة للهجرة غير الشرعية"، واتفاقات التجارة العادلة "التي لا تعرض العمال الأميركيين للخطر"، والعجز التجاري الأميركي مع الحليفة كندا.
وأكد ترامب أنّ رئيس الوزراء الكندي تعهد "بالعمل معنا لإنهاء هذا الدمار الرهيب" للعائلات الأميركية بسبب وصول الفنتانيل من الصين إلى الولايات المتحدة عبر جيرانها. وقال إنّ الولايات المتحدة "لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن بينما يصبح مواطنونا ضحايا لآفة وباء المخدرات هذا".
وهدد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض ضريبة بنسبة 25% على جميع المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة من كندا والمكسيك كأحد أوامره التنفيذية الأولى التي سيوقعها عندما يتولى منصبه في يناير/ كانون الثاني المقبل. وصادر موظفو الجمارك الأميركية 43 رطلاً من الفنتانيل على الحدود الكندية في العام المالي الماضي، مقارنة بـ21100 رطل على الحدود المكسيكية، وفق الوكالة.
وفي ما يتعلق بالهجرة، اعتقلت دوريات الحدود الأميركية 56530 شخصاً على الحدود المكسيكية في أكتوبر/ تشرين الأول وحده، فيما سُجّل 23721 اعتقالاً على الحدود الكندية بين أكتوبر 2023 وسبتمبر/ أيلول 2024. ويقول المسؤولون الكنديون إنهم على استعداد للقيام باستثمارات جديدة في أمن الحدود.
واتصل ترودو هاتفياً بترامب بعد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الرسوم الجمركية يوم الاثنين الماضي واتفقا على الاجتماع، وفقاً لما نقلته "أسوشييتد برس"، عن مسؤول مطلع على الأمر غير مخول بمناقشة تفاصيل المحادثات الخاصة علناً. وقال المسؤول إنّ دولاً أخرى تتصل بالمسؤولين الكنديين لمعرفة كيفية ترتيب الاجتماع وطلب النصيحة.
وتدعم التجارة بين كندا والولايات المتحدة ملايين الوظائف في كلا البلدين، وتتميز بعلاقات اقتصادية عميقة يتم تعزيزها من خلال اتفاقيات مثل اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA). ولا تعمل هذه الشراكة على تسهيل التدفقات التجارية القوية فحسب، بل تعزز أيضاً التعاون على مختلف الجبهات بما في ذلك القضايا الأمنية والبيئية. وسيشكّل تعنت ترامب بعدم التخلي عن الضرائب صدمة قوية للكنديين، مع تداعيات على تدفق الاستثمارات الأميركية على الاقتصاد الكندي.