تشانغ بينغ تشاو... الملياردير الافتراضي من العملات المشفرة في خطر
قبل أيام، رفعت السلطات الأميركية دعوى ضدّ "بينانس"، أكبر منصّة في العالم لتداول العملات المشفرة، وكذلك ضدّ رئيسها تشانغ بينغ تشاو، بتهمة تحايلهما عمداً على القوانين الأميركية. وردت "بينانس" على الاتهامات، مؤكدة أنها ورئيسها تعاونا على مدى عامين مع السلطات الأميركية في هذا الشأن.
صاحبت الاتهامات معاناة كبيرة لرئيس المنصة، الذي فقد جزءا كبيرا من ثروته التي كوّنها خلال رحلته في عالم العملات المشفرة.
بدأت المتاعب تلاحق "بينانس" بعد تضييق بكين الخناق على تداول العملات المشفرة، وعقب انتقال المنصّة إلى اليابان عانت أيضاً قيوداً جديدة ولوائح صارمة، واليوم تواجه تحقيقات من قبل السلطات الأميركية.
تؤاخذ هيئة تنظيم المشتقات المالية على "بينانس" بيع منتجات لعملاء أميركيين دون احترام التشريع المالي، علما أن المنصة كانت أعلنت التزامها بعدم التعامل مع مستثمرين بالولايات المتحدة.
الهيئة اعتبرت أنه بتعليمات من تشانغ بينغ تشاو، أوصت "بينانس" موظفيها وعملاءها بالالتفاف على المراقبة في مجال الملاءمة التنظيمية بهدف زيادة أرباحها، ما يعني أن المنصة عمدت إلى عدم التحقق من هويات العملاء الأميركيين، كما يفرض ذلك التشريع المالي.
في تصريح سابق لموقع Cointelegraphe، قال تشاو: "أنا تاجر سيئ. لا أعرف كيف أتاجر، غير أنني أعرف صناعة أدوات التجارة. أنا مثل الذي يصنع سيوفا لأسياد الكونغ فو".
نشأة تشاو
ولد تشانغ بينغ تشاو بالصين في عام 1977، اضطر والداه اللذان كانا يعملان مدرسين بعد أحداث تيانانمن للهجرة إلى كندا. حل بالبلد الأميركي الشمالي في سن الثانية عشرة.
كبر بفانكوفر ودرس أنظمة المعلومات بمونتريال. وقبل التخرج مارس العديد من المهن الصغيرة، من أجل مساعدة والديه، وفي هذه الفترة شرع في الاهتمام بالسوق المالي.
هاجر إلى اليابان ثم للولايات المتحدة، حيث عمل على تطوير برمجيات ذات علاقة بالتجارة في البورصة، واشتغل لفائدة العديد من منصات تبادل العملات المشفرة. وجاءت هذه الفترة لتكون تمهيدا لمرحلة مهمة في حياته وهي الدخول في عالم العملات المشفرة، ليصبح واحدا من أكبر صناعها بعد ذلك.
عالم العملات المشفرة
اكتشف تشانغ بينغ تشاو في عام 2013 عالم العملات المشفرة، وقرر التركيز على هذا المجال، عبر المشاركة في العديد من المؤتمرات والتعرف على شخصيات معروفة مثل روجي فير أحد الرواد في مجال العملات المشفرة.
قرر في 2017 تأسيس شركته الخاصة. فكانت "بينانس" التي سعت إلى أن يكون لها بعد عالمي. ويرى مراقبون أن مؤسسها ارتأى توفير منصة بسيطة لعموم الناس وموجهة في الوقت نفسه للخبراء في عالم المال.
يعتبر الصحافي والمؤسس المشارك لموقع The big Whale، رافاييل بلوخ، حسب موقع إذاعة فرنسا الدولية، أن تشانغ بينغ تشاو لم يكن مبتكرا عبقريا أو خبيرا كبيرا بعالم المال، غير أنه كان صاحب رؤية استشرافية، حيث فهم منذ البداية أن صناعة العملة المشفرة سيكون لها تأثير عظيم.
لم ينفعه في مساره الإغراء الذي يمارسه عالم العملة المشفرة على الناس فقط، بل عُرفت عنه قدرته على مخاطبة القادة السياسيين، وطمأنتهم في سياق متسم بالريبة التي أحاطت بالعملة المشفرة من قبل الساسة والمصارف المركزية عبر العالم.
أهم منصة عالمية
جعل تشاو وخلال خمسة أعوام من "بينانس" أهم منصة عالمية لتبادل العملات المشفرة، حيث أغرت 150 مليون عميل.
ولد تشانغ بينغ تشاو بالصين في عام 1977، اضطر والداه اللذان كانا يعملان مدرسين بعد أحداث تيانانمن للهجرة إلى كندا
في فبراير/ شباط 2018 نشرت "فوربس" مقالا قدمت فيه تشانغ بينغ تشاو على أنه أضحى مليارديرا في ظرف عام واحد، حيث أوردت تفاصيل عن مساره، ما ساهم في اكتشافه من قبل جمهور واسع وزيادة منسوب شعبيته.
وكان تشانغ بينغ تشاو أكثر الخاسرين لقيمة ثروته من الأثرياء في مجال التشفير. تراجعت قيمة ثروته إلى 4.5 مليارات دولار مع نهاية عام 2022، بعدما كانت 65 مليار دولار في مارس/آذار قبل الماضي، بحسب موقع "إم إس إن".
لم تُستهدف "بينانس" من سلطة الإشراف التنظيمية في الولايات المتحدة فقط، فقد كانت موضوع اهتمام من سلطات مماثلة في هونغ كونغ واليابان والمملكة المتحدة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
