أعلنت الخطوط الملكية المغربية، اليوم الاثنين، عن توقيع بروتوكول تعاون مع شركة العال الإسرائيلية، إذ تعتزم الشركتان توفير الخدمات الجوية بين البلدين، وهو اتفاق يتزامن، حسب الشركة المغربية، مع "قرب إطلاق الخطوط الملكية المغربية، في القريب العاجل وحين تسمح الظروف بذلك، لخط جوي مباشر ما بين الدار البيضاء وتل أبيب".
يتجلى أن المغرب وإسرائيل كانتا تترقبان تشكيل حكومة المغرب، بهدف المضي في تعميق العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، هذا في الوقت الذي ينكب فيه رجال الأعمال على بحث فرص الاستثمار.
ويؤكد مصدر مطلع، رفض ذكر اسمه، أن الجائحة أرجأت الزيارة التي كانت مرتقبة لوزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا بربيباي، والتي ينتظر أن تشهد توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية وتجارية، وهي الزيارة التي يرتقب أن تتحقق بعد تشكيل الحكومة المغربية.
وحضر رجال أعمال إسرائيليون في الأسبوع الماضي إلى أبرز حدث يجمع صناعيين محليين ودوليين بالمغرب، من أجل عرض الحلول التي يقدمونها والبحث عن فرص استثمار في ذلك القطاع. وحضر وفد من الصناعيين الإسرائيليين إلى جانب نظراء لهم من ألمانيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وهونغ كونغ وبولندا في المعرض الدولي للمناولة والتموين والشراكة الذي تستضيف المغرب نسخته الثانية عشرة، التي تنتهي يوم الجمعة.
وتشير بيانات وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن صادرات إسرائىل نحو المملكة زادت إلى 20.9 مليون دولار في شهر يوليو/ تموز الماضي، مقابل 14.9 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأكد مصدر من رجال الأعمال المغاربة أن الجائحة أثرت على وتيرة التنقل، إذ انعكس ذلك عالميا على عدد من القطاعات، مشيرا إلى أن المضي في التلقيح إلى آخره سيضفي نوعا من السلاسة على العلاقات الاقتصادية والتجارية وتنقل الأشخاص ورجال الأعمال.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة قد قال في سياق زيارة وزير الخارجية يائير لبيد، إنه سيتم إبرام عشر اتفاقيات ذات طابع قطاعي، علما أن الطرفين وقعا ثلاث اتفاقيات تتناول إطلاق آلية للتشاور والتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني.
ومنذ الإعلان عن استئناف العلاقات، تم التركيز على السياحة، حيث شرع المغرب في استقبال سياح إسرائيليين، غير أن التقديرات تشير إلى إمكانية حلول 200 ألف سائح إسرائيلي في العام المقبل، إذا ما تراجعت حدة الفيروس.
وتواجه عمليات التطبيع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي انتقادات حادة من البعض، إذ لم يكف منسق فرع المغرب للمنظمة الدولية غير الحكومية "BDS" سيون أسيدون عن التعبير عن رفضه التطبيع. وعند سؤاله حول الاستثمارات الإسرائيلية في المغرب بعد التطبيع، شدد في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، على أنه لا توجد بيانات رسمية تشير إلى حجمها وطبيعتها بعد إعلان التطبيع. وأوضح أسيدون، الذي يمثل المنظمة التي تسعى لتعبئة المجتمع المدني عبر العالم ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحث الحكومات والشركات والجامعات على مقاطعة الدولة العبرية، أنه باستثناء مشروع إنتاج الأفوكادو بقيمة تسعة ملايين دولار بعد التطبيع بين المغرب وإسرائيل، لا توجد سوى "إعلانات" إلى حدود الآن.
ويعد أسيدون، وهو المغربي اليساري من جذور يهودية، أبرز الداعين لمقاطعة إسرائيل في المغرب، وكان وراء حملة مقاطعة "التمور" الإسرائيلية، وشركة الملاحة البحرية "زيم" الإسرائيلية بسبب تاريخها الطويل في خدمة الاستيطان. وحسب مراقبين، ستواجه عمليات التطبيع الاقتصادي بين الطرفين عقبات عديدة قد تؤخر التعاون في العديد من القطاعات.