أكدت كاملا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة ستتعهد بتقديم 3 مليارات دولار لحساب صندوق المناخ الأخضر.
كما أعلنت الحكومة البريطانية عن مساهمة بقيمة ملياري دولار للصندوق، أمس الجمعة. وأكدت الحكومة الفرنسية، الشهر الماضي، مساهمتها بمبلغ 1.61 مليار يورو (نحو 1.77 مليار دولار) في الصندوق للفترة 2024-2027.
فما هو صندوق المناخ الأخضر؟ وما هي مصادر تمويله والهدف من إنشائه؟
يعد صندوق المناخ الأخضر أكبر صندوق متعدد الأطراف مخصص للمناخ في العالم.
تم تأسيس الصندوق عام 2010 وفق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، حيث وقّعت على الاتفاقية 194 دولة.
يختص الصندوق بتشغيل الآلية المالية لمساعدة البلدان النامية في ممارسات التكيف المناخي، والتخفيف من حدة الأضرار لمواجهة تغير المناخ.
وباعتباره أكبر صندوق للمناخ في العالم، يعمل الصندوق على تسريع التعامل مع التحول المناخي في البلدان النامية، كما يمول مشاريع لمساعدة البلدان على التحول إلى الطاقة النظيفة.
ولتحقيق ذلك، يدعم الصندوق المشاريع الخضراء في البلدان الناشئة والنامية، مثل الاستثمارات في الزراعة الصديقة للمناخ، وحماية السواحل، وإعادة التشجير، وتحول الطاقة.
ويركز الصندوق بشكل خاص على دعم المشروعات في الدول الأقل نموا والهشة والتي تعاني من الصراعات، للوصول إلى الطاقة الخضراء، ومواجهة تغير المناخ، وتعزيز الأمن الغذائي وإمدادات المياه للمجتمعات المحلية.
تركيز على الدول الأفقر
وفي هذا الإطار، تم تكليف الصندوق باستثمار 50% من موارده في جهود التخفيف من تبعات التغير المناخي، و50% في التكيف مع التغير في شكل منح معادلة، وفقا للموقع الرسمي للصندوق.
كما يجب استثمار ما لا يقل عن نصف موارد التكيف في البلدان الأكثر تعرضاً لتغير المناخ ، مثل الدول الجزرية الصغيرة النامية، وأقل البلدان نمواً، والدول الأفريقية.
يمول الصندوق حاليا مشروعات خضراء في 129 دولة نامية، عبر نحو 243 مشروع بتمويلات بلغت نحو 13.5 مليار دولار.
ويؤكد القائمون على الصندوق، أنه أصبح جزءًا حيويًا من هيكل تمويل المناخ العالمي، حيث قام بتعبئة 10 مليارات دولار خلال عملية التجديد الأولى لموارده والاستثمار في مشاريع مناخية تحويلية تبلغ قيمتها أكثر من 40 مليار دولار (بما في ذلك التمويل المشترك)، في أكثر من 100 دولة، حيث استفاد منها نحو ما يصل إلى 900 مليون شخص.
وأفاد القائمون على الصندوق في مؤتمره في ألمانيا، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الجولة الثانية الحالية من تجديد موارد الصندوق، حصلت على تعهدات من 25 دولة بحوالي 9.3 مليارات دولار لتمويل مشاريع في البلدان المعرّضة لتأثيرات المناخ بين عامي 2024 و2027.
وأكدوا أن عملية التجديد الثانية لموارد الصندوق (GCF-2) حاسمة لتفعيل الهدف الجماعي العالمي المتمثل في تمويل المناخ الطموح والذي يمكن الوصول إليه.
وسيعمل إطار المناخ العالمي الثاني على زيادة تعزيز قدرة الصندوق على الاستجابة العاجلة لأزمة المناخ وتمكين العمل المناخي في البلدان النامية خلال الفترة المذكورة.
وتمثل التعهدات وفقا للصندوق جزءًا بسيطًا من حوالي 250 مليار دولار ستحتاجها البلدان النامية سنويا بحلول عام 2030 للتكيف مع عالم أكثر دفئًا.
بينما قدرت مجموعة الخبراء المستقلة رفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة والمعنية بتمويل المناخ العام الماضي أن الدول النامية ستحتاج إلى أكثر تريليوني دولار سنويا بحلول عام 2030 لتمويل المرونة المناخية وأولويات التنمية.
تجديد الموارد
ووصف الصندوق التعهدات التي تم الإعلان عنها في أكتوبر الماضي، في مؤتمر التعهدات رفيع المستوى للتجديد الثاني لموارد الصندوق الأخضر للمناخ (GCF-2) في ألمانيا بأنها "معلم رئيسي في عملية تجديد موارد الصندوق الأخضر للمناخ، ولكنه ليس نقطة النهاية".
وتعد مسألة تحميل البلدان المتقدمة كلفة تكيّف البلدان الفقيرة مع تبعات تغير المناخ وانتقالها إلى اقتصاد أقل اعتمادا على الوقود الأحفوري، من أكثر المواضيع التي تثير خلافا في مفاوضات المناخ العالمية.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق المناخ الأخضر مافالدا دوارتي في المؤتمر، إننا واثقون من أن الدعم للصندوق سيستمر في النمو في الأشهر والسنوات المقبلة، لتحقيق هدفه "50 مليار دولار بحلول 2020" أو ما أطلق عليه رؤية "50 في 30"، أي نحو ثلاثة أضعاف رأسماله الحالي البالغ 17 مليار دولار.
وأضافت أننا "سنضاعف جهودنا لدعم الفئات الضعيفة، وإطلاق العنان لرأس المال الخاص، وتعزيز الكفاءة، وتمكين العمل المناخي التحويلي حيث تشتد الحاجة إليه".