دخل الجزء الثالث من حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي حيز التنفيذ اليوم الأحد، ليصبح عملاء الديزل والبنزين وزيت التدفئة والكيروسين في ألمانيا مهددين بنقص الإمدادات وارتفاع نسبي للأسعار، رغم تأكيد المسؤولين أن هناك وفرة في هذه المشتقات النفطية.
وفي السياق، نقل موقع "فوكوس أونلاين" الألماني، اليوم الأحد، عن المتحدث باسم وزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك، أن "الأمن العام للإمدادات بالوقود مضمون"، وهو ما أكدته أيضاً رابطة مستوردي الوقود والطاقة، حيث جرى التأكيد أنه تم استيراد حوالي 12,5% فقط من استهلاك ألمانيا النفطي من روسيا في العام 2022، وأن البدائل تأتي من أماكن مختلفة من العالم، وأنه يوجد احتياطي وقود لمدة 90 يوماً لحالات الطوارىء.
بدوره، قال خبير الطاقة في ديسلدورف ينس سودوكوم إنه "في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، شهدنا عمليات شراء بدافع الذعر في الموانىء المهمة، مثل ميناء روتردام الهولندي وأنتويرب البلجيكي، ومنشآت التخزين ممتلئة لحدها الأقصى، وهذا ما سيحدّ من ارتفاع الأسعار مع اتخاذ الشركات تدابير احتياطية".
واستوردت دول الاتحاد الأوروبي، خلال ديسمبر/كانون الأول 2022، أكثرمن 700 ألف برميل من الديزل يومياً، وهي أعلى كمية منذ مارس/ آذار 2021.
في المقابل، ورغم التطمينات، قال خبير النفط الخام في مصرف "كوميرس بنك" كريستيان فريتش، مع شبكة "إيه آر دي" الإخبارية الألمانية: "يبدو أن المشاركين في السوق تعاملوا مع الحظر بهدوء تام حتى الآن، لكن أشك بأن تترك المرحلة الجديدة من الحظر النفطي الأسواق على وضعها الحالي، لا سيما أنه ينبغي استبدال منتجات الزيوت المعدنية المفقودة من روسيا بواردات إضافية بعد 5 فبراير/ شباط،على سبيل المثال من آسيا أو الولايات المتحدة والعالم العربي".
وأوضح فريتش أنه بسبب بعد مسافات النقل والطلب على الناقلات في أوروبا، وتوفر كميات أقل منها في الأسواق العالمية، سيكون هناك ميل لمزيد من الارتفاعات في الأسعار.
من ناحية أخرى، قال خبير السوق في شركة "فيلنرايترانفست" روبرت ريثفيلد، اليوم الأحد، مع الشبكة عينها، إن ردود الفعل الملحوظة على الحظر النفطي والأسعار لن يظهر قبل "موسم القيادة"، أي مطلع مارس/آذار وإبريل/نيسان المقبلين، وهي الفترة التي تسبق عيد الفصح، والتي تكون عادة مصحوبة بحركة مرور وتنقل كثيفة، ما يزيد الاستهلاك وزيادة الطلب على الوقود، وبالتالي فإن "ارتفاع أسعار المحروقات أمر لا مفر منه، من دون إغفال أمر آخر، وهو إعادة فتح الصين اقتصادها تدريجيا بعد عمليات الإغلاق الصارمة ضد فيروس كورونا".
علاوة على ذلك، يرجح الخبير ريثفيلد أن "يسير ارتفاع أسعار الديزل جنبا إلى جنب مع ارتفاع زيت التدفئة، لأنه ومن حيث المبدأ هما نفس المنتج، حتى إن التأثيرات غير المباشرة حتمية إذا تم نقل تكاليف الإنتاج والنقل المتزايدة للشركات إلى المستهلك النهائي".
وتفيد التوقعات بأن يطاول ارتفاع أسعار الديزل والبنزين الولايات الواقعة في شرق ألمانيا أكثر من باقي الولايات، والأمل حالياً أن يجرى تزويدهما بكميات إضافية من بولندا وكازاخستان.
وهدف الاتحاد الأوروبي، وفق "فوكوس أونلاين"، أن يؤدي الجمع بين حظرالاستيراد والحد الأقصى للسعر إلى خفض كبير في دخل روسيا من المشتقات النفطية، وفي الوقت نفسه استقرار الأسعار العالمية.
ومن وجهة نظر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، فإن "هذه الوصفة نجحت حتى الآن في استقرار أسعارالنفط العالمية، وتراجعت الأسعار المحققة للنفط الخام الروسي، وبالتالي عائدات الدولة الروسية".