تسارع تنفيذ اتفاق خط الائتمان الإيراني الذي وقعه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال زيارته لطهران في الثامن من مايو/أيار الماضي، بقيمة مليار دولار، بحسب ما كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، المخصص لمد النظام السوري بالنفط الخام، بعد أن عادت الطوابير أمام محطات توزيع الوقود، وتأخرت رسائل تسليم المشتقات النفطية للشريحة المدعومة بسورية، ووصول سعر لتر المازوت بالسوق السوداء إلى 8 آلاف ليرة سورية.
وكشف مدير مصفاة بانياس، محمود قاسم، اليوم الأربعاء، عن وصول ناقلة جديدة محملة بنحو 300 ألف برميل من النفط الخام إلى ميناء بانياس على الساحل السوري، بعد وصول ناقلتين قبل أيام، كانتا محملتين بنحو مليوني برميل نفط خام.
وأعلن قاسم، خلال تصريحات، أن جميع وحدات المصفاة، وخاصة وحدة التقطير، رفعت جاهزيتها، للتكرير ورفد السوق بالمشتقات النفطية، بانتظار وصول ناقلة نفط جديدة على متنها 300 ألف برميل نفط خام.
وكانت إيران قد بدأت بتنفيذ اتفاق "خط الائتمان" في 14 حزيران/ يونيو الجاري، عندما أرسلت ناقلتين بحمولة مليون برميل نفط خام، ما حقق انفراجة في السوق السورية قبل أن تعود الأزمة قبل أيام، سواء بارتفاع أسعار المشتقات النفطية أو بانقطاع التيار الكهربائي لليلة كاملة "تعتيم عام" شهده كامل الأراضي السورية التي يسيطر عليها النظام.
وتكشف مصادر خاصة من دمشق لـ"العربي الجديد" أن تأخر وصول الناقلة أمس التي ادعى نظام الأسد أنها بسبب الأحوال الجوية، تعود إلى قدم ناقلات النفط السورية، إذ لا يمكن الناقلة الإيرانية الكبيرة، ذات سرعة 30 عقدة بالساعة، دخول الميناء، لذا "تقف الناقلة وتُنزَل حمولتها لسفن ونواقل سورية صغيرة لتدخل إلى الميناء".
وحول تأخر وصول النفط الإيراني إلى نحو شهر بعد زيارة الأسد وتوقيع الاتفاق، يضيف المصدر من دمشق أن هناك خلافات على إعادة تموضع القوات الإيرانية بعد انسحاب جزئي للقوات الروسية من جنوب سورية وحلب، ولم ترسل إيران أول ناقلة في 15 الشهر الجاري "بعد أكثر من شهر على زيارة الأسد" إلا بعد التوافق على النقاط الخلافية، سواء المتعلقة بالقوات الإيرانية أو المقابل الاقتصادي، لأن إيران "تشنجت" جراء إبعادها عن مشغل الخلوي الثالث وتأسيس شركة لأسماء الأسد ستدخل السوق قبل نهاية العام الجاري.
وبالتزامن مع وصول الناقلة الإيرانية الثالثة، أعلنت محافظة دمشق أتمتة بطاقات تزويد وسائل النقل (باصات – ميكروباص – سرافيس – باصات النقل الداخلي بقطاعيه العام والخاص – البولمانات) بمادة المازوت، والفعاليات التجارية والاقتصادية بمادة الغاز الصناعي.
وبيّن عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والتجارة الداخلية في المحافظة، شادي سكرية، أن "البطاقة الإلكترونية" الشهرية للتزوّد بالمحروقات وزّعت على كل آلية تُحدد فيها المسافة المقطوعة عن كل يوم بالنسبة إلى الخطوط الداخلية، معتبراً أن هذا الإجراء مؤقت لحين العمل بنظام "جي بي إس"، ولافتاً إلى أن عدد الآليات التي تُزوَّد بمادة المازوت بلغ 8510 آليات تعمل على الخطوط ضمن المدينة، ومن دمشق إلى ريف دمشق، وكذلك من دمشق إلى المحافظات.
ويذكر أن أول خط ائتماني فتحته طهران للنظام السوري، كان بقيمة مليار دولار عام 2013، ثم أتبعته عام 2014 بخط آخر بقيمة 3 مليارات دولار، وفي عام 2015 فتح خط ثالث بقيمة مليار دولار "جميعها مقابل اتفاقات لتوريد النفط وبعض السلع أو تنفيذ مشاريع وتمويل عجز الموازنة، وليس بنمط السداد، رغم أن فوائد الخطوط قليلة وميسّرة".
ويصف الاقتصادي السوري، محمود حسين، تلك الاتفاقات الخاصة بتزويد سورية بالنفط "اتفاقات المقايضة"، لأن إيران برأيه تأخذ مقابلها اتفاقات بقطاع الكهرباء والعقارات والسكك الحديدية، غير مستبعد إدراج الفوسفات السوري، الذي خسرته إيران لمصلحة روسيا عام 2018، ضمن تحصيل أموال تلك الخطوط.